سوريون يتظاهرون ضد نظام الأسد أمام سفارة بلادهم في بلغراد. أ.ف.ب

الجيش يعزز قواته في إدلب ويقتـحم قارة

أرسلت القوات السورية، أمس، تعزيزات ضخمة تضم دبابات وناقلات جند وقوات عسكرية إلى محافظة ادلب (شمال غرب)، في ظل تخوف من عمليات واسعة النطاق في محافظة ادلب، فيما اقتحمت قوات تضم ناقلات جند مدرعة ودبابات بلدة قارة بينما سمعت اصوات انفجارات في محيط مدينة يبرود في ريف دمشق، في حين شنت قوات الأمن عمليات اعتقال واسعة في دمشق وحلب ضد الناشطين المطالبين برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. في وقت وصلت فيه مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري آموس، الى دمشق والتقت وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الذي اكد لها التزام بلده التعاون مع البعثة.

وواصلت قوات النظام السوري، أمس، عمليات الدهم والاقتحامات في مناطق عدة من سورية، في ظل تخوف من عمليات واسعة النطاق في محافظة ادلب، بحسب مراقبين وناشطين

وقال المجلس الوطني السوري المعارض في بيان، انه «رصد 42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية متجهة الى مدينة سراقب»، في محافظة ادلب (شمال غرب)، و«أرتالاً عسكرية متوجهة نحو مدينة إدلب». وتضم مناطق محافظة ادلب، لاسيما جبل الزاوية، اكبر تجمع للمنشقين عن الجيش النظامي.

وشددت قوات النظام، بعد سقوط حي بابا عمرو في حمص، الخميس الماضي، الضغط على عدد من المناطق التي تعد معاقل للمنشقين والناشطين المناهضين للنظام.

وتوقف المجلس الوطني عند استمرار القصف على معرة النعمان في ادلب، التي «سقط فيها العديد من الشهداء»، بحسب البيان.

من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان القوات النظامية شنت حملة مداهمات في بلدة كفر نبل في ادلب اصيب خلالها سبعة مواطنين بجراح اثر اطلاق نار.

وطالب المجلس الوطني «المجتمع الدولي والجامعة العربية والمنظمات الدولية بالتحرك السريع والعاجل على جميع الصعد لعدم تكرار مجازر بابا عمرو، التي سقط فيها المئات من الشهداء»، مشيراً الى ان حمص تحولت الى «مدينة أنقاض تحت قصف آلة النظام العسكرية»، كما طالب «الثوار» في دمشق وحلب وحماة «بالقيام بكل التحركات لتخفيف الضغط عن أهلنا في إدلب».

وفي دمشق، انتشرت القوات النظامية السورية، أمس، في حي القابون، ونفذت حملة اعتقالات، واقتحمت قوات عسكرية تضم ناقلات جند مدرعة ودبابات بلدة قارة، فيما سمعت اصوات انفجارات في محيط مدينة يبرود في ريف دمشق، وفقاً للمرصد.

وذكرت «شبكة شام» الإخبارية على صفحتها على موقع «فيس بوك» ان اهالي مدينة يبرود في ريف دمشق «استيقظوا على اصوات الرصاص وقصف الدبابات ومحاصرة جميع مداخل المدينة».

وقالت ان الحصار مستمر على مدينة رنكوس في ريف دمشق، مشيرة الى «انتشار حواجز ودبابات على المفارق والطرق العامة واعتقالات عشوائية».

وفي مدينة حلب (شمال) التي شهدت اخيراً تصاعداً في الحركة الاحتجاجية المعارضة، افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب، محمد الحلبي، في اتصال عبر «سكايب» مع «فرانس برس»، بأن قوات الأمن نفذت، فجر أمس، حملة اعتقالات في الأحياء الساخنة التي تخرج فيها تظاهرات معارضة، واعتقلت أعداداً كبيرة من الاشخاص. واعتبر الحلبي ان هذه الاعتقالات تهدف الى «ضبط الحراك المتصاعد في المدينة». وأوضح المرصد السوري ان هذه الاعتقالات استهدفت «أحياء المرجة والفردوس والميسر، التي تشهد مظاهرات مناهضة للنظام».

في سياق متصل، قتل سبعة اشخاص بنيران القوات النظامية في مناطق عدة من سورية، أمس.

وقال المرصد في بيان إن «أربعة مدنيين استشهدوا اثر اطلاق رصاص من بلدات وقرى كنصفرة وكفرومة ومعصران ومرعيان» في محافظة ادلب. كما قتل مجند في بلدة كفرنبل في المحافظة نفسها على ايدي قوات النظام. وفي محافظة حلب، قتل مواطن في بلدة الاتارب اثر اصابته برصاص قناصة. وفي مدينة حمص (وسط)، قتل طفل «إثر اطلاق الرصاص عليه في حي الخالدية». وافاد المرصد بأن عدد القتلى في سورية منذ بدء الاضطرابات وصل الى ،8458 معظمهم من المدنيين. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن «قتل 8458 شخصاً منذ بدء الاضطرابات في سورية في منتصف مارس ،2011 بينهم 6195 مدنياً، و2263 جندياً وعنصر امن، وبين هؤلاء 428 منشقاً».

سياسياً، نقلت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من السلطات، عن السفير الصيني السابق لدى سورية، لي هواشين، انه يبذل «جهوداً دبلوماسية ممثلاً لوزير الخارجية من اجل الوصول الى حل سياسي لموضوع سورية».

وقالت الصحيفة ان هواشين الذي يزور سورية، سيجري مباحثات مع قيادات من معارضة الداخل، منها هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي بقيادة حسن عبدالعظيم، وتيار بناء الدولة السورية، الذي يرأسه لؤي حسين، والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، بقيادة قدري جميل.

من جهتها، دعت روسيا الحكومة السورية والمتمردين الى وقف «فوري» لأعمال العنف، وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية ومبعوثي الأمم المتحدة الى سورية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، بعد لقاء مع السفير السوري في موسكو، بناء على طلبه «من الضروري ان تتوقف على الفور اعمال العنف من اي جهة أتت». واضاف البيان انه خلال هذا اللقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف «تم التشديد على ان ثمة حاجة حيوية إلى حل المشكلات الإنسانية الخطرة» في سورية. وكانت موسكو أعلنت أنها لن تبدل موقفها حيال سورية بعد انتخاب فلاديمير بوتين رئيساً، على اثر دعوات في هذا الصدد وجهتها بلدان غربية.

وفي دمشق أكد المعلم لآموس التي تزور سورية على رأس بعثة دولية، التزام دمشق التعاون مع البعثة.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن المعلم أكد، خلال استقباله المسؤولة الدولية «التزام سورية التعاون مع البعثة فى اطار احترام سيادة واستقلال سورية، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية».

وكانت آموس اعلنت انها ستسعى، خلال زيارتها الى سورية، الى تأمين وصول المساعدات الإنسانية «من دون معوقات» الى المناطق المنكوبة، وانها تريد زيارة مناطق سورية مختلفة.

وفي باريس، اعلنت شركة «إير فرانس» تعليق رحلاتها الى دمشق حتى اشعار اخر بسبب اعمال العنف في سورية. وقال متحدث باسم الشركة «بسبب الوضع في سورية، قررت (اير فرانس) تعليق رحلاتها الى دمشق حتى اشعار آخر».

الأكثر مشاركة