اشتباكات قبلية بقنا تتسـبب في موجة نزوح
شهدت مدينة قنا في صعيد مصر، أمس، اشتباكات قبلية جديدة استدعت تدخل قوات الأمن والجيش، بعد ان اضطرت اعداد كبيرة من سكان المدينة إلى النزوح وترك مساكنهم لحين هدوء الأوضاع في المدينة. من جهة اخرى، دعت نائبة جمهورية اميركية الى اتخاذ خطوات عقابية بحق مسؤولين مصريين بسبب الحملة ضد النشطاء المطالبين بالديمقراطية، في حين طالب البرلمان الاوروبي بالوقف الفوري للملاحقة القضائية التي اطلقتها مصر بحق جمعيات ومؤسسات سياسية، معتبراً انها انتهاك خطير لحق تشكيل الجمعيات.
وتفصيلاً، قامت دوريات أمن مصرية مدعومة بالعربات المصفحة من قوات الشرطة والجيش بالمرور وسط شوارع مدينة قنا، امس، لطمأنة المواطنين بعد أن تجددت الاشتباكات بين قبيلتي الأشراف والحميدات صباح امس، وذلك بعد تردد أنباء عن قيام أبناء قبيلة الحميدات بتحطيم سيارة اجرة تابعة لقبيلة الأشراف، قام على اثرها أبناء قرية الاشراف بقطع طريق شارع المحطة وأطلقوا الأعيرة النارية بكثافة في الهواء، ما دفع قوات الأمن للتعامل معهم بإطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع لتفريقهم وصرفهم ووقف الاشتباكات.
وأغلق أبناء مدينة قنا على اثر الطلقات النارية التي خرجت بكثافة محالهم واحتموا داخل العمارات السكنية، فيما تجوب مدرعات الشرطة وسيارات الأمن المركزي شوارع المدينة في محاولة لاستعادة السيطرة مرة أخرى على شوارع المدينة.
ولم تسفر الاشتباكات بين الشرطة وقبيلة الأشراف عن وقوع أي قتلى أو إصابات، فيما يحاول عدد من القيادات الشعبية في القبيلتين تكذيب الشائعات لإعادة الهدوء إلى المدينة.
وقد وصل عدد المحال المحطمة منذ بداية الاشتباكات من الطرفين إلى أكثر من 15 محلاً تجارياً ومطعماً ومقهى، بالاضافة إلى إتلاف سرادقات لبيع فواكه وخضراوات. وذكر شهود عيان أن عدداً كبيراً من سكان مدينة قنا اضطروا إلى ترك مساكنهم ومنازلهم بشكل مؤقت لحين هدوء الأوضاع في المدينة.
وشهدت قنا، أمس، نزوح عدد كبير من سكان المدينة للقرى المجاورة خوفاً على أنفسهم وأبنائهم من طلقات النيران العشوائية التي حولت الليل في المدينة إلى معركة حربية.
من جهة أخرى تظاهر الاف المصريين امس في مدينة بورسعيد، شمال، للمطالبة بالقبض على مرتكبي المجزرة التي وقعت في استاد المدينة، وأسفرت عن وقوع 74 قتيلا، وتجمع المتظاهرون امام مبنى محافظة بورسعيد مرددين الهتافات.
وفي واشنطن دعت النائبة الجمهورية الاميركية البارزة اليانا روس-ليتينن الى اتخاذ خطوات عقابية ضد مسؤولين مصريين بسبب الحملة ضد النشطاء المطالبين بالديمقراطية.
وأشارت النائبة اليانا روس-ليتينن التي تترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، تحديدا الى وزيرة التعاون الدولي في الحكومة المصرية فايزة ابوالنجا.
وقالت في جلسة استماع في مجلس النواب إن سلوك الحكومة المصرية لا يمكن ان يؤخذ باستخفاف، ويتطلب اتخاذ خطوات عقابية ضد بعض المسؤولين المصريين وإعادة النظر في المساعـدة الأميركية لمصر. وأضافت «في ما يتحمل المجلس العسكري الاعلى للقوات المسلحة (في مصر) المسؤولية المطلقة عن هذا التوتر في العلاقات، فإن وزيرة التعاون الدولي يجب ألا تستثنى من هذه الخطوات العقابية».
وتأتي هذه التصريحات في اطار الغضب في الكونغرس الاميركي بسبب مداهمة منظمات اهلية في مصر وتوجيه اتهامات ضد نشطاء اميركيين.
وصعد اعضاء الكونغرس من الحزبين تحذيراتهم من ان حملة القمع التي تشنها السلطات المصرية ستجبر الكونغرس على اعادة النظر في المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر وقيمتها 1.3 مليار دولار اذا لم يتم حل الأزمة بسرعة.
وقال النائب الديمقراطي غاري اكرمان «أعتقد اننا نقترب من حافة يمكن ان تعاني بعدها علاقاتنا الثنائية ضرراً دائماً».
من جهته، طالب البرلمان الاوروبي بالوقف الفوري للملاحقة القضائية التي اطلقتها مصر بحق جمعيات ومؤسسات سياسية، معتبراً انها انتهاك خطير لحق تشكيل جمعيات. وقال النواب في قرار تبنوه اول من امس، بستراسبورغ، إن وضع المنظمات غير الحكومية في مصر مقلق. وطالب البرلمان بالوقف الفوري للملاحقات الجنائية بحق منظمات غير حكومية ومؤسسات سياسية.