قيادات فلسطينية تُضرب عن الطعام تضامناً مع عدنان
دخلت شخصياتٌ اعتبارية وقيادات فصائلية، أمس، في إضرابٍ مفتوحٍ عن الطعام تضامناً مع الأسير خضر عدنان، الذي يخوض بأمعائه الخاوية للشهر الثاني على التوالي معركةً بطولية في مواجهة سياسات الاحتلال وقوانينه الباطلة. فيما أصيب الأمين العام للمبادرة الوطنية، النائب مصطفى البرغوثي بعيار معدني مغلف بالمطاط في قدمه، بينما أصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، بعدما تدخلت القوات الإسرائيلية لتفريق تظاهرة تضامنية مع عدنان أمام سجن عوفر غرب رام الله. في حين دعا مقرر الأمم المتحدة، الخاص بأوضاع حقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل الأسير.
وانضمت عشرات الشخصيات والقيادات الفصائلية، أمس، إلى الإضراب، الذي بدأه عشرات الشبان، أخيراً، في خيمة الاعتصام المنصوبة قبالة مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة. ومن أبرز الشخصيات المضربة قيادات رفيعة في حركة «الجهاد الإسلامي»، التي ينتمي إليها الأسير عدنان، نافذ عزام، أحمد المدلل، إبراهيم النجار، داوود شهاب وخضر حبيب، بالإضافة إلى عشرات الكوادر من معظم الفصائل والقوى والمؤسسات المجتمعية المختلفة.
وفي أول لقاء له مع محامية وزارة شؤون الأسرى والمحررين حنان خطيب، أول من أمس، في مستشفى «زيف» بمدينة صفد، قال عدنان: إن «قرار المحكمة العسكرية بتثبيت اعتقاله الإداري، جبان ومدان»، مشدداً على أنه «لن يردعه عن مواصلة إضرابه، حتى تحقيق مطالبه».
وأشارت الخطيب إلى أن عدنان يتمتع بمعنويات عالية، مشيرةً إلى أنه رغم هزال جسمه، وعدم قدرته على النهوض من سريره، إلا أنه لم يفقد الوعي ولايزال قادراً على التحدث، لكن صوته ضعيف. ولفتت إلى أنه لايزال قادراً على وصف الأشياء، والتفاعل معها، والتعبير عن رأيه.
في سياق متصل، أصيب فلسطينيان، أحدهما النائب مصطفى البرغوثي، بجروح، كما أصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، بعدما تدخلت القوات الإسرائيلية، لتفريق تظاهرة تضامنية مع عدنان، أمام سجن عوفر غرب رام الله.
وقال مصدر طبي فلسطيني إن البرغوثي أصيب بعيار معدني مغلف بالمطاط في قدمه، كما أصيب شاب برصاصة معدنية، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق، وكان مئات الطلاب الفلسطينيين من جامعة بيرزيت شمال رام الله تظاهروا أمام سجن عوفر، تضامناً مع الأسير خضر عدنان، قبل أن تتطور الأمور إلى مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
ويواصل عدنان، وهو قيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، إضراباً عن الطعام منذ 60 يوماً احتجاجاً على اعتقاله دون توجيه أي تهمة إليه، وتحويله للاعتقال الإداري، وعلى الإهانات التي تعرض لها خلال التحقيق، حيث يعد إضرابه هو الأطول في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية، ودخل في الإضراب بعد أسبوع من اعتقاله. وقال طبيب مؤسسة أطباء لحقوق الإنسان إن جسم خضر عدنان بات ينتج السموم التي تنتشر في سائر الجسد، ما يضاعف من احتمال تعرضه لسكتة قلبية مفاجئة، في ظل الضعف الشديد لجهاز المناعة. وقال طبيب المؤسسة، الذي يتابع حالة المعتقل الإداري عدنان، إن حالته الصحية يتهددها الموت المحقق، جراء استمراره في الإضراب المفتوح عن الطعام لليوم الـ60 على التوالي، الأمر الذي يتسبب في تآكل عضلات الجسم، بما فيها عضلات القلب والمعدة.
من جهته، قال البرغوثي إن قوات الاحتلال أطلقت نيرانها وقنابل الصوت والغاز، باتجاه المشاركين في التظاهرة السلمية بشكل «وحشي»، مضيفا أن قوات الاحتلال تعمدت إطلاق الرصاص على سيارة تابعة للإغاثة الطبية، ما ألحق أضرارا مادية بها وتكسير زجاجها. ودعا البرغوثي أبناء الشعب الفلسطيني إلى الخروج بالالاف، للتضامن مع الأسير عدنان، مؤكدا أنه «ما حك جلدك مثل ظفرك».
وقال إن الرد على انفراد الاحتلال بالأسرى يكمن في تصعيد المقاومة الشعبية، موضحا أن كل إجراءات الاحتلال لن تنال من عزيمة الأسرى، وأن الشعب الفلسطيني خرج اليوم، لدعم صمودهم وصمود الأسير عدنان.
وفي جنيف، أعرب مقرر الأمم المتحدة الخاص بأوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية عن القلق الشديد، بشأن وضع عدنان، داعياً المجتمع الدولي للتدخل لمصلحته. ونقل مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة عن فولك قوله، خلال جولة يجريها بالشرق الأوسط «أدعو المجتمع الدولي خصوصاً الدول ذات العلاقات الوثيقة مع إسرائيل لحث الحكومة الإسرائيلية على إتمام مسؤولياتها وفقاً للقانون الدولي، وبشكل أكثر إلحاحاً في ما يخص عدنان». ودعا حكومة إسرائيل إلى احترام التزاماتها القانونية، المتعلقة بآلاف المعتقلين الفلسطينيين في سجونها.