تظاهرة حاشدة ضد الأسد في مدينة يبرود بريف دمشق. رويترز

القوات السورية تقتحم دير الزور والبيضا والحراك

اقتحمت القوات السورية، أمس، مدينة دير الزور (شرق)، وقرية عين البيضا بالقرب من الحدود التركية، كما اقتحمت بلدة الحراك في ريف درعا (جنوب)، واشتبكت مع منشقين ما أدى إلى مقتل ستة جنود ومدني، بينما قتل شخصان بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة في درعا من بين 21 قتيلاً سقطوا اليوم، في سورية. في وقت صعد فيه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد، مؤكداً تلقيه «تقارير مروعة» عن قيام قوات الحكومة السورية بعمليات اعدام تعسفية وسجن وتعذيب للناس في مدينة حمص.

وقال نشطاء معارضون إن قوات الجيش اقتحمت مدينة دير الزور وسط اطلاق رصاص عشوائي، ونصبت حواجز أمنية، مشيرين إلى أن «حالة حرب حقيقية تعيشها المدينة». وأضافوا ان القوات السورية قتلت ثلاثة شبان، أمس، في المدينة، عندما فتحت النار على مشيعي جنازة شخصين قُتلا في تظاهرة ضد النظام، أول من أمس. وقال الناشط عبدالله محمود لـ«رويترز» إن «الجنازة كانت في حي العمال لأميرة السالم وعمر الجنيدي اللذين قتلا يوم الجمعة، تجمع المشيعون وبدأوا في الهتاف ضد الأسد، عندما بدأ الأمن في اطلاق النار من فوق التلال». كما اقتحم الجيش السوري، أمس، قرية عين البيضا التي شهدت حركة معارضة بالقرب من الحدود التركية.

وقالت وكالة انباء الأناضول التركية، نقلاً عن شهود عيان، ان نحو 2000 جندي و15 دبابة شاركت في العملية التي انتهت بالسيطرة على القرية، على بُعد بضعة كيلومترات من تركيا. وأضافت الوكالة نقلاً عن مصادرها ان الجيش السوري دخل الى القرية وأشعل النار في بعض منازلها.

ونُقل معارضون أصيبوا في المواجهات الى تركيا للعلاج.

وفي درعا، قالت الوكالة السورية للأنباء (سانا) إن «إرهابياً انتحارياً فجّر سيارة يقودها في منطقة درعا البلد، ما أدى إلى استشهاد اثنين من المواطنين واصابة 20 من المدنيين وقوات حفظ النظام».

وبث التلفزيون السوري صوراً قال انها للأضرار الناتجة عن الانفجار، تبين حطاماً كبيراً لبعض المحال التجارية والمنازل المحيطة بموقع الانفجار.

وسارعت لجان التنسيق المحلية الى اتهام النظام بافتعال الانفجار، وذكرت في بيان أن «تفجيراً مفتعلاً من قبل النظام في درعا البلد، أدى إلى استشهاد وليد النجار ونورس المسالمة، وسقوط عدد كبير من الجرحى، وتضرر المنازل المحيطة».

وأشارت اللجان الى أن «قناة (الدنيا) (المقربة من السلطة) حضرت مباشرة بعد وقوع التفجير للتصوير».

إلى ذلك قتل ستة جنود على الأقل وجرح تسعة آخرون، أمس، خلال اشتباكات مع منشقين استهدفوا ناقلات جند مدرعة وحافلات عسكرية وأمنية اقتحمت مدينة الحراك في ريف درعا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان ان «ستة من القوات النظامية السورية على الأقل قتلوا وجرح تسعة اخرون اثر استهداف ناقلات جند مدرعة وحافلات عسكرية وامنية اقتحمت مدينة الحراك واشتبكت مع مجموعات منشقة».

واضاف أن مواطناً استشهد وأصيب خمسة بجراح اثر اطلاق رصاص في مدينة الحراك التي تدور فيها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة.

وأوضح المرصد في بيان، أن «ثلاثة مدنيين قتلوا اثر انفجار عبوة ناسفة بسيارتهم قرب ادلب (شمال غرب)، وقتل اثنان برصاص الأمن قرب مدخل سراقب (ريف ادلب)، وشخص آخر بإطلاق رصاص من حاجز قرب مدينة معرة النعمان».

وفي ريف حلب (شمال)، اضاف المرصد أن مواطناً وملازماً اول منشقاً قُتلا خلال اطلاق نار واشتباكات في بلدة الأتارب.

كما عثر في ريف حمص (وسط) على جثامين ثلاثة مواطنين، بينهم سيدة، من قرية «حالات»، بحسب المرصد الذي نقل عن اهالي القرية ان الجثث تعود «لمواطنين اختطفوا قبل اربعة ايام من القرية».

وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه تلقى «تقارير مروعة» عن قيام قوات الحكومة السورية بعمليات اعدام تعسفية وسجن وتعذيب للناس في مدينة حمص.

وأضاف أن «الحكومة السورية أخفقت في تحمل مسؤوليتها بحماية شعبها»، وأن السكان المدنيين يتعرضون لهجمات عسكرية في مدن عدة.

وقال «وقع هجوم كبير على حمص بالأمس، من الواضح ان الخسائر البشرية ضخمة، مازلنا نتلقى تقارير مروعة عن عمليات إعدام من دون محاكمة واعتقالات تعسفية وتعذيب»

واعتلى السفير السوري في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، المنصة ليقول للجمعية العامة ان تصريحات الأمين العام تنطوي على «لهجة خبيثة للغاية تقتصر على الافتراء على حكومة بناء على تقارير وآراء أو شائعات».

وادعى أن التقارير التي تتحدث عن وجود أزمة إنسانية «كاذبة تماماً».

وفي اظهار نادر للوحدة مع القوى الغربية، انضمت روسيا والصين لبقية أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في التعبير عن «خيبة أمل عميقة» لعدم سماح سورية بزيارة وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري أموس، للبلاد، وحثت على السماح بدخولها فوراً.

وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) مرتين للحيلولة دون إصدار مجلس الأمن قرارات تدين سورية وتطالبها بوقف حملتها ضد المحتجين المناهضين للأسد، وقالتا ان البلدان الغربية والعربية تسعى إلى تغيير النظام في سورية على غرار ليبيا.

من جهته، قال سفير السعودية بالأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، الذي كان يتحدث باسم السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن دمشق اتخذت من الفيتو الروسي والصيني ضوءاً أخضر لمهاجمة المدنيين العزل في سورية وخنق ثورتهم. وأضاف «إنه نظام يتصرف كما لو كان في سباق مع الزمن لإنجاز المهمة قبل ان يتحرك مجلس الأمن من جديد، ولذلك نرى استمراراً للتصعيد في الهجمات ضد المدنيين».

في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية التركي، احمد داود اوغلو، أمس، أن سورية ترتكب «جريمة» بمنعها دخول المساعدة المخصصة للمدنيين المتضررين من اعمال العنف الى البلاد. وقال أمام الصحافيين في اسطنبول «الآن علينا وعلى المجتمع الدولي ان ندافع عن القيم الدولية، وفي الوقت الذي تتواصل فيه مثل هذه الفظائع (في سورية)، فإن منع دخول المساعدة الدولية ورفض دخول مسؤولي الأمم المتحدة يشكلان جريمة اخرى».

وفي بغداد، أعلنت السلطات العراقية انها اتخذت اجراءات جديدة لتشديد الرقابة على الحدود مع سورية، بهدف منع اي نشاط يناقض سياسة العراق «في عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى».

الأكثر مشاركة