20 قتيلاً.. ومجلس الأمن يبحث مشروع قرار معدل في محاولة لإرضاء روسيا

تظاهرات ضدّ الأسد تعمّ ســورية في جمعة « عذراً حماة.. سامحينــا »

تظاهرة حاشدة ضد الأسد في مدينة إدلب. رويترز بوكس

شهدت سورية، أمس، خروج مئات التظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، عمت المدن والبلدات والقرى السورية، إحياء لذكرى مجازر حماة عام ،1982 في جمعة « عذراً حماة، سامحينا»، تعرضت لإطلاق نار، كما حصلت اشتباكات بين الجيش السوري ومجموعات منشقة، ما أسفر عن سقوط 20 قتيلاً بينهم تسعة عسكريين. في وقت بدأ فيه مجلس الامن الدولي دراسة صيغة جديدة لمشروع قرار يدين القمع الدموي في سورية، تم تعديله في محاولة لتجاوز المعارضة الروسية، فخلا من اي دعوة واضحة الى تنحي الرئيس السوري، ولم يأت على ذكر حظر على الأسلحة أو عقوبات.

وعلى الرغم من حملة القمع المستمرة التي اسفرت حتى الآن عن مقتل 6000 شخص على الاقل منذ منتصف مارس، والتي لم يصدر حولها بعد أي قرار عن مجلس الامن نتيجة الانقسام الدولي، خرجت مئات التظاهرات ضد الأسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ولجان التنسيق المحلية، إن تظاهرات حاشدة ضد الأسد عمت المدن والمناطق والقرى في جمعة « عذراً حماة، سامحينا».

وخرجت تظاهرت في درعا وفي اللاذقية، وفي ريف دمشق خلال ساعات الصباح تعرضت لإطلاق نار، كما حصلت اشتباكات بين الجيش السوري ومجموعات منشقة سقط خلالها 20 شخصاً بينهم تسعة جنود.

وقال المرصد السوري إن «ثمانية عناصر من الجيش النظامي السوري قتلوا خلال اشتباكات مع مجموعات منشقة في بلدتي كفرشمس ونوى في محافظة درعا (جنوب)».

وكان جندي قتل فجرا وجرح خمسة آخرون في اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومجموعة منشقة في مدينة جاسم في درعا.

وأضاف المرصد أن شابا قتل اثر اصابته بإطلاق رصاص خلال اقتحام قوات الامن السورية، أمس، لقرية بسامس في محافظة ادلب. وفي محافظة ادلب ايضا، قتل طفلان بانفجار عبوة ناسفة في بلدة كفرتخاريم.

وقتل خمسة أشخاص بإطلاق نار من قوات الامن في مدينة داريا في ريف دمشق حيث قتل ايضا مواطنان اثر اطلاق الرصاص عليهما في مزارع بلدة رنكوس.

وقتل شخص وأصيب ثلاثة بجروح اثر اطلاق قوى الامن الرصاص لتفريق تظاهرة في حي جنوب الملعب في حمص.

من جهة ثانية، عثر على جثمان شاب من قرية بليون (ادلب)، كان قد اعتقل قبل ثلاثة ايام، بحسب المرصد.

وقال المرصد إن «القوات السورية أطلقت الرصاص لتفريق تظاهرة في مدينتي جاسم ونوى في درعا، ما تسبب في إصابة ثمانية مواطنين بجروح».

وخرجت تظاهرات في بلدة يبرود بعد صلاة الجمعة من معظم مساجد البلدة طالبت بإسقاط النظام، بحسب بيان للمرصد.

كما خرجت تظاهرات في مدينة اللاذقية من مساجد عدة، وأطلقت قوات الامن النار لتفريقها. وشهدت معرة النعمان وكفرومة وخان شيخون وسراقب وكفرنبل والتح والدانا وبنش وغيرها من القرى والمدن في محافظ ادلب تظاهرات.

كما انطلقت تظاهرات في أغلب قرى ومدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي في الهبيط ومدايا والركايا وكفرسجنة وموقا وحيش ومعرزيتا وجبالا ومعرتماتر ومعرة حرمة والشيخ مصطفى والنقير وترملا وكرسعة وكفرعين.

