أنان يدعو مجلس الأمن إلى موقف موحد في مواجهة الأسد
دعا موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي أنان، أمس، أعضاء مجلس الامن الدولي إلى توحيد موقفهم حيال نظام الرئيس بشار الاسد، فيما تظاهر عشرات الآلاف من السوريين، في معظم المناطق السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، مطالبين بـ«تدخل عسكري فوري» في جمعة «التدخل العسكري الفوري من العرب والمسلمين قبل العالم»، التي شهدت العدد الاكبر من التظاهرات في مدينة حلب ومحافظتها (شمال). فيما تصاعدت الاشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في دمشق وريفها مع توجه المنشقين الى إعلان «مجلس عسكري في ريف دمشق» خلال أيام، في حين قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إغلاق سفاراتها في دمشق احتجاجاً على «تمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري».
وقال الامين العام السابق للامم المتحدة مخاطبا الاعضاء الـ15 في مجلس الامن خلال عرضه امامهم نتائج مهمته في دمشق، في محاولة لوضع حد للقمع في سورية، «كلما كان موقفكم قويا وموحدا، كانت الفرص كبيرة لتغيير دينامية النزاع».
وأضاف انان الذي كان يتحدث في مؤتمر عبر الدائرة المغلقة من جنيف، وفق ما نقل عنه دبلوماسيون، «أدعو مجلس الامن الى التوحد دعما لجهودي».
ووصف ردود دمشق على مقترحاته، بشأن حل الازمة السورية بأنها «مخيبة للآمال». وأكد أنه «يواصل النقاش، على الرغم من كل شيء».
بدوره، أعلن احمد فوزي المتحدث باسم أنان، أن الموفد الدولي «يرغب في إرسال بعثة الى دمشق»، بحلول الاسبوع المقبل، «لبحث تفاصيل آلية مراقبة».
وقال فوزي «يرغب انان في إرسال بعثة الى دمشق، لمناقشة تفاصيل آلية مراقبة ومراحل اخرى عملية، لتنفيذ بعض اقتراحاته، بما يشمل وقفا فوريا للعنف والمجازر» في سورية. وأوضح أن انان يأمل بإرسال هذه البعثة «سريعا جدا»، «في موعد اقصاه بداية الاسبوع المقبل».
ورحبت سورية بزيارة البعثة، التي شكلها أنان، لمناقشة القضايا المتعلقة بمهمته في سورية.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، عن وزارة الخارجية السورية قولها انها «ترحب بزيارة الفريق الفني الذي شكله انان، لمناقشة القضايا المتعلقة بمهمته في سورية»، وأوضحت الوزارة «أن هذا الترحيب يأتي في إطار الجهود التي تبذلها سورية، لإنجاح المهمة التي يقوم بها أنان».
وفي موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن موسكو تحاول من خلال اتصالاتها مع نظام الاسد دفع دمشق الى التعاون بشكل كامل مع موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان.
وخرجت، أمس، تطاهرات حاشد عمت معظم المدن والقرى والبلدات السورية في جمعة «التدخل العسكري الفوري من العرب والمسلمين قبل العالم»، في وقت يفترض أن يقدم الموفد الدولي والعربي الخاص الى سورية كوفي أنان تقييماً عن مهمته الى مجلس الامن. وسجل العدد الاكبر من التظاهرات في مدينة حلب ومحافظتها (شمال) التي بدأت تتصاعد فيها منذ اسابيع وتيرة الاحتجاجات، بعد ان كانت في منأى نسبيا عن هذا الحراك.
وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي، لـ«فرانس برس»، إن آلاف الاشخاص ساروا في تظاهرات في أحياء عديدة من مدينة حلب، هاتفين: «الشعب يريد التدخل العسكري»، و«الشعب يريد اسقاط النظام»، و«الشعب يريد تسليح الجيش الحر». وحاولت قوات الامن تفريق بعض التظاهرات عبر اطلاق الرصاص، ما تسبب في وقوع إصابات.
كما اطلقت القوى الامنية قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين في حي المرجة، فرد هؤلاء برشقها بالحجارة، وحصلت اشتباكات بالايدي.
وسارت تظاهرات مماثلة في ريف حلب، في بلدات وقرى السفيرة وعندان ومارع وحريتان واعزاز التي تنتشر فيها القوات النظامية، إضافة الى مدينتي الباب ومنبج.
