عشرات الآلاف يتظاهرون ضد الأســـد في جمعة « تسليح الجيش الحر »
تظاهر عشرات آلاف السوريين، أمس، في معظم المدن والبلدات والقرى، مطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وتسليح «الجيش السوري الحر»، في جمعة أطلق عليها اسم «جمعة تسليح الجيش السوري الحر»، التي شهدت تظاهرات حاشدة في دمشق ومدينة حلب (شمال)، ثاني أكبر المدن السورية. فيما قتل 35 شخصا بنيران قوات الأمن، بينهم 12 بسقوط قذيفة على تظاهرة في الرستن، و10 في حي بابا عمرو بحمص، في وقت طالب فيه قادة الاتحاد الأوروبي بمحاسبة النظام السوري على أعماله، و«الفظائع» التي ارتكبت في إطار قمع الاحتجاجات بالبلاد، واعترفوا بـ«المجلس الوطني السوري» ممثلا شرعيا للسوريين ،داعين الأسد إلى التنحي.
وتظاهر آلاف الأشخاص في مناطق عدة من مدينة حلب وريفها، كما خرجت تظاهرات في دمشق وريفها ودير الزور، تعرض بعضها لإطلاق نار من قوات الأمن.
وقال المتحدث باسم اتحاد «تنسيقيات حلب» محمد الحلبي، في اتصال مع «فرانس برس»، إن آلاف المتظاهرين خرجوا في 12 نقطة بالمدينة يهتفون لمدينة حمص والمدن المحاصرة في ريف حلب، وينادون بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر.
وذكر الحلبي أن «أعداد المشاركين في كل تظاهرة يراوح بين المئات في حي حلب الجديدة، والآلاف في أحياء أخرى، مثل صلاح الدين والفردوس والمرجة».
وأضاف أن الأمن تعامل مع التظاهرات بالرصاص الحي، لاسيما في حيي صلاح الدين وسيف الدولة، حيث سقط جرحى وحصلت اعتقالات. وفي ريف حلب، خرجت تظاهرات حاشدة في عدد من المناطق، لاسيما مدينتي منبج والباب، فيما تعرضت مدينة الأتارب أمس، للقصف، ومنع سكانها من إقامة صلاة الجمعة، بحسب المصدر نفسه.
وأطلقت القوات السورية الرصاص، لتفريق تظاهرة حاشدة في مدينة منبج، حيث اعتقلت اكثر من 35 متظاهرا، بحسب المرصد. وفي دمشق، قال المتحدث باسم «اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها»، محمد الشامي لـ«فرانس برس» إن آلاف المتظاهرين خرجوا في أحياء العاصمة، لاسيما في المزة والحجر الأسود والعسالي والقدم والقابون وكفرسوسة، بالقرب من مبنى رئاسة الوزراء يهتفون لبابا عمرو، وينادون إسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر.
وأضاف الشامي ان «الانتشار الأمني الكثيف حال دون خروج تظاهرات، بعد صلاة الجمعة»، في عدد من المناطق الاخرى.
وذكر الشامي أن «تظاهرة حاشدة خرجت في حي التضامن، غداة حملة اعتقالات في الحي، أثارت استياء بين الأهالي».
من جهته، قال المرصد ان خمسة متظاهرين أصيبوا بجروح، «إثر إطلاق قوات الأمن السورية الرصاص، لتفريق تظاهرة خرجت من مسجد السلام في حي برزة».
وفي حي الميدان بالعاصمة، أطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع، لتفريق تظاهرة خرجت من مسجد الثريا، مشيرا إلى تنفيذ حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين.
وشهدت مناطق «التل ويبرود وسقبا وعربين في ريف دمشق تظاهرات، على الرغم من الانتشار الأمني وتساقط الثلوج».
وفي إدلب، خرجت تظاهرات في أحياء عدة من المدينة، كما في بلدات وقرى كرناز وطيبة الامام وكفرزيتا وقسطون واللطامنة وقلعة المضيق وحيالين وكفرنبودة وبربديج في الريف، طالبت بإسقاط النظام ورحيل الأسد. وأشار المرصد إلى خروج تظاهرات أخرى، في بعض أحياء مدينة دير الزور وقرى وبلدات الريف.
