الأنبا بسنتي: لا صراعات على الخلافة.. وحوار هادئ مع شركاء الوطن.. ولا دخـول إلـــــى القدس بغير المسلمين
الكنيسة المصرية تتمسك بوحـــدتها وثوابتها بعد رحيل البابا شنودة
أكد الأنبا بسنتي أسقف حلوان واحد الثلاثة المرشحين لخلافة الأنبا شنودة في كرسي البابوية أن رحيل البابا شنودة لن يغير ثوابت الأقباط الداخلية أو العربية. وقال إن «غياب البابا شنودة بابا الاقباط الارثوذكس، لن يؤثر في موقف الكنيسة المصرية من القضية الفلسطينية وزيارة القدس وحل الخلافات الداخلية عبر الحوار والمحبة».
وتابع الأنبا بسنتي لـ«الإمارات اليوم» أن «موقف الأقباط واضح وثابت من قضية القدس، باعتبارها قضية العرب الاولى، وحقوقهم فيها لن تتغير بالاحتلال»، مؤكداً أن «أقباط مصر لن يدخلوا القدس إلا مع اخوتهم المصريين بعد تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي»، مشدداً على أن «موقف البابا الراحل هو موقف الكنيسة والمجمع المقدس وكل المسيحيين». وقال الأنبا بسنتي إن «منهجنا واضح وثابت في إنهاء بعض الخلافات مع أشقاء الوطن من المسلمين، وهو منهج قائم على المحبة أولاً ثم الحوار الهادئ الذي يراعي أننا شعب واحد منذ آلاف السنين»، معرباً عن أمله في إنهاء ملفات إنشاء الكنائس وإقرار المساواة في الحقوق والواجبات في الدستور القادم».
ونفى الأنبا بسنتي أن يكون هناك صراع على خلافة البابا، موضحاً أن «خليفة البابا يأتي بشكل مؤسسي عبر الانتخاب من المجلس المقدس، إذ يتم تصعيد الثلاثة الحاصلين على أعلى الأصوات إلى القرعة، ثم يقوم طفل معصوب العينين في غرفة مظلمة بسحب ورقة واحدة تحمل اسم الفائز بكرسي البابوية». وكان الانبا شنودة بابا الكرازة المرقسية بالاسكندرية قد توفي مساء السبت الماضي عن 89 عاماً، بعد أن قضى في الكرسي البابوي 41 عاماً، وعُرف بثقافته الموسوعية ومواقفه الوطنية المساندة للقضية الفلسطينية، واعتماد الحوار والصمت وسيلتين لانهاء الخلاقات الداخلية.
وقال الناشط القبطي صمويل عزيز، لـ«الإمارات اليوم» إن «خلافة الانبا شنودة تنحصر في ثلاثة أسماء هي: الانبا بسنتي اسقف حلوان والمعصرة، والانبا بيشوي اسقف دمياط، والانبا موسى اسقف الشباب». مشيراً إلى أن «المجمع المقدس الذي يضم 170 من رجال الكنيسة سيختار قائماً باعمال البابا إلى أن يتم انتخاب خليفة البابا شنودة»، مؤكداً أن وفاة البابا ليست خسارة للأقباط فقط، بل خسارة لمصر والعرب»، مشيراً الى مقولة البابا الخالدة إن «مصر ليست وطناً نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا». وقال عزيز إن «البابا شنودة أعطى للكنيسة المصرية دوراً في العمل السياسي والاجتماعي، وكان له دور بارز في مبادرة بيت العائلة المصرية، بالاشتراك مع الازهر الشريف وكبار المثقفين والشخصيات العامة، وهي المبادرة التي انطلقت بعد الثورة منادية بالمساواة بين المصريين جميعاً في الحقوق والواجبات». وقال إن «غياب الشخصية الكارازمية التي تملأ الفراغ بغياب البابا شنودة، يمكن أن يؤدي إلى صراع داخل الكنيسة، كما أن شخصية البابا كانت الضمان لانهاء الخلافات بالحوار في قضايا إنشاء الكنائس وأسلمة المسيحيات».
والبابا شنودة الثالث هو البابا 117 من بطاركة الكنيسة الارثوذكسية، وكان من اشد المعارضين للرئيس الراحل انور السادات، الذي اعتقله ضمن 1500 سياسي مصري في سبتمبر 1981 قبيل مقتله بشهر واحد. وطبقاً للطقوس الكنسية يتم عمل تحنيط لجسد البابا شنودة، بما يسمح بعرضه بملابسه البابوبة الرسمية الكاملة، ويوضع على كرسي مارمرقص داخل الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية بحي العباسية في وسط القاهرة، حتى الاربعاء المقبل موعد تشييع الجنازة، وتتم عملية التحنيط بما لا يسمح بالتأثير في جسد البابا، ويقوم الأساقفة وكهنة الكنيسة والأقباط بالدخول لالقاء نظرةالوداع على بابا الكنيسة.
وطبقاً للائحة الكنيسة يقوم الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والأكبر سنا، باعمال البابا، ثم يدعو إلى الانتخابات بعد 40 يوماً من رحيل البابا.
ورفض عدد من المفكرين الاقباط دور البابا شنودة في إقحام الكنيسة في العمل السياسي، باعتبار أن دورها رعوي وديني فقط. وقال جمال اسعد، إن «تسييس الكنيسة يأتي بالخسارة على الأقباط، ويجعل أبناء الشعب المصري يستخدمون الدين في العمل العام»، وقال إن «فصل الدين عن السياسة يجب ان يكون خيار كل المؤسسات الدينية في مصر، سواء كانت إسلامية أو مسيحية». وكانت رئاسة الوزراء والازهر والاحزاب السياسية والهيئات والشخصيات العامة، قد نعت رحيل بابا الاسكندرية، واعتبرته خسارة لمصر وللقضايا العربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news