المحكمة العسكرية تقرّ «عدم اختصاصها» بمحاكمة أنصار القذافي
اعلنت المحكمة العسكرية في بنغازي، مدينة انطلاق شرارة الثورة الليبية، التي اطاحت بنظام القذافي، أمس، «عدم اختصاصها» بمحاكمة 40 من انصار النظام البائد بتهمة «التآمر على الثورة»، فيما دعا رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبدالجليل، إلى وقف إطلاق النار في مدينة الكفْرة، متهماً أعوان القذافي بتأجيج الفتنة وتعريض البلاد لمؤامرة «دنيئة».
وتفصيلاً، أعلن القاضي علي حمدي ان «هذه القضية ليست من اختصاص المحكمة»، واعرب احد المحامين عن ارتياحه لهذا «القرار العادل»، وقال حسين الغنيوة «هذا يدل على ان القضاء سليم وعلى الطريق الصحيح».
ومنذ افتتاح المحاكمة في الخامس من فبراير، احتج الدفاع المكون من 15 محامياً على تكليف المحكمة العسكرية هذه القضية، حيث ان معظم المتهمين مدنيون.
ويلاحق المتهمون خصوصاً بتهمة «دعم النظام السابق ضد الثورة الليبية» وتشكيل تنظيم «بهدف ارتكاب اعمال اجرامية» و«مساعدة معتقلين على الفرار». واعتقل المتهمون في نهاية يوليو الماضي في بنغازي التي كانت حينها «عاصمة الثوار» في شرق البلاد، بعد هجوم عنيف شنه الثوار الذين يحكمون البلاد، على مجموعة من انصار النظام السابق، ما اسفر عن سقوط 15 قتيلا، اربعة منهم من الثوار.
صرح رئيس المجلس العسكري لمدينة الكفْرة جنوب شرقي ليبيا، بأن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا أمس، وجرح 10 آخرون جراء تجدد أعمال العنف بين جماعات عرقية متنافسة في تلك المدينة النائية.
وقال العقيد سليمان لصحيفة «الوطن» الليبية، إن الوضع في المدينة «متأزم جداً».
وفي وقت سابق قالت مصادر قبلية، أول من أمس، إن الاشتباكات العنيفة بين القبيلتين أدت الى مقتل اكثر من 100 شخص خلال الأيام الـ10 الماضية. وذكرت المصادر ان 113 شخصاً على الأقل من قبيلة التبو، و23 اخرين من قبيلة الزوية، قتلوا في مدينة الكفْرة منذ اندلاع القتال بين القبيلتين في فبراير.
من جانبه، قال عبدالجليل في كلمة وجّهها لليبيين عبر قناة «ليبيا الفضائية»، إن هذه الاشتباكات المسلّحة التي تدور في مدينة الكفْرة «استغلت وتأجّجت نار الفتنة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه». واعتبر أن هذه الأحداث «دليل على المؤامرات التي يحيكها أعوان القذافي في الخارج بالتعاون مع الداخل»، متهماً إيّاهم بتأجيج الفتنة وتعريض البلاد لمؤامرة وصفها بـ«الدنيئة».