روسيا والصين تستخدمان « الفيتو » ضد مشروع القرار حول سورية في مجلس الأمــــن

337 قتيـلاً فـي مجــزرة حمـــص.. وأوباما يطالب الأسد بالتنحّي

جثامين ضحايا مجزرة حمص قبيل تشـــــــــــــــــــــــــــــــييعها في منطقة الخالدية أمس. رويترز

ارتفع عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبتها القوات السورية في مدينة حمص إلى 337 قتيلاً، ما دفع الرئيس الأميركي، باراك اوباما، الى دعوة الرئيس السوري بشار الأسد الى التنحي، في وقت استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي غربي لمجلس الأمن يدعم دعوة الجامعة العربية الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي. وفيما نددت فرنسا وبريطانيا بالعنف الدامي لدمشق، طالبت جماعة «الإخوان المسلمين» السورية، بإحالة المسؤولين عن المجزرة إلى محكمة الجنايات الدولية، وذلك قبيل تصويت مجلس الأمن على المشروع المؤيد للدعوة العربية لتخلي الأسدعن السلطة.

وتفصيلا، قال عضو هيئة الثورة في حمص، الهادي عبدالله، إن قتلى جددا سقطوا، صباح أمس، إثر تجدد قصف الجيش السوري مدينة حمص، ليصل عدد الضحايا الى 337 قتيلاً و1300جريح. وقال نشطاء إن أكثر من 200 شخص قتلوا في قصف للقوات السورية لمدينة حمص. وراوح عدد القتلى الذي أورده النشطاء وجماعات المعارضة بين 217 و،260 الأمر الذي يجعل هجوم حمص أكثر الهجمات دموية، حتى الآن، في حملة الأسد على الاحتجاجات التي تفجرت قبل 11 شهرا، وتزامناً مع المجزرة، قُتل 21 مدنياً وجرح آخرون، أمس، برصاص قوى الأمن السورية، من بينهم 15 قتيلاً في ريف دمشق، وستة في محافظة ادلب، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة «فرانس برس» «قتل 12 شخصاً واصيب نحو 30بجروح برصاص قوات الأمن التي اطلقت النار على مشيعين في داريا» على بعد نحو 20 كلم جنوب دمشق. وذكر المرصد في بيان ان قتيلين سقطا في بلدة الضمير، وطفلة في المعضمية، بريف دمشق، اضافة الى ستة قتلى في محافطة ادلب خلال اطلاق نار عشوائي.

وقال المتحدث باسم تنسيقية دمشق وريف دمشق اسامة الشامي ان قوات الأمن التي انتشرت بأعداد كبيرة في داريا، اضافة الى المدرعات والقناصة على الأبنية الحكومية، اطلقت النار عشوائيا على المشيعين وسقط منهم 12 شهيداً وعدد كبير من الجرحى. واضاف الشامي ان بعض عمليات التشييع لم تتم، وعادت الجثامين الى منازل اهلها. وقال مقيمون إن القوات السورية بدأت قصف حي الخالدية في حمص نحو الساعة الثامنة مساء أول من أمس مستخدمة نيران المدفعية وقذائف المورتر. وأضافوا ان 36 منزلا على الأقل هدمت تماما فيما كانت عائلات بداخلها.

وقال «لا نحصل على أي مساعدة فلا توجد سيارات إسعاف أو أي شيء، نحن ننتشل الأشخاص بأيدينا»، مضيفا أنه لا يوجد سوى مستشفيين ميدانيين يعالجان المصابين. وتابع أن كلا منهما يمكنه التعامل مع 30 مصابا، لكنه قدر العدد الاجمالي للمصابين بأنه .500 وأضاف «لقد استخرجنا ما لا يقل عن 100 جثة، وإنها موضوعة في مسجدين».

وقال بعض النشطاء إن اعمال العنف نجمت عن موجة من الانشقاقات من الجيش في حمص، وهي من معاقل الاحتجاجات والمعارضين المسلحين الذين توعد الأسد بسحقهم. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبدالرحمن، والذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، نقلا عن شهود، إن عدد القتلى بلغ الآن 217 شخصا على الأقل في حمص، منهم 138 قتلوا في منطقة الخالدية.

