اشتباكات في حرستا.. وقصف على حمص.. وتظاهرات ليلية للمطالبة بإسقاط النظام

مجلس الأمن يتبنى بياناً رئاسياً لدعم مهمة أنان في سورية

تظاهرة حاشدة ضد الأسد في مدينة القامشلي بمناسبة عيد الربيع (النوروز). أ.ف.ب

تبنى مجلس الأمن الدولي، أمس، بياناً رئاسياً يطالب بأن تطبق سورية «فوراً» خطة السلام التي عرضها مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي أنان، لحل الأزمة في سورية، ويتضمن تحذيرا مبطنا باتخاذ اجراءات دولية، فيما وقعت اشتباكات عنيفة فجر، أمس، في مدينة حرستا في ريف دمشق، بين القوات النظامية وعناصر منشقين بينما خرجت تظاهرات ليلية، لاسيما في دمشق وحلب، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

واعتمد مجلس الأمن بياناً رئاسياً يطالب بأن تطبق سورية «فوراً» خطة السلام التي عرضها أنان خلال محادثاته مع الرئيس السوري في دمشق في وقت سابق هذا الشهر.

والبيان الذي ليس له قوة قرار رسمي، ينص على ان مجلس الأمن «سينظر في خطوات اضافية» اذا خلص انان الى نتيجة ان حكومة دمشق لا تتعاون.

وبعد مفاوضات مكثفة بين القوى الكبرى، وافقت روسيا والصين على النص الذي قدمته فرنسا ويدعو الأسد الى العمل في اتجاه وقف العنف وانتقال ديمقراطي للسلطة.

وتدعو خطة أنان الى وقف القتال وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة انسانية لمدة ساعتين يومياً لإفساح المجال لوصول العاملين الإنسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف.

واستعملت موسكو وبكين حق النقض مرتين لمنع تبني مجلس الأمن قرارين يدينان القمع في سورية في اكتوبر 2011 وفي فبراير الماضي.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، المجتمع الدولي «للتكلم بصوت واحد»، لاسيما من أجل تقديم مساعدة انسانية «فورية» لضحايا اعمال العنف. وحذر من ان الأزمة السورية قد تكون لها عواقب اقليمية «مدوية»، متحدثاً عن وضع «شديد الخطورة».

من جهتها، أشادت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أمس، بالبيان الذي اصدره مجلس الأمن الدولي بشان سورية، وحضت الأسد على تطبيق خطة أنان لحل الأزمة وإلا فإنه سيواجه «المزيد من الضغوط والعزلة». وقالت كلينتون إن الخطوة التي اتخذها مجلس الأمن المنقسم حيال الأزمة في سورية «إيجابية».

على الصعيد الميداني قصفت القوات السورية، لليوم الثاني على التوالي، أحياء لاتزال خارج سيطرة النظام في مدينة حمص(وسط).

وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، هادي العبدالله، لـ«فرانس برس» إن قصفاً مدفعياً وبقذائف الهاون على حي الخالدية توسع ليشمل حيي القصور والبياضة المجاورين، وحي باب هود في حمص القديمة.

وكان القصف على الحي تسبب، أول من أمس، في مقتل 14 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح العبدالله ان آلاف النازحين من حي بابا عمرو ومن أحياء منكوبة اخرى، مثل كرم الزيتون والرفاعي وعشيرة والعدوية وباب السباع والجندلي وباب الدريب، موجودون في الخالدية ومحيطها.

وعبر في اتصال هاتفي من حمص عن خشيته من تكرار «القصف الذي شهدناه على حي بابا عمرو قبل اقتحامه، لأن ذلك سيتسبب في كارثة».

وقال «في كل منزل في الخالدية، تقيم اربع عائلات او خمس، كما ان المساجد مليئة بالنازحين، وكذلك الأبنية التي كانت قيد البناء سكنت فيها عوائل».

واضاف ان «الخالدية هي الجبهة الأخيرة» في المدينة، معرباً عن امله ان «ستصمد امام محاولات اقتحامها».

