أول محاكمة لأنصار القذافي.. وعبدالجليل يتهم «لوفيغارو» بتحريف تصريحاته
صوفيّو ليبيا يتحدون السلفيين ويحتفلون بـ «المولد»
نظم الصوفيون في ليبيا مسيرة استعراضية في قلب العاصمة طرابلس، أول من أمس، للاحتفال بالمولد النبوي، في تحد للسلفيين الذين كانوا يضغطون من أجل إلغاء هذا الاحتفال الذي يعود إلى قرون عدة، وردد المشاركون في المسيرة الأناشيد الدينية على وقع دقات الطبول والصنوج النحاسية، واكتظت بهم الأزقة الضيقة للمدينة القديمة احتفالاً بالمولد النبوي الذي يعد الحدث المفضل للصوفيين، فيما بدأت، أمس، في بنغازي شرق ليبيا، اول محاكمة لمؤيدين لنظام معمر القذافي الراحل، وتشمل 41 شخصاً متهمين بالتآمر على الثورة الليبية، بينما اتهم رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفي عبدالجليل، صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، بتحريف تصريحاته لها، وتقويله ما لم يقله بشأن الإسلاميين في ليبيا.
وتفصيلاً، تعد احتفالات الصوفيين هي الأولى بعد سقوط القذافي في اغسطس الماضي، حيث كان القذافي يضع الدين تحت رقابة مشددة خلال حكمه الديكتاتوري الذي استمر 42 عاماً. ومضت الاحتفالات قدماً رغم المخاوف من احتمال مهاجمة السلفيين المتشددين للمشاركين في المسيرة باعتبار الاحتفال بدعة.
وأصبح التوتر بين الصوفيين والسلفيين، وغيرهم من غلاة المحافظين الإسلاميين، عامل انقسام رئيساً في السياسة الليبية، في الوقت الذي تبدأ فيه الأحزاب في التشكل لخوض انتخابات حرة في يونيو.
وقال محمد عارف، وهو مدرس احياء «لقد قاتلنا الطاغية (القذافي) لأنه كان ديكتاتوراً ولا نريد أي شخص مثله يحكمنا مرة أخرى»، مضيفا «نحن الأكثرية».
وقال محمد الأشهب، وهو شيخ في مدرسة دينية، حيث تجمع المشاركون في المسيرة، إن هناك أقل من 2000 من الإسلاميين المتطرفين في ليبيا، مضيفاً ان «كل المواطنين العاديين ضد أفكارهم».
واعرب نائب رئيس مجلس بلدية طرابلس، هشام الكريكشي، عن ارتياحه لأن المسيرة جرت بسلام على الرغم من المخاوف من عمليات انتقامية من جانب المتشددين الذين نشروا كتيبات في الأيام الاخيرة تحث الناس على عدم المشاركة في الاحتفال بالمناسبة.
وقال في إحدى الأسواق الرئيسة حيث أغلق تجار الذهب وباعة الملابس متاجرهم في هذا اليوم «هذا أمر قائم منذ 14 قرناً ليس بالإمكان منعه».
وبدأت الاحتفالات بطقوس صوفية في مدارس إسلامية تقليدية في البلدة القديمة. وفي أكبرها في الزاوية الكبيرة ردّد رجال الأناشيد الدينية في غرفة معبقة بالبخور، في حين وزع آخرون حليب اللوز والبسكويت على من هم بالخارج. وفي إحدى المراحل تدفق المشاركون في المسيرة على ساحة الشهداء، وهي الساحة الخضراء سابقاً، التي كان القذافي يستخدمها لإلقاء خطب امام انصاره.
وحتى لو مرت عطلة المولد النبوي من دون حوادث فإن زعماء الصوفية يقولون إنهم مازالوا يشعرون بالقلق لأن الكثيرين من المسؤولين الدينيين في ما بعد القذافي لديهم ميول سلفية ويعيّنون أئمة ذوي فكر مشابه في المساجد في انحاء البلاد. ويضيفون ان الدعوة السلفية منتشرة ايضا على التلفزيون الليبي والاذاعة، الأمر الذي يثير مخاوف بين الصوفيين من انهم محاصرون وسط شكل جديد الإسلام السياسي.
من ناحية أخرى، قال القاضي علي حمدي، في افتتاح الجلسة العلنية لمحاكمة 41 من انصار القذافي، التي احيطت بإجراءات امنية مشددة «نبدأ المحاكمة الأولى المتعلقة بثورة 17 فبراير». واعترضت هيئة الدفاع التي تضم نحو 15 محامياً على اجراء المحاكمة امام محكمة عسكرية لأن معظم المتهمين مدنيون. ومؤيدو القذافي متهمون خصوصاً «بدعم النظام السابق ضد الثورة الليبية التي بدأت في 17 فبراير»، وتشكيل «عصابة بهدف ارتكاب اعمال اجرامية» ومساعدة معتقلين على الفرار من سجونهم.
في سياق آخر، نفي عبدالجليل بشدة أن يكون أبلغ «لوفيغارو» ضمن المقابلة التي أجريت معه، بأن الإسلاميين يشكلون خطراً على الليبيين قبل العالم. وقال في توضيح نقلته عنه وكالة الأنباء الليبية الرسمية إن «هذا الكلام غير صحيح». وأضاف «ما ذكرته هو أن المتطرفين هم الذين يشكلون خطراً على الليبيين قبل غيرهم، أما الإسلاميون.. هذا أمر واضح.. ليبيا دولة مسلمة ووسطية». وأثارت تصريحات عبدالجليل لـ«لوفيغارو» غضب الإسلاميين في ليبيا واعتبروها تحريضاً ضدهم وضد أفكارهم وبرامجهم التي يعتزمون القيام بها في إطار دولة الديمقراطية والحرية الجديدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news