وقال المجلس الوطني السوري المعارض إن 260 مدنيا قتلوا، ووصف الهجوم بأنه احد أكبر المذابح المروعة منذ بداية الانتفاضة في سورية.

وفي واشنطن حث الرئيس الأميركي، امس، مجلس الأمن على الوقوف في وجه ما وصفه بالوحشية المستمرة للرئيس السوري، خصوصاً بعد القصف الدامي لحمص، وقال أوباما في بيان مكتوب «على الأسد أن يوقف حملة القتل والجرائم التي يشنها على شعبه حالياً. عليه ان يتنحى ويسمح بانتقال ديمقراطي فوراً». وقال إن الهجوم كان يصعب وصفه، متهماً نظام الأسد بقتل المدنيين.

في الاثناء، استخدمت روسيا والصين حق «الفيتو» أمس في مجلس الامن الدولي ضد مشروع قرار يدين القمع الدامي في سورية. ومشروع القرار الذي حصل على دعم الدول الـ13 الاخرى الاعضاء في مجلس الامن يدعم خطة الجامعة العربية لتسوية الازمة في سورية ويندد بانتهاكات حقوق الانسان من جانب النظام السوري، وهي ثاني مرة تستخدم موسكو وبكين حق «الفيتو» ضد مشروع قرار حول سورية.

من جهتها، طالبت جماعة «الإخوان المسلمين» السورية، أمس، بإحالة المسؤولين عن المجزرة المروعة التي حصلت بحمص إلى القضاء الدولي، داعية مؤسسات الإغاثة الدولية إلى التحرك فوراً، لإنقاذ الجرحى.

وقال «الإخوان المسلمون»، في بيان: نطالب مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية بلجنة تحقيق دولية، لتحديد المسؤولية القانونية والإنسانية عن مجزرة حمص، وتحويل المسؤولين عنها إلى محكمة الجنايات الدولية. وأضاف البيان، الذي حمل توقيع الناطق الرسمي باسم «الإخوان المسلمين» في سورية زهير سالم، نطالب مؤسسة الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدوليتين الغائبتين عمليا عن الساحة السورية، أن تتحركا فورا لإغاثة الجرحى.

في الأثناء، نفت الوكالة العربية السورية للأنباء تعرض حمص للقصف، متهمة المنشقين بقتل أشخاص وعرضهم كضحايا، بهدف الدعاية قبيل تصويت الأمم المتحدة. ونقلت عن مصادر إعلامية قولها «الجثث التي عرضتها بعض قنوات التحريض، هي لشهداء من المواطنين اختطفتهم المجموعات المسلحة وقتلتهم وصورتهم على انهم جثث لضحايا القصف المزعوم».

وفي باريس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، في بيان أمس، أن القصف الدامي في حمص يعني أن السلطات السورية خطت خطوة إضافية في التصرف الوحشي.

وندّد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ باعمال العنف المروعة في حمص ، متهما بشار الاسد بانه بلا رحمة.»

وقبيل اجتماع مجلس الأمن الدولي، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان موسكو ستسخدم حق النقض (الفيتو)، ضد أي مشروع قرار يطرح، من دون تضمينه التعديلات الروسية. وقالت نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في المؤتمر «لأن الطاغية في دمشق يعامل شعبه بوحشية، فإن أميركا وأوروبا تقفان جنبا الى جنب، نحن متحدان إلى جانب الجامعة العربية».

وفي إسطنبول، اعلنت مجموعة من المعارضين السوريين امس ولادة «تيار التغيير الوطني» الذي شدد على بناء مستقبل جديد لسورية «تصان فيه الحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والدينية». وجاء في بيان الاعلان عن تأسيس هذا التيار «انه يسعى الى نصرة شعبنا وثورته حتى اسقاط النظام بكل رموزه وأركانه، مشددا على بناء دولة قائمة على العدل والمساواة واحترام الحقوق والحريات على ان تكون المواطنة الركيزة التي يبنى عليها ونعمل لأجلها».

تويتر