في سياق متصل، قتل 35 شخصا، أمس، بنيران القوات السورية. وذكر مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، أن 10 سوريين قتلوا بالرصاص في بابا عمرو.
وفي الرستن (ريف حمص) قال المرصد إن 12 شخصا قتلوا، بينهم خمسة اطفال في انفجار قذيفة بين مشاركين في تظاهرة ضد الأسد. وأضاف في بيان أن 12 شخصا قتلوا في «سقوط قذيفة على تظاهرة في الرستن بينهم خمسة اطفال تم التعرف إلى اثنين منهم (9 و12) عاماً». وقتل مواطنان في مدينة دوما في ريف دمشق في اطلاق رصاص من القوات السورية، بحسب المرصد.
وفي مدينة دير الزور (شرق)، افاد المرصد عن مقتل مواطنين اثنين واصابة «تسعة آخرين، اثنان منهم في حالة خطرة، إثر اطلاق الرصاص من القوات السورية في حي العرفي على مشيعي شخص قتل صباحاً» في حي القصور. وقتل مواطن في مدينة حماة (وسط) إثر إصابته برصاص قناصة. وفي مدينة حلب (شمال)، قتل ثلاثة مواطنين في حي السكري ومساكن هنانو في إطلاق رصاص من القوات السورية خلال محاولة تفريق تظاهرة.
وفي محافظة إدلب، قتل شاب من قرية معر شمارين، «إثر اطلاق الرصاص عليه من حاجز أمني»، كما قتل «رجل وزوجته وسائق سيارة أجرة، وجرح سبعة آخرون، اثر اطلاق رصاص عشوائي من قوات النظام على السيارة عند جسر مدينة سراقب»، بحسب المرصد. وأشار المرصد إلى «اقتحام قوات عسكرية نظامية قرية عين البيضا التابعة لمدينة جسر الشغور، والقريبة من الحدود السورية التركية، وسيطرتها على القرية إثر إطلاق رصاص كثيف، أدى إلى إصابة مواطنين اثنين بجروح، وانسحاب ناشطين وعناصر منشقة من القرية». من ناحية أخرى، وصلت قافلة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مؤلفة من سبع شاحنات إلى حمص.
وأعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر، أن قافلة اللجنة الدولية للصليب الاحمر لم تتمكن من دخول حي بابا عمرو في حمص، أمس، معتبراً أن «من غير المقبول ألا يتمكن أشخاص ينتطرون المساعدات العاجلة منذ اسابيع، من الحصول على اي دعم».
من جهته أعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة، أن جثتي الصحافيين الأميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك اللذين قتلا بقصف نفذته القوات السورية على حي بابا عمرو في في طريقهما إلى دمشق.
إلى ذلك، تواصلت الضغوط الدولية على نظام الأسد، وطالب قادة الاتحاد الأوروبي بمحاسبة النظام السوري على أعماله، و«الفظائع» التي ارتكبت في إطار قمع الاحتجاجات بالبلاد. وقال رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي، إثر قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن «المجلس الأوروبي لايزال مصمما على محاسبة المسؤولين عن الفظائع بسورية على أعمالهم».
وأضاف ان المجلس سيعمل على جمع العناصر، التي يمكن أن تكوّن صورة عن «الجرائم الفظيعة»، التي ارتكبت في البلاد.
من جهته، ندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من جهته بالوضع «المخيف» في سورية، وحذر من أن النظام «المجرم» للرئيس الأسد سيعتبر مسؤولا يوما.
واعترف الاتحاد الأوروبي، أمس، بـ«المجلس الوطني السوري» ممثلا شرعيا للسوريين، داعياً كل أعضاء المعارضة السورية للوحدة. وقال المجلس الأوروبي في بيان صدر عن القمة إن «الاتحاد الأوروبي يدعم المعارضة السورية في نضالها لأجل الحرية والكرامة والديمقراطية، ويعترف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للسوريين». ودعا المجلس الأسد إلى التنحي، لفتح المجال أمام انتقال سلمي للسلطة لمصلحة البلاد.