وفي دمشق، افاد عضو مجلس قيادة الثورة ديب الدمشقي عن تظاهرات في احياء الميدان والتضامن والحجر الاسود وكفرسوسة والقدم، على الرغم من الانتشار الامني الكثيف.
وفي القامشلي (شمال شرق)، سارت تظاهرة حاشدة في عاموداً. وحمل المتظاهرون أعلاماً كردية وأعلام سورية بعد الاستقلال وقبل حزب البعث.
وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت تظاهرة حاشدة في حي القصور في مدينة حمص ردد خلالها المتظاهرون: «يا حمص لا تهتمي بفديك بروحي ودمي. بكرا بيسقط النظام هو وحزبه بيولي».
وقال الناشط في الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، ويدعى نضال، إن تظاهرة أخرى خرجت في حي الإنشاءات الذي تسيطر عليه القوات النظامية في المدينة وهتفت لمدينة ادلب التي يسيطر عليها الجيش منذ مساء الثلاثاء الماضي.
وأشار الى ان التظاهرات شملت احياء الخالدية والبياضة وجورة الشياح والقرابيص والوعر والشماس ووادي العرب، إضافة الى مناطق متعددة في الريف.
وتعرضت احياء عدة في مدينة حمص لقصف القوات النظامية، بعد خروج تظاهرات حاشدة في المدينة.
وقال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله«بعد التظاهرات الحاشدة المفاجئة التي خرجت في حمص، يبدو أن قوات النظام فقدت صوابها، وبدأت بالقصف العنيف على احياء باب السباع وباب الدريب وباب الجندلي وباب تدمر والحميدية في حمص القديمة، إضافة الى احياء الخالدية والبياضة ودير بعلبة».
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن تظاهرة كبيرة خرجت في مدينة الحولة في ريف حمص أطلق الامن النار عليها، ما تسبب في سقوط ثمانية جرحى. وتحدث مدير المرصد رامي عبد الرحمن، عن «عشرات الآلاف من المتظاهرين في انحاء سورية، على الرغم من القمع العسكري والانتشار الامني الكثيف». واشار الى ان التظاهرات شملت ايضا درعا في الجنوب والحسكة في الشمال والرقة (وسط).
وقتل، أمس الجمعة، 15 شخصا في اعمال عنف، بمناطق عدة من سورية.
ففي ريف دمشق، قتل سبعة اشخاص فجر الجمعة، جراء اشتباكات دارت بين الجيش النظامي وعناصر منشقين، في الضمير وقطن، بحسب المرصد السوري.
وفي ريف حمص (وسط)، قتل مواطن جراء قصف القوات النظامية على مدينة الرستن، الخارجة عن سيطرة القوات النظامية.
وفي دير الزور (شرق)، التي شهدت حملة اعتقالات في حي الجورة ومنطقة الطب، قتل مواطن خلال اشتباكات في حي الكنامات بالمدينة.
وفي حماة (وسط)، قتل مواطنان اثر اطلاق نار من القوات النظامية السورية، في حي الاربعين بالمدينة.
وتعرضت بلدة قلعة المضيق في المحافظة لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف، ما ادى الى تهدم جزئي في بعض المنازل.
وفي درعا (جنوب)، قتل أربعة عناصر منشقين، في اشتباكات مع القوات النظامية، في القرى الشرقية بالمحافظة.
إلى ذلك، وقعت اشتباكات الليلة قبل الماضية بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في ريف دمشق.
وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق احمد الخطيب، إن كتيبة «الفرقان» المنضوية في صفوف الجيش السوري الحر «اشتبكت ليلا مع القوات النظامية بين بلدتي عرطوز والمعضمية في ريف دمشق». واضاف ان العناصر المنشقين في ريف دمشق يتوزعون على «سبع كتائب»،. وأشار الى توجه العناصر المنشقين الى «إعلان مجلس عسكري في ريف دمشق بقيادة العقيد المنشق خالد الحموس في الأيام القليلة المقبلة».
وقال الخطيب رداً على سؤال: «هناك مناطق واسعة في ريف دمشق خارج سيطرة النظام. في سياق متصل، أعلن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، أن دول المجلس قررت إغلاق سفاراتها في دمشق، احتجاجاً على «تمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري».
وقال الزياني في تصريح ادلى به من مقر الامانة العامة للمجلس في الرياض، مساء أول من أمس، إن «دول مجلس التعاون قررت إغلاق سفاراتها في دمشق تأكيدا لموقفها الرافض لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل، وتصميم النظام على الخيار العسكري، وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق».