موسكو تعلن قبول دمشق الحوار مع المعارضة.. وغليون يرفضه قبل رحيل الأسد
27 قتيلاً.. والقوات السورية تسـتعيد سيطرتها على ضواحي العاصمة
استعادت القوات السورية، أمس، السيطرة على ضواحٍ للعاصمة دمشق بعد قصف عنيف ومعارك في الشوارع مع «الجيش السوري الحر» الذي سيطر عليها الأسبوع الماضي ووصل إلى بضعة كيلومترات معدودة من مقر إقامة الرئيس السوري بشار الأسد، فيما قتل 27 شخصاً في حمص ودرعا بينهم ستة من عناصر الأمن، واستهدف هجوم خطا لنقل الغاز في حمص (وسط). في وقت دعت فيه منظمة التعاون الاسلامي مجلس الامن الدولي الذي يبحث اليوم مشروع قرار حول سورية إلى «حماية المدنيين السوريين»، واتخاذ الاجراءات الكفيلة بحقن الدماء. وفيما اعلنت روسيا ان دمشق وافقت على بدء محادثات غير رسمية مع المعارضة في روسيا، أكد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أن لا مفاوضات مع النظام قبل رحيل الأسد.
ودخلت القوات السورية، أمس، بلدة رنكوس التي تقع على بعد 40 كلم شمالي العاصمة دمشق، بعد محاصرتها ستة ايام.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن «القوات العسكرية اقتحمت بلدة رنكوس بعد ستة ايام من محاصرتها واطلاق نار وقصف عليها». وأضاف ان «المجموعات المنشقة انسحبت من البلدة».
وفي ريف دمشق ايضاً تعرضت بلدات عربين وسقبا وحمورية لاطلاق نار من القوات الحكومية، بحسب المرصد الذي أوضح أن بلدة سقبا تتعرض لاطلاق نار من قبل القوات السورية ووردت انباء عن سقوط جرحى، وعن اوضاع انسانية صعبة، كما تعرضت بلدة عربين لاطلاق نار من قبل القوات السورية المتمركزة على مشارف البلدة. وأكد أن القناصة في بلدة حمورية المجاورة يطلقون النار «على كل شيء يتحرك في الشوارع».
وتكثفت المعارك منذ ايام في المناطق القريبة من دمشق، بحسب ما افاد المتحدث باسم «الجيش السوري الحر» الرئد ماهر النعيمي.وقال النعيمي ان النظام السوري شن «في الساعات الـ24 الاخيرة هجوما لا سابق له استخدم فيه المدفعية الثقيلة»، ضد بلدات ريف دمشق «خصوصاً مناطق القلمون ورنكوس والغوطة»
وقال نشطاء إن معارك اندلعت، أمس، في الشوارع قرب العاصمة دمشق في الوقت الذي تسعى فيه القوات التابعة للاسد إلى تعزيز قبضتها على ضواحٍ كان «الجيش الحر» قد سيطر عليها .
وأضافوا أن القوات السورية انتزعت السيطرة على حمورية وهي واحدة من أحياء عدة استخدمت فيها القوات السورية العربات المدرعة والمدفعية لاجبار المسلحين على التقهقر بعد ان تقدموا لمسافة لا تبعد عن دمشق سوى ثمانية كيلومترات.
وقال نشط إن «الجيش السوري الحر» الذي يضم منشقين عن الجيش السوري النظامي شن هجمات متفرقة على القوات الحكومية التي تقدمت عبر حي سقبا الذي سيطر عليه المسلحون قبل أيام معدودة.
وقال المنشقون إن 15 شخصاً على الاقل قتلوا اثناء انسحابهم من سقبا وكفر بطنا. وقال نشط كان يتحدث من ضاحية كفر بطنا «انها حرب مدن. هناك جثث في الشارع». وتحدث سكان بوسط دمشق عن رؤية جنود ورجال شرطة منتشرين حول الميادين الرئيسة.
إلى ذلك، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء(سانا)، أمس، إن «مجموعة إرهابية فجرت خطا لنقل الغاز من حمص إلى بانياس بالقرب من تلكلخ».
وغداة يوم دام سقط فيه 80 قتيلاً نصفهم من المدنيين، بحسب ناشطين حقوقيين تواصلت المعارك والعمليات الامنية، أمس، وأسفرت عن سقوط 27 قتيلاً على الاقل بينهم 21 مدنياً، كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان.
