أحمد السنوسي:عميد السجناء السياسيين

لم يتردد الليبيون شرق ليبيا في اختيار أحمد الزبير السنوسي رئيساً لمجلس إقليم برقة الجديد، وهو ابن عم الملك الراحل إدريس السنوسي، يأتي ذلك وسط مخاوف تقسيم البلاد إلى دويلات مستقلة. ويعد أحمد زبير السنوسي أقدم سجين سياسي في العالم، إذ بقي مدة 31 عامًا في السجن خلال عهد معمر القذافي ـ حسب منظمة العفو الدولية (أمنيستي) ـ وهي مدة أطول من تلك التي قضاها نيلسون مانديلا في سجون التمييز العنصري في جنوب إفريقيا. وعاد السنوسي إلى الحياة السياسية مرة أخرى، بفضل ثورة 17 فبراير، التي أطاحت الزعيم الليبي السابق، واختير من بين عدد من السجناء السياسيين للانضمام إلى المجلس الانتقالي الليبي، إلا أنه انشق عنه منذ فترة قبل إعلان انفصال إقليم برقة.

تخرج السنوسي في الأكاديمية العسكرية في العراق عام ،1958 وسافر الى سورية بعدما أتم التدريب في سلاح الإشارة. وعلم السوريون بأن السنوسي هو أمير من العائلة السنوسية، وأنه مطارد لا يجد عملاً، فعينته قيادة الجيش بصفة مدنية فني أجهزة لاسلكية، وألحق بالخدمة في فرع بالجيش قرب ضاحية المزة. بقي أحمد الزبير في سورية حتى قامت ثورة العراق في 14 تموز .1958 إذ عاد إلى بغداد ومنح رتبة نقيب ثم رائد. وفي 1965 عاد السنوسي إلى ليبيا بشرط عدم الانتماء للقوات المسلحة. وبعد عام من ثورة القذافي، حاول في عام 1970 مع مجموعة من الضباط والمدنيين الإطاحة بحكم العقيد معمر القذافي، لكنه سجن بعد كشف المحاولة، وأطلق سراحه عام ،2001 وهو بذلك صاحب أطول فترة سجن بين السجناء السياسيين في العالم.

انضم السنوسي إلى المجلس الوطني الانتقالي الليبي في 28 فبراير ،2011 رئيساً للجنة الأمنية، وممثلاً للسجناء السياسيين في عهد القذافي.

وحصل السنوسي على جائزة «ساخاروف» لحرية الفكر من البرلمان الأوروبي مع كل من: أسماء محفوظ، رزان زيتونة، علي فرزات، محمد البوعزيزي. يذكر أن ليبيا كانت بعد استقلالها في 1951 مملكة اتحادية تتألف من ثلاث ولايات هي طرابلس وبرقة وفزان، وتعد برقة أكبرها مساحة، ويتمتع كل منها بالحكم الذاتي، وفي 1963 جرت تعديلات دستورية ألغي بموجبها النظام الاتحادي، وحل محله نظام مركزي يتألف من 10 محافظات.

الأكثر مشاركة