46 قتيلاً في أعمال عنف.. وقصف عنيف على حمص.. وتظاهرات في جامعة حلب

اتهـام أممي لمسؤولـين سوريين بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية

معارضو الأسد خلال تشييع المعارض الكردي نصر الدين برحاك في القامشلي. رويترز

قتل 46 شخصاً في اعمال عنف في سورية، امس، بينهم 13 من عائلة واحدة، في محافظة حماة، بنيران القوات النظامية، وفيما تجددت التظاهرات ضد النظام السوري في جامعة حلب، اطلقت حمص الواقعة تحت القصف، نداء استغاثة، تزامن مع تكثيف الجهود الدولية لإرساء هدنة، في حين قالت الامم المتحدة ان لديها لائحة بمسؤولين يشتبه في ضلوعهم بجرائم ضد الإنسانية في سورية.

وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في اتصال مع وكالة «فرانس برس» «قتل 14 شخصاً في بلدة كفر الطون، بينهم 13 من عائلة واحدة، في اقتحام نفذته قوات النظام، كما قتل ثلاثة في سويين وشخص في مورك» برصاص هذه القوات في محافظة حماة (وسط).

وفي ريف حماة أيضاً، قتل ثمانية عناصر من قوات النظام في اشتباكات مع جنود منشقين في بلدتي السقيلبية ومحردة، وفي إدلب (شمال غرب)، قتل رجل في الـ35 من العمر في الحي الجنوبي من مدينة معرة النعمان اثر اطلاق نار من قوات عسكرية سورية خلال اقتحام المدينة، بحسب المرصد، وقتل آخر في جسر الشغور، كما قتل ثلاثة من عناصر الأمن السوري في تفجير في محافظة ادلب.

في درعا (جنوب)، افاد المرصد عن اقتحام للقوات النظامية لحي طريق السد في المدينة، ما تسبب في مقتل تسعة مدنيين بينهم طفل في الخامسة. كما قتل خمسة جنود وعناصر امن في اشتباكات مع عناصر منشقة، وقتل طفل في الثامنة في قرية منغ في محافظة حلب (شمال) في اطلاق نار من قوات نظامية.

وافادت لجان التنسيق المحلية عن تعرض مدينة حمص لقصف، واشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر فيها.

وقالت مصادر المعارضة إن مدرعات القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد دخلت حي بابا عمرو معقل المعارضة السورية في حمص بعد 20 يوما من القصف المتواصل.

وتحركت مجدداً، أمس، جامعة حلب، ونظمت، بحسب المرصد، تظاهرة حاشدة تضم نحو 2000 طالب من امام كلية العلوم في جامعة حلب، التي تنتفض بشكل كبير على النظام منذ ايام. وتصدت قوات حفظ النظام للتظاهرة وأطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريقها، ما ادى الى اصابة عشرات الطلاب والطالبات بحالات اختناق. وتحدث المرصد عن عملية كرّ وفرّ مع القوات النظامية في الجامعة، وتجمع اعداد كبيرة من الطلاب امام كلية طب الأسنان لتنظيم تظاهرة اخرى.

واعتقلت قوات حفظ النظام 12 طالباً خلال تفريق تظاهرات جامعة حلب، بحسب المرصد.

في هذا الوقت، افاد ناشطون باستمرار القصف العنيف، امس، على مدينة حمص (وسط)، واطلقوا نداء استغاثة لإدخال المساعدات الى احياء المدينة المحاصرة التي تتعرض للقصف منذ ثلاثة اسابيع. واكد ناشطون من حمص ان الاتصالات مقطوعة بشكل شبه كامل، ما يجعل من الصعب معرفة مكان وجود جثتي الصحافيين الغربيين، الاميركية ماري كولفن، والفرنسي ريمي اوشليك، جراء القصف الذي طال منزلا يستخدم كمركز اعلامي في بابا عمرو. ورفضت دمشق على لسان وزارة خارجيتها التصريحات التي تحملها مسؤولية وفاة الصحافيين الغربيين اللذين قتلا في حمص، وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود» انها تحاول الاتصال بحمص، لكن القصف عنيف الى درجة ان احداً لا يمكنه ان يصعد الى السطح لاستخدام هاتفه عبر الأقمار الاصطناعية.

من جهتها ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام قتلوا وجرح سبعة في انفجار عبوة ناسفة معدة للتفجير عن بعد زرعتها مجموعة مسلحة في المدخل الجنوبي لمدينة ادلب. وقتل عنصران واصيب آخر من قوات حفظ النظام بنيران مجموعة مسلحة في ريف حماة، بحسب الوكالة.

دبلوماسياً، اعلن مسؤول اميركي كبير، امس، ان خطة مساعدة انسانية دولية ستعرض اليوم على مؤتمر اصدقاء سورية الذي يعقد في تونس، وان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بحثت هذه الخطة مع عدد من المسؤولين الاجانب. واعلنت الامم المتحدة ان امينها العام، بان كي مون، طلب من مسؤولة العمليات الانسانية في المنظمة الدولية فاليري اموس، الذهاب الى سورية عندما تحصل على اذن من دمشق، لتقييم حاجات المدنيين. واظهر تقرير للجنة التحقيق الدولية ان مفوضية الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان تملك لائحة سرية بأسماء مسؤولين سياسيين وعسكريين كبار يشتبه في ضلوعهم بجرائم ضد الانسانية في سورية. وقالت إن القوات السورية قتلت بالرصاص نساء وأطفالاً عزلاً، وقصفت مناطق سكنية، وعذبت محتجين مصابين في المستشفيات، بناء على أوامر من أعلى المستويات في الجيش والحكومة. وقال المحققون في التقرير ان اللجنة اودعت لدى المفوضية العليا لحقوق الانسان مغلفاً مختوماً يتضمن اسماء هؤلاء الأشخاص، وانهم خلصوا أيضا الى قيام مجموعات من الجيش السوري الحر بتجاوزات لحقوق الانسان. واعلنت اللجنة ان الحكومة السورية اخفقت في حماية شعبها. وكتبت اللجنة التي التقت 136 شخصاً جديداً منذ نوفمبر الماضي لدى تقديم تقريرها السابق، انه منذ نوفمبر ،2011 ارتكبت قواتها انتهاكات خطيرة ومنهجية وكبيرة لحقوق الإنسان.

تويتر