وفي حمص أظهر شريط فيديو نشره ناشطون على الانترنت نحو 20 عنصرا من «الجيش السوري الحر»، مكشوفي الوجه، يتنقلون نهارا على دبابة في مدينة حمص القديمة، وسط تقارير تفيد بأن بعض أجزاء حمص بات محظوراً على قوات النظام.

ويهتف الاهالي للجنود «الله يحمي الجيش الحر»، بينما يتكلم شخص ملتحٍ يقدم على انه «نقيب» داعياً زملاءه في الجيش الى الانضمام الى الجيش الحر.

وقالت لجان التنسيق المحلية وناشطون، إن حمص وريفها شهدت 29 نقطة تظاهر في «عذراً حماة، سامحينا»، شملت كلاً من تلبيسة وتلكلخ وتير معلة والغنطو والدار الكبيرة والشماس والفرحانية والحمرا والقريتين ومهين - وباب هود وعز الدين وحسياء والقصور وحي الملعب وكرم الشامي ودير بعلبة والخالدية وجورة الشياح والوعر الجديد والوعر القديم والحولة والغوطة وبستان الديوان وكرم الزيتون والقصير والبياضة وتل الشور وباب السباع.

وشهدت العاصمة دمشق وريفها تظاهرات واسعة في حي الميدان بقلب دمشق، وخرج الآلاف في تظاهرات مطالبة بإسقاط النظام في مساكن برزة وركن الدين والحجر الأسود وفي المعضمية وداريا والكسوة والقابون وبرزة ودوما والتل والزبداني وقطنا.

وفي المنطقة الشرقية، خرج عشرات آلاف المتظاهرين في القامشلي وعامودا والبوكمال والميادين والقورية ورأس العين.

وفي حلب، خرجت تظاهرات في أحياء سيف الدولة وصلاح الدين والمرجة والأشرفية، كما خرجت تظاهرات في ريف حلب، في اعزاز وحريتان وعندان ومارع وتل رفعت تطالب بإسقاط النظام.

وفي نيويورك بدأ اعضاء مجلس الأمن دراسة صيغة جديدة لمشروع قرار يدين القمع الدموي في سورية تم تعديله في محاولة لتجاوز المعارضة الروسية، فخلا من أي دعوة واضحة الى تنحي الرئيس السوري، ولم يأت على ذكر حظر على الاسلحة او عقوبات.

وبحسب النص، فإن مجلس الأمن «يدعم بشكل تام قرار الجامعة العربية الصادر في 22 يناير ،2012 القاضي بتسهيل عملية انتقال سياسي يقودها السوريون بأنفسهم وتؤدي الى نظام سياسي ديمقراطي وتعددي». لكن النص لا يشير الى نقل سلطات الرئيس السوري الى نائبه فاروق الشرع، كما يطلب قرار الجامعة.

وقد يطرح مشروع القرار الجديد على التصويت في مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة، وآخر محاولة للتوصل الى توافق جرت بعد معارضة روسيا مشروع قرار حازم اعدته القوى الغربية والجامعة العربية.

وسترسل الصيغة الاخيرة لمشروع القرار التي تم التوصل إليها اثر مشاورات الخميس بين سفراء الدول الـ15 في نيويورك، الى حكومات الدول الاعضاء لدراستها، كما قال دبلوماسيون.

وقال السفير البريطاني، مارك ليال غرانت، للصحافيين «سيطلب كل فريق التعليمات من عاصمته، ونأمل ان نكون جاهزين للتصويت في اقرب وقت ممكن» على مشروع القرار.

من جهته قال السفير الروسي، فيتالي تشوركين، ان قرار ارسال مشروع قرار الى الحكومات «لا يعني بأي شكل من الاشكال حكماً مسبقاً»، حول ما اذا ستتم الموافقة عليه أو لا. من جهتها قللت سفيرة الولايات المتحدة، سوزان رايس، من شأن التوقعات قائلة «لم نحقق بعد» ما نريده.

وأضافت أنه «لاتزال هناك موضوعات معقدة سيكون على عواصمنا ان تتشاور حولها وتعطينا التعليمات».

تويتر