إيران تهدّد إسرائيل وأميركا بالرد على أي هجوم
استقبلت ايران، امس، السنة الإيرانية الجديدة «النوروز» بطلقة مدفعية رمزية من اكبر مدمراتها، وبكلمات ألقاها القادة الإيرانيون تضمنت وعودا وتحذيرا، ابرزها تحذير المرشد الأعلى للجمهورية، آية الله علي خامنئي، من ان طهران سترد على اي هجوم من قبل الولايات المتحدة او اسرائيل بخصوص البرنامج النووي، بينما اتهم الرئيس الأميركي، باراك اوباما، ايران بفرض «ستار إلكتروني» لمنع تدفق الأفكار والمعلومات ووعد بحملة جديدة لتسهيل امكانية دخول الشعب الايراني الى الانترنت.
وتفصيلاً، اطلقت مدمرة «جاماران» طلقة رمزية بمناسبة السنة الإيرانية الجديدة، كما ركزت الكلمات التي ألقيت وبثها التلفزيون مباشرة على تحدي ايران في مواجهتها للغرب في الأزمة بشأن برنامج طهران النووي.
وحذر خامنئي من أن بلاده سترد على أي هجوم من قبل الولايات المتحدة او اسرائيل، ما يشدد التوتر مع الغربيين بخصوص البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وقال في خطاب بثه التلفزيون مباشرة في مناسبة رأس السنة الإيرانية «لقد قلنا اننا لا نملك اسلحة نووية ولن نقوم بصنعها، لكن اذا شن الأعداء اي هجوم سواء كانت الولايات المتحدة او النظام الصهيوني فإننا سنهاجمهم بالمستوى نفسه الذي يهاجموننا به».
وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في كلمته، انه اذا قامت ايران بتقوية اقتصادها، فإن «الغرب سييأس، وستتوقف جهوده للتآمر ضدنا».
وقال ان الهدف خلال الأشهر الـ12 المقبلة، هو زيادة الانتاج المحلي ودعم الاستثمارات واليد العاملة الايرانية، من خلال حملة لتشجيع شراء المنتجات الايرانية. واضاف خامنئي انه «على الرغم من كل العداوة وكل الدعاية المعادية، وكل الهجمات العدائية والنيات السيئة، فقد تمكن الشعب الإيراني، العام الماضي، من اثبات قدرته على الابتكار واستعداده في جميع المجالات العلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية».
واضاف ان منطقة الشرق الأوسط تشهد الكثير من الأحداث مثل سقوط عدد من الحكام وصعود الحكومات الإسلامية. وقال ان «ذلك اتضح انه لمصلحة الدولة الإيرانية، وسبب العديد من المشكلات للغرب». واضاف «لقد اصبح العدو رقم واحد لإيران والعالم الإسلامي، وهو النظام الصهيوني، محاصراً».
ويحتفل الإيرانيون بالنوروز (رأس السنة) الذي يعني الانتقال من الشتاء الى الربيع. وتبدأ السنة الجديدة في 21 مارس من كل عام.
وفي كلمة منفصلة، قال الرئيس، احمدي نجاد، ان حكومته تعمل على تعزيز الاقتصاد الإيراني عن طريق زيادة اجمالي الناتج المحلي والاستثمار.
وقال «حكومتي تقف الى جانب جميع الإيرانيين، في الأوقات الجيدة والسيئة».
من جانبه اعتبر الرئيس الأميركي ان «ليس هناك اي سبب» يدعو الى انقسام بين بلاده وايران، داعياً في الوقت نفسه إلى المزيد من الحرية للإيرانيين، وذلك في فيديو بث في مناسبة رأس السنة الإيرانية. وقال اوباما في الفيديو «ليس هناك اي سبب يدعو الى ان تكون الولايات المتحدة وايران منقسمتين، هنا في الولايات المتحدة يزدهر الأميركيون من اصل ايراني ويسهمون بشكل كبير في ثقافتنا». واضاف الرئيس الأميركي «في هذه السنة فاز فيلم ايراني (انفصال) بجائزة الأوسكار عن افضل فيلم اجنبي»، وقال «كما ان عناصر بحريتنا كافحوا خطر القرصنة وقام بحارة اميركيون بإنقاذ ايرانيين كانوا محتجزين رهائن». وأكد اوباما انه «مع (فيس بوك) و(تويتر) والهواتف النقالة والانترنت، يستخدم مواطنون الوسائل نفسها للتحادث»، منتقداً في الوقت نفسه القيود التي تفرض على الحريات في ايران لاسيما امكانية الاطلاع بحرية على الانترنت، واصفاً اياها بأنها «جدار حديدي الكتروني». وقال «بشكل متزايد، يحرم الايرانيون من حرياتهم الاساسية بالاطلاع على المعلومات التي يرغبون فيها، والحكومة الايرانية تقوم بالتشويش على اقمار اصطناعية من اجل منع بث برامج اذاعية وتلفزيونية».
واضاف الرئيس الأميركي ان الجمهورية الإسلامية «تمارس رقابة على الانترنت لكي تضبط ما يمكن للإيرانيين ان يروه او يقولوه، ان النظام يراقب اجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة لهدف وحيد هو حماية سلطته الخاصة». ووعد اوباما ايران بحملة اميركية جديدة لتسهيل امكانية دخول الشعب الإيراني الى الإنترنت.