البشير يؤكد أن السودان يريد السلام لكنه سيضطر إلى خوض الحرب إذا أجبر على دخولها. رويترز

البشير يرى أجواء حرب مع الجنوب.. وجوبا «تريد السلام»

قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير، أول من أمس، إن التوتر مع جنوب السودان بشأن رسوم نقل النفط قد يؤدي إلى الحرب في تصعيد جديد للخلاف بشأن احتياطيات النفط الخام بين البلدين، فيما اكدت حكومة جنوب السودان أنها لاتزال «تريد السلام»، وذلك رداً على اعلان البشير ان «الاجواء الآن مع الجنوب اقرب الى اجواء الحرب من السلام».

وكان الرئيس السوداني سئل في مقابلة مع التلفزيون الحكومي عما اذا كان من الممكن ان تندلع حرب مع جوبا، قال ان هذا محتمل. وأضاف ان السودان يريد السلام، لكنه سيضطر إلى خوض الحرب اذا اجبر على دخولها. وقال انه اذا اندلعت حرب بعد فقدان النفط فستكون حرب استنزاف، لكنها ستكون استنزافا لدولة الجنوب قبل استنزاف الشمال.

واتهم البشير جوبا بوقف انتاج النفط في محاولة لإسقاط حكومة الخرطوم، في وقت تواجه الخرطوم ازمة اقتصادية حادة منذ فقدان النفط الجنوبي، ما تسبب في اندلاع احتجاجات محدودة ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وقال البشير ايضا ان نظيره الجنوبي سلفاكير رفض التوصل لاتفاق بشأن مدفوعات مرور النفط في اجتماع عقد الاسبوع الماضي على هامش قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا. واضاف ان الجنوب لم يوقع على الاتفاق ولن يوقع، مشيراً الى ان الخرطوم تستحق 74 الف برميل يوميا من النفط الجنوبي. وكانت جوبا تنتج 350 الف برميل بترول يوميا قبل وقف الانتاج.

كما أضاف ان السودان يمر بظروف اقتصادية صعبة هذا العام، لكن البلاد ستزيد إنتاجها الحالي من النفط الذي يصل إلى 115 ألف برميل يوميا بنحو 75 ألف برميل اخرى. وانتاج السودان الحالي من النفط لا يكفي سوى للاستهلاك المحلي.

وتابع ان عائدات التعدين في مجال الذهب ستصل إلى 2.5 مليار دولار هذا العام، وان السودان سيعزز القطاع الزراعي لتعويض فقدان النفط.

في المقابل، قال وزير الاعلام في جنوب السودان، برنابا ماريال بنجامن، ان «موقف رئيسنا (سلفاكير) واضح جدا. نحن لا نؤيد الحرب، نريد السلام، لان السودان ليس عدونا». واضاف «منذ 2005 حاول (عمر البشير) التحضير لحرب، ربما يريدها. اذا كان يريد الحرب ضدنا بسبب ثرواتنا (النفطية) فهذا امر آخر».

لكن الوزير أكد ان بلاده «تستعد لإجراء مشاورات جديدة (مع ممثلي السودان) في التاسع من فبراير في اديس ابابا». وسبق ان اخفقت المفاوضات بين جوبا والخرطوم حول تقاسم الثروة النفطية.

من ناحية أخرى، أعلنت الامم المتحدة ان نحو 30 الف شخص فروا من المعارك الدائرة خلال الاشهر الاخيرة في ولاية جنوب كردفان في السودان، بعد ان خطف متمردون 29 عاملا صينيا في تلك المنطقة.

وأكد مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للامم المتحدة ان التوتر مازال شديدا في شمال غرب تلك الولاية حول بلدة العباسية. وأكد المكتب في تقريره الاسبوعي ان «المنظمات الانسانية أفادت بأن النزوح مستمر اثر حشد تعزيزات من القوات المسلحة السودانية في المنطقة، وأن المواجهات قد تندلع في أي حين بين الجيش والمتمردين».

وخطف متمردون من الجناح الشمالي للحركة الشعبية لتحرير السودان في جنوب كردفان قبل اسبوع العمال الصينيين في هجوم على قافلة للجيش السوداني في شمال شرق الولاية.

واضاف ان في 28 يناير الجاري «افادت منظمات انسـانية بأن عناصر حركة التحرير سيطروا على 10 قرى في منطقة العباسية»، و«نزح نحو 12 الفا من تلك القرى باتجـاه شمـال غـرب بلدة العباسية»، بينما رحل 18 الفا آخرون، أي تقـريبا كل سـكان العـباسية، من تلك البلدة.

وتشهد ولاية كردفان الجنوبية وهي اخر منطقة نفطية في السودان بعد انفصال جنوب السودان، منذ يونيو 2011 مواجهات يرجح انها اسفرت عن سقوط مئات القتلى بين الجيش السوداني والمتمردين.

ولمبررات امنية ترفض الخرطوم السماح للامم المتحدة والمنظمات الانسانية الاجنبية بدخول تلك المناطق. وقد ارسلت بكين وفدا من ستة اشخاص للمشاركة في المساعي الرامية الى الافراج عن المحتجزين الذين كانوا يعملون في مشروع بناء طريق.

وصرح الناطق باسم حركة التمرد في ولاية جنوب كردفان، ارنو نغوتولو لودي، بأن الفريق الصيني لم يتصل بعد بالمتمردين، وأن الصينيين يلقون معاملة جيدة.

الأكثر مشاركة