وأفاد العبدالله ان قوات النظام اقتحمت، أمس، حي باب السباع في حمص الذي كان انسحب منه قبل يومين عناصر الجيش السوري الحر، وهي تقوم بحملة «نهب واحراق منازل ومكاتب بينها المكتب الإعلامي الذي كان يستخدمه المعارضون».

من جهته، تخوف المرصد من حصول «مجازر في حال استمرار النظام السوري بقصف الحي نتيجة الكثافة السكانية الموجودة فيه حاليا».

واشار في بيان الى ان «بعض احياء حمص القديمة تشهد حملة مداهمات وتنكيل بالأهالي».

وافاد المرصد بمقتل شاب برصاص قناصة في الخالدية، واربعة عناصر من القوات النظامية اثر استهداف حاجز عسكري في حي السلطانية المجاور لبابا عمرو.

إلى ذلك دارت اشتباكات عنيفة، فجر أمس، بين القوات النظامية وعناصر منشقين في مدينة حرستا في ريف دمشق التي تبعد بضعة كيلومترات عن العاصمة، بعد الاشتباكات التي وقعت في اليومين الماضيين في أحياء المزة والقابون وبرزة في دمشق

وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، مرتضى رشيد، إن الاشتباكات أعقبها دخول القوات النظامية الى المدينة، مشيراً في اتصال عبر سكايب الى «انسحاب مقاتلي (الجيش الحر) الى المزارع خارج حرستا».

وتشهد مناطق ريف دمشق تزايداً في حركة الانشقاق في الآونة الأخيرة.

وفي محافظة حماة (وسط)، ذكر المرصد ان مجموعات مسلحة منشقة اطلقت قذيفة «آر بي جي» على ناقلة جند مدرعة للقوات النظامية قرب بلدة قلعة المضيق، ما ادى الى مقتل جندي واعطاب الآلية، وقتلت طفلتان اثر قصف واطلاق نار من رشاشات ثقيلة على قلعة المضيق.

وفي مدينة حماة، قتل عسكري منشق في اشتباكات في الحميدية، بحسب المرصد الذي اشار الى وقوع اشتباكات عنيفة في حي طريق حلب وحي الأربعين فجر أمس. وفي مدينة درعا (جنوب)، قتل مواطنان برصاص القوات النظامية بعد انفجار عبوة ناسفة بحافلة عسكرية في طريق السد تسببت بمقتل جنديين من الجيش النظامي السوري.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ذكرت ان عددا من المدنيين وعناصر حفظ النظام قتلوا وجرح آخرون عندما فجر «إرهابي انتحاري»، مساء أول من أمس، سيارة مفخخة بقوات حفظ النظام قرب مفرق الجيزة طريق بصرى المسيفرة بريف درعا، ما أدى إلى استشهاد عدد من قوات حفظ النظام والمدنيين وجرح آخرين.

في سياق متصل، سارت تظاهرات عدة، الليلة قبل الماضية، لاسيما في دمشق وحلب للمطالبة بإسقاط النظام.

وتلقت «فرانس برس» سلسلة اشرطة فيديو عن تظاهرات سارت في احياء مختلفة من العاصمة ومن حلب في الشمال، التي تتصاعد فيها منذ اسابيع وتيرة الحركة الاحتجاجية. وخرجت تظاهرة طلابية في حي الزاهرة الجديدة في العاصمة قرب جامع أبوأيوب الأنصاري، كما خرجت تتظاهرون في حارة المغاربة في السويقة. وحمل المتظاهرن علما طويلا لسورية بعد الاستقلال وقبل حزب البعث، امتد على امتار عدة. وهتفوا «سورية للثوار غصب عنك يا بشار». وفي حي العسالي في دمشق، عمد بضعة اشخاص الى احراق اطارات قال المعلق على الشريط انهم قطعوا بها «الطريق العام في الحي، نصرةً للمدن المحاصرة والمنكوبة». وفي مدينة حلب، بدت الظاهرات اكثر عدداً. وسارت تظاهرة في حي سيف الدولة وتظاهرة اخرى في حي السكري في حلب، طالبتا بتسليح الجيش السوري الحر، كما سجلت تظاهرة مسائية في البشيرية في جسر الشغور في محافظة ادلب (شمال غرب).

تويتر