سوريون يصلون على أحد عناصر «الجيش السوري الحر» الذي قتله «شبيحة» النظام. رويترز

حمص تحت النيران.. ومشروع قــرار جديد لمجلس الأمن الدولي

دارت اشتباكات عنيفة في محيط حي بابا عمرو في حمص (وسط)، أمس، حيث أفاد مصدر امني باقتحام الجيش للحي وبدء «عمليات تطهير»، في وقت أعلن في نيويورك عن مشروع قرار جديد أميركي لمجلس الأمن الدولي لإدخال مساعدات انسانية طارئة الى سورية، فيما قال مسؤول أميركي إن العمل العسكري ضمن خيارات واشنطن للتعامل مع الوضع في سورية، التي أكدت «التزامها الإنساني» بإجلاء الصحافيين الغربيين من حمص، مبررة فشل محاولات الإجلاء برفض «المسلحين» تسليمهم.

وتفصيلاً، قال مصدر امني في دمشق لوكالة «فرانس برس» إن منطقة بابا عمرو «تحت السيطرة»، مضيفاً «قام الجيش بعملية تطهير للحي بناء تلو البناء ومنزلاً تلو المنزل». وأضاف «يقوم الجنود بتفتيش كل الأقبية والأنفاق بحثاً عن اسلحة وارهابيين»، مشيراً الى وجود «بعض البؤر»، التي يعمل الجيش على «تقليصها».

وأكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية، هادي العبدالله، من جهته ان قوات النظام «لم تدخل حتى هذه اللحظة بابا عمرو»، مضيفاً رداً على اسئلة «فرانس برس» «إنهم يطوقون الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر (الجيش الحر)، لاسيما من ناحية حي الإنشاءات وشارع الملعب».

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ان «اشتباكات تدور في محيط حي بابا عمرو بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تمنع محاولة اقتحام الحي، في وقت تسمع اصوات انفجارات واطلاق رصاص في احياء اخرى بالمدينة».

وقال العبدالله ان «الجيش السوري الحر» وناشطين مدنيين يعملون على «إجلاء العائلات من اماكن يستهدفها القصف»، مشيرا الى ان «قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن التي كنا نعتبرها آمنة». واشار الى صعوبة بالغة في الحصول على معلومات بسبب انقطاع الاتصالات.

وتابع «حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات إلى ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء».

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، انه «لا يمكن الاتصال بأحد مطلقاً في بابا عمرو، وهناك صعوبة في الحصول على معلومات (عن الضحايا) بسبب ذلك». وأشار الى ان «طائرات استطلاع تحلق فوق المكان».

وعبر الناشط الإعلامي، عمر شاكر، الذي خرج من حمص قبل ايام، وهو موجود في لبنان، عن اعتقاده بأن «حمص مقبلة في الساعات القادمة على وضع سيئ جدا». وقال «ما يحصل في حمص كبير جدا، هناك عمليات وحشية يقوم بها عناصر النظام لا يتخيلها عقل». وتابع «أنا مقطوع عن رفاقي في المركز الإعلامي (في بابا عمرو)، آخر ما قالوه لي إن بطاريات اجهزة الكومبيوتر تنفد، وإن حمص تغرق في الظلام، وطلبوا مني أن نواصل الدعاء لهم».

من جهة ثانية، قال المرصد السوري ان مدينة الرستن في محافظة حمص «تعرضت لقصف القوات النظامية التي تحاصر المدينة، ما أدى الى سقوط قتلى وجرحى». وكانت القوات النظامية انسحبت من مدينة الرستن قبل أكثر من 20 يوما، بحسب ناشطين.

وذكر المرصد السوري ان «قوات عسكرية ترافقها آليات عسكرية مدرعة اقتحمت (أمس) مدينة الحراك في محافظة درعا (جنوب) وسط اطلاق رصاص كثيف».

وفي ريف حماة «اقتحمت قوات عسكرية امنية مشتركة بلدة حلفايا وبدأت حملة مداهمات واعتقالات ترافقت مع تخريب واحراق منازل مواطنين متوارين عن الأنظار»، بحسب المرصد.

