صورة وظلال

البابا شنودة.. عقليّة منفتحة وروح وطنية

 

غيّب الموت عنا البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وهو البابا 117 للكنيسة القبطية عن عمر يناهز 89 عاماً، بعد معاناة طويلة مع المرض قام خلالها برحلات عدة الى الولايات المتحدة للاستشفاء.

وقد ولد البابا شنودة الثالث واسمه الحقيقي (نظير جيد روفائيل)، 1923 في قرية سلام في محافظة اسيوط. والتحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام .1947

وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بـ«الكلية الإكليركية»، وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات عمل مدرساً للتاريخ، وحضر فصولاً مسائية في كلية اللاهوت القبطي، وكان تلميذاً وأستاذاً في الكلية نفسها في الوقت نفسه. وكان البابا شنودة يحب الكتابة والشعر، إذ عمل سنوات عدة محرراً ثم رئيساً للتحرير في مجلة «مدارس الأحد»، وفي الوقت نفسـه كان يتابع دراساته العليـا في علم الآثار القديمة.

وعمل ضابطاً برتبة ملازم في الجيش، وتم ترسيمه راهباً عام ،1954 وعمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس عام ،9159 ومن ثم رُسّم أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وانتخب خلفاً للبابا كيرلس عام .1971

ويُعد أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر، وإعادة تعمير عدد من الأديرة التي اندثرت، وفي عهــده زادت الأبرشــيات، وتم إنشاء عدد من الكنائس داخل مصر وخارجها.

وشهدت العلاقة بين البابا شنودة والرئيس الراحل محمد انور السادات توتراً ملحوظاً، بدءاً من أحداث الخانكة الطائفية وتعاظم دور التيار الديني وجماعات العنف المسلح، كما رفض البابا زيارة الرئيس السادات للقدس، واتفاقية «كامب ديفيد»، ومنع الأقباط من زيارة القدس، ووصل الصدام للذروة في سبتمبر ،81 عندما أبعد الرئيس السادات البابا من كرسي البابوية وحدد إقامته في الدير بقرار جمهوري.

وفي عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، صدر قرار جمهوري عام 1985 بإعادة تعيين البابا شنودة، وطرأ تحسن ملحوظ في العلاقة بين الدولة والكنيسة، وفي أوضاع الأقباط الذين يشكلون نحو 10٪ من تعداد سكان مصر، لكن الأحداث الطائفية استمرت، وأصبح للبابا دور سياسي في احتواء هذه الأحداث بجانب دوره الديني، ما أثار الجدل والاستياء في بعض الأحيان، وهذه طبيعة ادوار من يشاركون في صناعة تاريخ بلادهم. وقال البابا إنه وجد في الرهبنة حياة مملوءة بالحرية والنقاء، لكنه يتمتع بعقلية منفتحة ويؤمن بالحوار مع الأديان الأخرى، إذ جمعته لقاءات كثيرة مع شيوخ الأزهر، ويقول إن الحفاظ على الوحدة الوطنية لمصر ونسيجها الاجتماعي من اهم مكونات فكره.

 

 

 

 

تويتر