الرئيس السوري يتحدث عن مخطط لتقسيم بلاده.. وقواته تقصف حمص

الآلاف يتظاهرون ضد الأسد وسط دمشق

اتساع حجم الاحتجاجات ضد نظام الأسد في دمشق وريفها على الرغم من سوء الأحوال الجوية والتهديدات الأمنية. رويترز

أطلقت قوات الأمن السورية، أمس، الرصاص في حي المزة (المطل على القصر الرئاسي وسط دمشق) لتفريق آلاف المواطنين الذين شاركوا في تشييع شهداء سقطوا، أول من أمس، تحول إلى أكبر تظاهرة في العاصمة السورية دمشق ضد نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أكد أمس لنائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون ان ما تتعرض له بلاده يهدف الى تقسيمها وضرب دورها «التاريخي» في المنطقة، بينما دعت الصين جميع الأطراف في سورية الى «الوقف الفوري لأعمال العنف» في البلاد. في وقت دعا فيه ناشطون سكان دمشق الى «العصيان» اليوم. في حين ذكر نشطاء من المعارضة أن القوات الحكومية السورية قصفت، محافظة حمص المضطربة وسط البلاد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان قوات الأمن السورية أطلقت الرصاص في حي المزة لتفريق آلاف المواطنين الذين شاركوا في تشييع شهداء سقطوا، أول من أمس، في «جمعة المقاومة الشعبية».

وأضاف ان متظاهراً قتل واصيب عدد اخر بجروح في هذا الحي الاستراتيجي الواقع في وسط غرب العاصمة السورية.

وأكد مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس» أن «التشييع تحول الى تظاهرة في المزة، هذا التجمع هو الأكبر في دمشق والأقرب من المقار الأمنية وساحة الأمويين». وكان آلاف السوريين تظاهروا، أول من أمس، في عدد من المدن على رأسها دمشق وحلب، للمطالبة بإسقاط النظام. وخلال التظاهرات قتل اربعة اشخاص بينهم فَتيان في الـ11 والـ13 من العمر، عندما فرقت قوات الأمن الحشد بإطلاق النار، كما ذكر المرصد.

وقال المتحدث باسم الناشطين في محافظة العاصمة محمد شامي «إنها المرة الأولى التي تجري فيها تظاهرات بهذا الحجم حتى وسط دمشق». واضاف ان التشييع جمع «15 ألف شخص» على الرغم من تهديد اجهزة الأمن والثلج الذي تساقط، أمس، على العاصمة السورية.

ويضم حي المزة المطل على القصر الرئاسي، العديد من السفارات والمباني الحكومية والأجهزة الأمنية، وكذلك بعض مقار الصحف الرسمية.

واضاف المرصد ان حملة دهم واعتقالات كانت جارية، أمس، في الحي.

وكان شامي قال قبل ذلك ان «قوات الأسد تطلق النار على المشاركين في التشييع وتطلق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم»، متحدثاً عن «إطلاق نار غزير». واضاف «بعد اطلاق النار اختبأ الناس حيثما استطاعوا».

وأوضح ان «التلفزيون الرسمي لم يغط الوقائع التي كانت تجري على بعد بضع خطوات» من مقره.

وقال شامي ان «النظام فوجئ على الأرجح برؤية هذا العدد من الناس في المزة، من قبل لم يكن الناس يجرؤون على النزول (الى الشارع) لكنهم اليوم يجرؤون وسيجرؤون اكثر».

وأوضحت تغطية على الهواء مباشرة على الإنترنت نساء يزغردن لتكريم «الشهداء»، في حين ردد مشيعون «بالروح بالدم نفديك يا شهيد.. واحد واحد واحد الشعب السوري واحد».

ودعا ناشطون سوريون معارضون لنظام الرئيس بشار الأسد سكان دمشق الى «العصيان» اليوم. وكتب الناشطون على صفحة «الثورة السورية 2011» على الـ«فيس بوك» «19 فبراير عصيان دمشق». وقالوا في دعوتهم «دماء الشهداء تناديكم».

من جهته، أكد الأسد، أمس، لنائب وزير الخارجية الصيني أن ما تتعرض له سورية يستهدف دورها «التاريخي الذي تضطلع به في منطقة» الشرق الاوسط.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد أعرب خلال لقاء في دمشق مع الموفد الصيني عن«تقديره لمواقف الصين قيادة وشعباً تجاه سورية». وأوضح الأسد أن الأحداث في سورية «تهدف الى تقسيم البلاد وضرب موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي في المنطقة». واكد الأسد من جهة اخرى، ان سورية «ماضية في مسيرة الإصلاح السياسي وفق خطة واضحة وجداول زمنية محددة».

بدوره، دعا تشاي بعد لقائه الأسد جميع الأطراف في سورية الى «الوقف الفوري لأعمال العنف» في البلاد.

وقال إن «موقف الصين هو دعوة الحكومة والمعارضة والمسلحين الى الوقف الفوري لأعمال العنف».

وأكد الموفد الصيني انه «لا يمكن لأي دولة تحقيق التنمية والرفاهية لشعبها فى ظل غياب الاستقرار»، مشدداً على ضرورة «عودة الهدوء في اسرع وقت ممكن». وعبر تشاي عن امله في ان «يُجرى الاستفتاء على مشروع الدستور والانتخابات البرلمانية بصورة سلسة، وان تحقق سورية الاستقرار بأسرع وقت لأن ذلك يصب في مصلحة الشعب السوري كله».

وأكد الموفد الصيني الذي وصل، أول من أمس، الى دمشق، دعم بلاده للنظام السوري. وقال ان «الصين تدعم الاصلاحات الجارية في سورية والخطوات المهمة التي قطعتها سورية في هذا المجال»، مشيراً بذلك الى مشروع الدستور الجديد الذي اعدته السلطات والاعلان عن اجراء استفتاء عليه في 26 فبراير الجاري.

واكد تشاي ان «الصين ستواصل القيام بدورها البناء والإيجابي الهادف الى ايجاد تسوية سياسية للأزمة عبر الحوار بين جميع الأطراف في سورية بعيداً عن اي شكل من اشكال التدخل الخارجي».

وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن مستشار الرئيس الأميركي باراك اوباما، لشؤون الأمن القومي، توم دونيلون، سيزور إسرائيل لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين حول عدد من الملفات بينها سورية وايران.

إلى ذلك، ذكر نشطاء من المعارضة أن القوات الحكومية السورية قصفت، أمس، محافظة حمص، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.

وقال الناشط السوري في المحافظة، عمر حمصي، إن القتلى سقطوا عندما أطلقت القوات قذائف على مبنى سكني في مدينة بابا عمرو في مدينة حمص. وأضاف أن القصف تسبب أيضاً في إصابة خمسة أشخاص على الأقل.

تويتر