وافاد المرصد بمقتل طفل (13 عاماً) «إثر اطلاق رصاص عشوائي في حي العمال في مدينة دير الزور (شرق)»، وبمقتل «شخص داخل المعتقل من قرية المغارة في محافظة إدلب» (شمال غرب).

وتواصلت، أمس، التحركات الاحتجاجية الطلابية المعارضة للنظام في جامعة حلب (شمال). وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «نحو 2000 طالب تظاهروا في جامعة حلب (أمس)، في ما يؤشر الى نشاط احتجاجي مستمر في الجامعة»، مشيرا الى قمع التظاهرة و«انفضاضها من دون وقوع اصابات». وقال العضو في «تجمع الطلبة الأحرار» في الجامعة، فارس الحلبي، إن عناصر من الأمن «اعتقلوا اربعة من الطلاب المتظاهرين الذين كانوا يهتفون للمدن المحاصرة و(الجيش السوري الحر)»، مشيراً إلى عزم الطلاب على تنظيم مزيد من التظاهرات.

في المقابل، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، في مؤتمر صحافي عقده في مبنى الوزارة، ان «سورية لن تتهرب من التزاماتها الإنسانية، وقمنا بهذا السياق بثلاث محاولات لإجلاء الجثامين باءت بالفشل». واضاف «فوضنا (الهلال الأحمر) التفاوض بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لكنها (المفاوضات) باءت بالفشل لأن المسلحين رفضوا تسليم الجثث والصحافيين تحت ذرائع مختلفة، ورفضوا ايجاد حل لهذه المأساة الإنسانية». وذكر ان «الجانب السوري خصص طائرة مروحية لنقل الصحافيين لكنهم رفضوا»، مضيفاً «نحن ملتزمون إنسانياً ونريد تأمين اجلائهم»، مشدداً على ان «التعطيل ليس من الجانب السوري».

ودعت فرنسا، أمس، السلطات السورية إلى وقف إطلاق النار في حيّ بابا عمرو في مدينة حمص، للتمكن من إخراج مواطنيها الاثنين، بينهم الصحافية إديث بوفييه، التي أصيبت بجروح الأسبوع الماضي.

ورفضت دمشق السماح لمسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري اموس، بالدخول الى سورية لتقييم الأزمة المتزايدة في البلاد. وقالت اموس في بيان «أشعر بخيبة امل عميقة لعدم تمكني من زيارة سورية، على الرغم من طلباتي المتكررة للقاء مسؤولين سوريين على اعلى المستويات لبحث الوضع الإنساني وضرورة الوصول من دون عراقيل الى المتضررين من العنف».

وفي نيويورك، أفاد دبلوماسيون بأن الولايات المتحدة تعد لمشروع قرار سيركز على دخول المساعدة الإنسانية الى المدن السورية، و«سيقول ان الحكومة هي سبب الأزمة»، مشيرين الى ان الاتصالات مستمرة حول النص. وتأمل الدول الغربية ان يقنع التركيز على الأزمة الإنسانية روسيا والصين بالامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن لتعطيل تبني القرار، كما حصل ضد مشروعين سابقين.

يأتي ذلك في وقت صرح مسؤول أميركي بأن وزارة الدفاع (البنتاغون) قد اعددت خططاً تفصيلية للقيام بعمل عسكري ضد النظام السوري، إذا أمر الرئيس الأميركي باراك اوباما بذلك. وقال المسؤول، الذي رفض كشف اسمه، في تصريحات لشبكة «سي إن إن»الإخبارية الأميركية، ان الخطط تشمل العمليات التي يمكن القيام بها وتقديرات أعداد القوات وأنواع الوحدات والمعدات العسكرية والأسلحة التي قد يتم استخدامها في مثل هذا العمل العسكري.

وعبر وزير الخارجية الصيني، يانغ جيشي، في اتصالات هاتفية مع الأمين العام للجامعة العربية وعدد من نظرائه في العالم العربي، عن تأييده ارسال مساعدات انسانية الى سورية.

الأكثر مشاركة