الكويتيون يقترعون في أجواء من القلق لاختيار أعضاء البرلمان. رويترز

الكويت: حضور مكثف في انتخابات « مجلس الأمة »

أدلى الناخبون الكويتيون، أمس، بأصواتهم للمرة الرابعة في أقل من ست سنوات، لانتخاب 50 نائباً في مجلس الأمة الكويتي (البرلمان)، إذ تنافس 287 مرشّحاً، بينهم 23 امرأة، على أصوات 400 ألف و296 ناخباً وناخبة.

جرت عملية الآقتراع تحت إشراف نحو 800 قاضٍ رئيس واحتياطي، فيما تشير التوقعات الى توجه المعارضة، بقيادة الإسلاميين، إلى تحقيق فوز كبير، بعد حملة خاضتها تحت شعاري «محاربة الفساد»، و«الإصلاح».

وشهد معظم مراكز الاقتراع حضورا مكثفا من قبل الناخبين، مع انتصاف يوم أمس، رغم تزامنها مع عطلة منتصف السنة، وتقديم عطلة المولد النبوي، والأجواء الباردة التي تعيشها الكويت. وأكد رئيس اللجنة الاستشارية الكويتية المشرفة على الانتخابات، وكيل محكمة التمييز، المستشار أحمد العجيل، أن العملية الانتخابية في جميع مقار التصويت بالكويت، سارت بشكل صحيح، من دون أي مشكلات.

وطغت مظاهر التفاعل والحماسة في بعض مراكز الاقتراع النسائية بشكل لافت، أكثر من المراكز الرجالية التي اتسمت بالهدوء، سواء داخل المراكز أو المنطقة المحيطة بها، خصوصا مع تشكيل المرأة نسبة 53.8٪ من الناخبين.

وفي مركز الجابرية الانتخابي، تجمعت المقترعات تحت أشعة شمس الشتاء البارد. وقالت المقترعة (أم سعود)، وهي موظفة متقاعدة، لوكالة «فرانس برس»، «نحن غير مرتاحين نفسيا، والأوضاع لا تسر ونحن محبطون كثيرا»، في إشارة الى استمرار التأزم السياسي بين الحكومة والبرلمانات المتتالية.

بدورها، أكدت الناخبة فاطمة عبدالله أكبر، وهي مدرسة سابقة، أنها متفائلة بحذر.

وتأمل النساء بتكرار فوزهن التاريخي في انتخابات ،2009 عندما فزن بأربعة مقاعد للمرة الأولى، بعد نيل المرأة الكويتية حقوقها السياسية في .2006

وتضمنت حملات مرشحين، من المعارضين، مطالب راوحت بين إرساء نظام متعدد الأحزاب، وضرورة ان تكون الحكومة منتخبة، مع رفع عدد أعضاء مجلس الأمة، وصولا الى إرساء ملكية دستورية.

وقال المرشح الإسلامي والنائب السابق وليد الطبطبائي لوكالة «فرانس برس»، إن الأهم في الانتخابات، هو انها اتت «بعد حراك شعبي وشبابي، أسقط الحكومة والمجلس السابق»، متوقعا ان يأتي الآن مجلس تركيبته معظمها من المعارضة. وأكد تفاؤله بحصول المعارضة على أكثر من نصف المقاعد. بدوره توقع المقترع عدنان سالمين أن «المعارضة ستفوز، وسيكون هناك تغيير باتجاه الإصلاح»، مؤكدا ان الأولوية للمواطنين، هي التنمية والرقابة ومحاسبة الفاسدين. وتشير الاستطلاعات إلى توجه المعارضة، بقيادة الاسلاميين، لتحقيق فوز كبير، إلا ان نتيجة الاقتراع لن تؤدي، على الأرجح بحسب المراقبين، إلى إنهاء التأزم السياسي في الكويت.

وقال المدير العام لمركز اتجاهات للدراسات والبحوث (مستقل)، طلال الكشتي «استنادا إلى دراساتنا واستطلاعاتنا، فأنا اعتقد ان المعارضة ستفوز بما بين 26 و33 مقعدا». وحصول المعارضة على 33 مقعدا، يعني سيطرتها بشكل كامل على قرار البرلمان، إذ إن الوزراء غير المنتخبين (15 وزيرا)، يتمتعون بحكم الدستور بحق التصويت في البرلمان.

الأكثر مشاركة