تصعيد في ذكرى مجزرة حماة.. ومشروع جديد في مجلس الأمن
أحيا الناشطون المعارضون للنظام السوري، أمس، الذكرى السنوية الـ30 لمجزرة حماة (وسط)، عبر إضراب ودعوات الى التظاهر في كل أنحاء البلاد، في وقت افاد دبلوماسيون بأن الدول الأعضاء في مجلس الأمن تناقش صيغة جديدة لمشروع قرار حول سورية، تتضمن تنازلات بناء على طلب روسيا. ومع تكثيف القوات السورية عملياتها على الأرض، قال مسؤولون غربيون ان الولايات المتحدة وحكومات أوروبية ودولا عربية، بدأت بحث فكرة خروج الرئيس السوري بشار الأسد الى المنفى، رغم التشكك في استعداده لدراسة هذا العرض.
وتفصيلا، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدينة حماة شهدت، أمس، إضرابا عاما بمناسبة الذكرى الـ30 لمجزرة حماة، التي ذهب ضحيتها عشرات الالوف من ابناء المدينة. وصبغت بعض شوارع المدينة وأجزاء من نواعير حماة الاثرية باللون الاحمر وكتب عليها «حافظ مات وحماة لم تمت»، في اشارة الى الرئيس السابق حافظ الأسد.
وكثفت القوات السورية عملياتها على الأرض في الأيام الأخيرة، في ظل استمرار الانقسامات في مجلس الأمن الدولي، التي تحول دون اتخاذ قرار ضد النظام السوري المدعوم من روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن. واقتحمت دبابات وناقلات جند مدرعة بلدة الجيزة (ريف درعا)، أمس، وبدأت بإطلاق نار من رشاشاتها الثقيلة باتجاه المنازل، بحسب المرصد الذي اشار الى ان القوات السورية أحرقت عشرات الدراجات النارية. وأكدت لجان التنسيق المحلية، التي تشرف ميدانيا على الحركة الاحتجاجية، أن مدرعات للجيش انتشرت داخل البلدة حيث كانت هناك محاولة اقتحام البلدة من أربعة محاور وإطلاق نار من مضادات طيران، وسط قطع للكهرباء والاتصالات، كما اكد المرصد ان منازل بلدة المسيفرة تتعرض لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة.
وفي هذه المحافظة أيضا، اقتحمت قوات عسكرية بلدة الطيبة، وبدأت بإطلاق رصاص عشوائي، في حين تحاصر قوات عسكرية بلدة النعيمة.
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات الأمن السورية قامت أول من أمس، بإعدام الناشط ناصر محمد سعيد الصغير (30 عاماً) في بلدة معضمية الشام بريف دمشق، وألقت جثمانه امام طفليه وزوجته مطالباً بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في مقتله. واضاف المرصد ان الناشط صعد الى سطح المنزل خوفاً من الاعتقال، فقامت قوات الأمن بتهديده باعتقال طفليه ان لم يسلم نفسه، فصعدوا الى سطح المنزل وأطلقوا عليه الرصاص وأردوه قتيلاً، وقاموا برمي جثمانه من على سطح المنزل امام زوجته وطفليه.
يأتي ذلك فيما افاد دبلوماسيون بأن الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، تناقش صيغة جديدة لمشروع قرار حول سورية، تتضمن تنازلات بناء على طلب روسيا سعياً للتوصل الى تفاهم معها حول الأزمة السورية. وأوضح الدبلوماسيون ان المشروع يدعم خطة الجامعة العربية الصادرة في 22 يناير الماضي، لكنه لا يشير الى تفاصيل عملية انتقال السلطة، خصوصاً نقل سلطات الرئيس السوري الى نائبه.
وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت للصحافيين «حققنا بعض التقدم، مضيفا هناك رغبة (في مجلس الأمن) بالتوصل الى نص يمكن تبنيه خلال الأيام المقبلة». وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين هناك تفهم افضل لما يجب القيام به، من اجل التوصل الى تسوية. وأضاف «اعتقد انها كانت جلسة جيدة» من المفاوضات، من دون اعطاء تفاصيل إضافية.
ودعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، الأربعاء، كل عضو في مجلس الأمن الدولي إلى اختيار الجانب الذي يؤيده في سورية، بين الشعب السوري والديكتاتورية الوحشية.
في الأثناء، قال مسؤولون غربيون ان الولايات المتحدة وحكومات أوروبية ودولا عربية، بدأت بحث فكرة خروج الرئيس السوري إلى المنفى، رغم التشكك في استعداده لدراسة هذا العرض. وقال أحد المسؤولين انه على الرغم من ان المحادثات لم تتقدم كثيرا، ولا يوجد شعور بأن سقوط الأسد وشيك، عرضت ثلاث دول استضافته، وسيلة لإنهاء الأزمة السورية الدامية المستمرة منذ 10 أشهر. وقال مصدران إنه لم تبدِ أي دولة أوروبية استعدادها لتوفير ملاذ للاسد، وظهر الحديث عن فكرة المنفى، بعد تعاظم الضغوط الدولية على الرئيس السوري والمواجهة الدبلوماسية الجارية في الأمم المتحدة، بشأن قرار لجامعة الدول العربية يطالبه بنقل سلطاته.
وقال المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إنه لا الولايات المتحدة ولا الاتحاد الاوروبي قادا الفكرة التي طرحتها دول عربية، وسيلة لإنهاء العنف في سورية. وقال مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «فهمنا أن بعض الدول عرضت استضافته، إذا اختار مغادرة سورية»، ولم يحدد اسماء هذه الدول.
وأعلن الرئيس التركي عبدالله غول ان تركيا قد تفكر في منح اللجوء لعائلة بشار الأسد، بحسب ما نقلت عنه الصحافة التركية.