توزيع رموز نظام مبارك المحبوسيـن في طرة على 5 سجون
أصدر وزير الداخلية المصري، اللواء محمد إبراهيم، قراراً، أمس، بتوزيع جميع رموز النظام السابق المحبوسين بسجن المزرعة بمنطقة سجون طرة على خمسة سجون مختلفة. وقال مصدر أمني، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن قرار الوزير يأتي استجابة لمطالب المواطنين بعدم تجميع رموز النظام السابق في سجن واحد، فيما قالت قناة «الجزيرة» إن الوزير أمر بالتجهيز لنقل الرئيس المخلوع حسني مبارك من المركز الطبي العالمي الى مستشفى سجن طرة.
وساد، أمس، الهدوء محيط مقر وزارة الداخلية، بعد اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن على مدى ثلاثة أيام، احتجاجاً على مقتل العشرات مساء الأربعاء الماضي، في أعمال شغب أعقبت مباراة كرة القدم بين فريقي الأهلي والمصري في بور سعيد، فيما أعلن وزير الداخلية أن وزراته تجري تحقيقاً شاملاً بشأن مقتل العشرات في هذه المباراة، معترفاً بحدوث قصور أمني خلال أحداثها، وأحبطت الشرطة محاولة هروب جماعي للسجناء بأحد مراكزها، فيما تواصلت المحاولات في أكثر من محافظة.
وتفصيلاً، شهد شارع منصور هدوءاً تاماً بعد أن قيام قوات الجيش المصري بوضع كتل أسمنتية في منتصفه للفصل بين قوات الأمن والمتظاهرين، حيث تجمعت أعداد قليلة من الشباب ودارت حلقات نقاشية حول تقييم الأحداث خلال الفترة الماضية وتحديد المسؤول عنها، وحمّل معظمهم وزارة الداخلية مسؤولية تلك الأحداث.
وحدث الشيء نفسه في شارع نوبار الذي شهد، أول من أمس، اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن، امتدت إلى تحطيم أحد المراكز التجارية الموجودة بالشارع، واحتراق بعض المحال، بينما يسود الهدوء ميدان التحرير الذي يشهد سيولة مرورية طبيعية ووجوداً للباعة الجائلين بشكل معتاد، وتجمع عدد كبير من المتظاهرين والمعتصمين في بداية شارع محمد محمود من ناحية الميدان.
وفي وقت سابق، أضرم مجهولون النار في مبنى تابع لمصلحة الضرائب بوسط القاهرة في الساعات الأولى من صباح أمس، في الوقت الذي تشل فيه الاحتجاجات وسط القاهرة لليوم الرابع على التوالي، بينما دعت شخصيات عامة الى سرعة نقل السلطة للمدنيين.
ولم يتضح من يقف وراء الهجوم الذي بث التلفزيون الرسمي لقطات له، بعد منتصف الليلة قبل الماضية.
في المقابل، قال وزير الداخلية، في مؤتمر صحافي أمس، إن أحداث مباراة بورسعيد «مازالت قيد الفحص»، وسيتم الإعلان فوراً عن أي جديد يتم التوصل اليه، نافياً أن تكون هناك علاقة بين هذه الأحداث وبين نقل مدير أمن بور سعيد قبل المباراة بأسبوع، مؤكداً أن «نقل مدير الأمن قبل المباراة بأسبوع جرى لأسباب مرضية بحتة». واعترف الوزير بحدوث قصور أمني خلال أحداث المباراة، قائلاً «عندما سألنا رئيس مباحث بور سعيد لماذا لم تقم بالتأمين الكامل والفصل بين الجماهير عقب المباراة، قال لم يكن هناك مبرر لفعل ذلك، لأن نادي المصري كان فائزاً، فضلاً عن حدوث تدافع كبير ما كان الجنود ليمنعوه حتى لو تم الفصل».
وعلى صعيد الانفلات الأمني، أحبطت شرطة المباحث المصرية، محاولة هروب جماعى من سجن بمحافظة الشرقية، شمال القاهرة، حيث قامت مجموعة من السجناء بإثارة الشغب، وفتح البوابة الداخلية لمحبسهم، إلا أن أفراد الشرطة تمكنوا من السيطرة عليهم بمعاونة الأهالى.
كما قامت مجموعة مسلحة من البدو بالهجوم على مركز شرطة أبوصوير بالإسماعيلية، شرقي القاهرة، لتهريب مجموعة من السجناء. وذكر مصدر أمني أن المجموعة أطلقت وابلاً من الرصاص ببنادق آلية على مركز الشرطة فأصابوا خمسة من عناصر الأمن بينهم نائب مأمور المركز، وتم نقلهم على الفور إلى المستشفى، حيث توفي ثلاثة من المصابين ولايزال المصابان الآخران في حالة حرجة. وانتقلت قيادات الأمن بمحافظة الإسماعيلية إلى أبوصوير لمقر المركز لمحاولة السيطرة على الموقف وضبط الجناة الذين لاذوا بالفرار.
في السياق نفسه، قال مصدر أمني بمديرية أمن السويس، شرق القاهرة، إن بعض الضباط بالمديرية «تلقوا تهديدات من قبل أعراب مجهولين» يخيرونهم فيها «بين قتل 10 من عناصر الأمن و50 مواطناً من المتظاهرين واشعال الفتنة واشاعة الفوضى والدمار بالسويس، او الإفراج عن بعض الأعراب المتهمين في قضايا قتل بالسويس».
من ناحية أخرى، وجّه محامٍ مصري اتهاماً إلى جمال مبارك، نجل الرئيس السابق، بأنه هو العقل المدبر لأحداث التخريب التي تشهدها مصر حالياً. وقد استؤنفت، أمس، محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه، في قضية إهدار المال العام وقتل المتظاهرين.