حكاية هالة المصراتي
نفت المذيعة الليبية التلفزيونية هالة المصراتي، التي كانت من مؤيدي الرئيس اللليبي الراحل معمر القذافي، ما رددته وسائل الإعلام وبعض المواقع الإلكترونية عن مقتلها داخل زنزانتها، وأبدت استغرابها ترويج ذلك، مؤكدة أنها في حالة طيبة وتتلقى المعاملة الحسنة وقد عُرف عن هالة المصراتي أنها كانت مقربة من القذافي ودائمة الهجوم على الثورة والثوار الليبين قبل اعتقالها، واشتهرت بتهديدها كل المحتجين على القذافي، وقالت ذات مرة وهي حاملة المسدس على الهواء مباشرة «سأكون إما قاتلة أو مقتولة». من جانبه، نفى النائب العام في ليبيا عبدالعزيز الحصادي الانباء عن مقتل المذيعة المصراتي في زنزانتها بأحد سجون العاصمة طرابلس، وقال انها في حالة طيبة ويتم التحقيق معها، وقال الحصادي إن المصراتي موجودة حالياً في السجون التابعة للدولة، ويتم التحقيق معها.
وكانت قوات المجلس الوطني الانتقالي قد قبضت على المذيعة المصراتي التي توصف بأنها «مذيعة القذافي»، في منتصف أغسطس الماضي، أثناء محاولتها الهرب، بعد سقوط العاصمة طرابلس في قبضة الثوار الليبيين.
وقد أثارت طريقة القبض على القذافي والمعاملة الوحشية التي تلقاها من مجموعة الثوار الذين ألقوا القبض عليه، وذلك قبل لحظات من اطلاق النار عليه أو موته متأثراً بما تعرض له من إصابات وكسور، ضجة إعلامية وسياسية كبيرة، إذ انهمر على الحكم الجديد في ليبيا سيل من الانتقادات اللاذعة من مسؤولي المنظمات الدولية وجماعات حقوق الانسان التي طالب بعضها بفتح تحقيق مستقل ومحايد في ملابسات نهاية القذافي ومحاسبة المسؤولين. ويقول خبراء اعلاميون إن قضية المذيعة هالة المصراتي بالتحديد تسلط الضوء على مسألة مدى حرية التعبير والعمل الاعلامي في ليبيا في مرحلة ما بعد القذافي، ومدى إيمان نظام الحكم الجديد بهذه الحرية وعمله الجاد لتقديم الضمانات بشأنها، كما أن مسؤولي النظام الجديد يشعرون بالحرج المتزايد من الصورة التي حاولت بعض الجهات الإعلامية رسمها لهم بأنهم يؤمنون بعقلية الانتقام وتصفية الحسابات والثأر، وأنهم مازالوا اسرى الذهنية القبائلية، وهي الصورة التي تبتعد بليبيا عن مفهوم الدولة العصرية الحديثة التي تكون فيها الأولوية والكلمة الفصل لحكم القانون وقداسة حقوق الافراد والحريات الاساسية. وبغض النظر عن الغرض من ترويج نبأ مقتل المذيعة المصراتي فليس هو مربط الفرس، وإنما هو في ضمان الحق المقدس لهذه المذيعة بالإفراج عنها، وضمان حريتها بعد تحقيق يحترم انسانيتها، أما اذا كانت تواجه اتهامات رسمية فإن من حقها الحصول على محاكمة نزيهة وعادلة تتضمن فرصة للدفاع عن نفسها من خلال أحد المحامين.
لقطات فيديو نشرت على موقع "يوتيوب" تنفي فيها المصراتي نبأ وفاتها