ففي حمص (وسط) قتل 17 مدنياً بينهم فتاة، اضافة الى طبيب اغتيل برصاص مجهولين، بينما قتل اربعة آخرون في مواجهات في محافظة درعا (جنوب).
وقال المرصد إن عدد الشهداء المدنيين الموثقين بالاسماء وظروف الاستشهاد في حمص ارتفع، أمس، إلى .17
وفي درعا قال المرصد السوري إن ستة من عناصر الامن وثلاثة مدنيين قتلوا، أمس، في مدينة الحراك في هجوم استهدف حافلة للامن واطلاق نار عشوائي من قوات عسكرية.
وأضاف أن حافلة صغيرة تقل ستة من عناصر الامن دخلت أمس الى مدينة الحراك لتنفيذ حملة اعتقالات فاستهدفت من قبل مجموعة منشقة وقتل جميع افرادها. وأضاف ان «دباباتين ترافقهما قوات عسكرية دخلت بعدها واطلقت النار بشكل عشوائي، ما ادى الى استشهاد ثلاثة مدنيين» وإصابة مسجد.
وأكد أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش ومجموعات منشقة في بلدتي خربة غزالة ومحيطها وصيدا حيث استشهد مواطن نتيجة اطلاق الرصاص العشوائي وفي قرية نصيب الحدودية.
إلى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أمس، أن السلطات السورية موافقة على بدء محادثات غير رسمية مع المعارضة في روسيا.
وقالت الوزارة «اقترحنا على السلطات السورية وعلى المعارضة ارسال ممثليهم الى موسكو لاجراء اتصالات غير رسمية، تلقينا جوابا ايجابيا من قبل السلطات السورية».
وأضافت «تلقينا رداً ايجابياً من السلطات السورية، ونأمل ان يعطي المعارضون موافقتهم في الايام المقبلة». وفي نيويورك أكد غليون لـ «فرانس برس»، أمس، أن المعارضة لن تجري اي مفاوضات مع النظام السوري قبل رحيل الاسد.
وقال رداً على اعلان موسكو موافقة دمشق على اجراء محادثات غير رسمية مع المعارضة في العاصمة الروسية «لم تصلنا اي دعوة (من روسيا) سوى ما ظهر في الصحافة»، مؤكداً في الوقت نفسه ان «تنحي الاسد شرط لبدء اي مفاوضات للانتقال الى حكومة ديمقراطية».
وأضاف أنه «إذا كان الروس يريدون حلا تفاوضيا للوضع المأساوي لابد من الاعتراف بضرورة تنحي الاسد، اذ لا يمكن ان يشرف الاسد قاتل الشعب على الانتقال نحو الديمقراطية».
في سياق متصل، دعا امين عام منظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو مجلس الامن الدولي الى تحمل مسؤولياته في «حماية المدنيين السوريين»، واتخاذ الاجراءات الكفيلة بحقن الدماء. وقال إن المنظمة تؤكد دعمها للاجراءات التنفيذية للمبادرة العربية التي اقرها مجلس وزراء الخارجية العرب لايجاد حل سلمي للازمة في سورية، وتوجه المجموعة العربية الى مجلس الامن للحصول على دعمه. وغادر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي متوجهاً إلى نيويورك، سعيا لكسب الدعم لخطة سلام عربية تدعو لتنحية الاسد جاءت ضمن مسودة قرار صاغته فرنسا وبريطانيا بالتشاور مع قطر والمغرب وأيضا المانيا والبرتغال والولايات المتحدة. والهدف من هذه المسودة ان تحل محل مسودة روسية تقول وفود غربية انها تتساهل مع الاسد ولم تعد مناسبة بعد المقترحات التي طرحتها جامعة الدول العربية أخيراً.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أمس، إن موسكو تريد دراسة توصيات المراقبين العرب قبل بحث خطة تدعو الرئيس السوري إلى التنحي عن السلطة. وطالبت بالاستماع مباشرة الى المراقبين العرب في سورية قبل مناقشة اي قرارات. كما يلقي وزيرا الخارجية الفرنسي آلان جوبيه والبريطاني وليام هيغ كلمة أمام مجلس الأمن اليوم، في محاولة لدفع قرار يدعمه العرب بشأن تغيير سياسي في سورية.
واعتبرت مصادر دبلوماسية فرنسية أن «التوازنات تطورت داخل مجلس الأمن»، مضيفة ان 10 دول على الاقل من اصل الدول الاعضاء الـ 15 في مجلس الامن الدولي قد تؤيد مشروع قرار قدمه المغرب باسم الجامعة العربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news