مجزرة قندهار: جنود أميركيون اعتدوا جنسياً على امرأتين

 

أظهر تحقيق أفغاني رفيع المستوى أن جنوداً أميركيين اعتدوا جنسياً على امرأتين قبل أن يقتلوهما في مجزرة بانجاوي، جنوب قندهار، الأحد الماضي، التي ذهب ضحيتها 16 مدنياً أفغانياً.

وذكرت وكالة «باجهوك» الأفغانية، أمس، أن وفداً من الغرفة الدنيا في البرلمان الأفغاني يحقق في حادثة بانجاوي، توصّل إلى أن جنوداً أميركيين اعتدوا على امرأتين من الضحايا قبل إطلاق النار عليهما وعلى مدنيين آخرين بينهم تسعة أطفال.

وقال الوفد ان 15 إلى 20 جندياً أميركياً شاركوا في إطلاق النار على منازل في قرية زانغ أباد، في منطقة بانجاوي، الأحد، وإن مروحيات كانت تحوم فوق المنطقة، علماً بأن القوات الدولية أعلنت أن جندياً واحداً هو الذي ارتكب المجزرة، وهو أميركي تم الكشف عن هويته اليوم، بعد وصوله إلى الولايات المتحدة.

وأشار الوفد إلى أن بعض جثث الضحايا أحرقت بعد المجزرة.

وكشف مسؤولون اميركيون، أول من أمس، هوية العسكري الأميركي الذي قتل 16 قروياً أفغانياً بإطلاق النار عليهم الأسبوع الماضي، موضحين انه يدعى روبرت بيلز ويبلغ من العمر 38 عاماً.

وذكرت وسائل الإعلام الأميركية ان السرجنت بيلز وصل، الليلة قبل الماضية، إلى السجن العسكري في فورت ليفنوورث في كانساس على متن طائرة أقلته من الكويت.

وقد خدم السرجنت بيلز ثلاث مرات في العراق، وكان موجوداً في افغانستان في اطار اول مهمة له في هذا البلد.

وكشفت وسائل الإعلام الأميركية أولاً هوية بيلز، قبل ان يؤكدها مسؤول اميركي طلب عدم كشف هويته.

وقال هذا المسؤول ان المعلومات «صحيحة»، لكن الجيش الأميركي لم يكشف رسمياً عن اسمه، ولم يوجه إليه اي تهمة.

وبُعيد الكشف عن هويته، اغلقت صفحات عدة على الإنترنت تتضمن صوراً أو معلومات عنه، بما في ذلك صفحة تابعة للموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الأميركية تعود الى .2009 لكن الدخول الى بعض الصفحات بقي ممكناً.

وأفاد مقال نشر في فبراير ،2009 على صفحة تابعة للجيش الأميركي، ان بيلز شارك خصوصاً في واحدة من اعنف المعارك في العراق في يناير 2007 ضد ميليشيا دينية في الجنوب.

وأوضح المقال ان المعركة التي استمرت 15 ساعة، انتهت بمقتل 250 مقاتلاً جميعهم من «الأعداء»، وعبر بيلز حينذاك عن اعتزازه بوحدته.

وقال بيلز «أعتقد أن هذا هو الفارق الحقيقي بين أن تكون أميركياً وأن تكون رجلاً شريراً يعرّض حياة عائلته للخطر». وتظهر مواقع اخرى صوراً للجندي بزي مموه خصوصاً خلال تمرينات في مركز للتدريب في صحراء موهافي في ولاية كاليفورنيا. واثار قرار نقل الجندي الأميركي إلى الولايات المتحدة غضب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي.

ويفترض ان يبقى بيلز في فورت ليفنوورث بينما يواصل محققو الجيش عملهم لكشف تفاصيل قتله هؤلاء المدنيين.

وكان مسؤولون محليون طالبوا بمحاكمة بيلز في افغانستان، لكن قادة الجيش الأميركي قرروا نقله بسرعة من هذا البلد الذي يشهد اضطرابات واعمال عنف.

وقال احد محامي بيلز ان موكله شعر بالغضب بعد اصابة رفيق له بجروح خطيرة قبل يوم واحد من المجزرة، لكنه لا يكنّ اي مشاعر عداء للمسلمين.

وذكرت صحف اميركية ان بيلز، وهو أب لأربعة اولاد، كان يشعر بالاستياء لأنه لم يتصور انه سيتم ارساله الى افغانستان بعد خدمته في العراق ثلاث مرات.

ويبدو انه شرب الكحول في الليلة التي سبقت اطلاقه النار على المدنيين الأفغان، في انتهاك لقواعد القتال الأميركية. وقال مسؤول اميركي طالباً عدم كشف هويته ان «المحققين لديهم اسباب تدفعهم الى الاعتقاد بأن الكحول كان احد عوامل هذه الحادث المأساوي».

وقد اعلن البيت الأبيض ان الرئيس الأميركي باراك اوباما، ونظيره الأفغاني حميد كرزاي، جددا التأكيد، خلال محادثة هاتفية، ان موعد انسحاب القوات الدولية من افغانستان لايزال في نهاية .2014

تويتر