الحكومة الليبية تطالب موريتانيا بتسليم السنوسي. إي.بي.إيه

باريس و«الجنائية» تطالبان نواكشوط بتسليم السنوسي

تلقت موريتانيا، أمس، من المحكمة الجنائية الدولية ومن فرنسا، طلبين لتسليم قائد جهاز الاستخبارات في نظام معمر القذافي، العقيد عبدالله السنوسي، غداة اعتقاله في نواكشوط، وتنتظر طلباً ثالثاً من طرابلس بحق المتهم بارتكاب جرائم عدة.

وأفاد مسؤول أمني موريتاني لـ«فرانس برس» «في الوقت الراهن تلقت موريتانيا طلبين، الأول من فرنسا وصل (أول من أمس) السبت، والثاني من المحكمة الجنائية الدولية وصل الى الحكومة الموريتانية (أمس) الأحد».

واضاف المسؤول الموريتاني ان «ليبيا لم ترسل طلباً بعد، لكننا ننتظر زيارة وفد من المجلس الوطني الانتقالي الى نواكشوط في موعد لم يحدد بعد».

واكد مصدر امني أن الشرطة الموريتانية مازالت تستجوب العقيد السنوسي و«تقوم بتحقيقاتها الخاصة» على ان تشرك فيها «الإنتربول» (الشرطة الدولية) لاحقاً. وأضاف «إنه بين أيدي أمن الدولة، ولا يمكننا أن نقول لكم أين تحديداً».

ولن تدرس موريتانيا طلبات تسليم السنوسي الا بعد الانتهاء من التحقيق، على ما أفاد خبراء. وقال الأستاذ في جامعة باريس الثانية ديدييه ريبوه إن «الدولة التي تعتقل الشخص هي التي تختار اين ستسلمه حسب معاييرها وقوانينها».

من جانبه، اكد وزير العدل الليبي ان بلاده قادرة على القيام بمحاكمة عادلة بحق قائد الاستخبارات السابق في بلاده، على الجرائم التي اتهم بها. وصرح علي حميدة عاشور، بأن «محاكمنا جيدة جداً، خصوصاً في طرابلس، ونحن قادرون على محاكمته طبقاً للمعايير الدولية». وأضاف «إننا نأمل أن يتوصل الدبلوماسيون والمسؤولون الى اقناع كل الأطراف بضرورة محاكمة السنوسي في ليبيا»، مؤكداً ان الاتصال وثيق مع موريتانيا.

غير ان منظمة العفو الدولية أعربت عن شكوكها حيال ذلك، وعن الأمل في تسليمه الى المحكمة الجنائية الدولية. وأكد رجل القانون، ديدييه ريبوه، ان كون موريتانيا ليست من الدول الـ120 التي اعترفت بالمحكمة الجنائية الدولية لا يشكل عائقاً بالضرورة، ذلك لأن مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية هي نتيجة قرار صادق عليه مجلس الأمن الدولي في 26 فبراير 2011 وينطبق على موريتانيا.

من ناحية أخرى، كشفت صحيفة «أوبزيرفر»، أمس، أن سيف الإسلام، نجل القذافي، سيُنقل في الأسابيع المقبلة من معتقله في مدينة زنتان إلى سجن سري خاص به في ضواحي العاصمة طرابلس، بانتظار محاكمته بتهم ارتكاب جرائم حرب. وقالت الصحيفة البريطانية إن المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا أفرغ سجن «الأحداث» الذي يُعد أكبر سجن في طرابلس، وبنى سجناً داخله ليؤوي سيف الإسلام. وقالت «أوبزيرفر» إن المجلس سمح لها حصرياً بزيارة السجن. وذكرت الصحيفة أن زنزانة سيف الإسلام تخضع للتجهيز حالياً، فيما تم تزويد السجن بمزايا فاخرة من بينها مسجد خاص وملعب لكرة السلة وآخر لكرة القدم، وبطبّاخ خاص ورعاية صحية على مدار الساعة، وجهاز تلفاز يلتقط المحطات الفضائية.

الأكثر مشاركة