التظاهرات ضدّ الأسد تعمّ سوريـة في جمعة «يا دمشق قادمون»
خرجت، أمس، مئات التظاهرات الحاشدة في عدد من المناطق السورية أبرزها في دمشق وحلب، في ما اطلق عليه ناشطون اسم جمعة «يا دمشق قادمون»، تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، واجهتها قوات الامن بإطلاق الرصاص، كما خرجت تظاهرات ليلية في دمشق وريفها نصرة للمدن المحاصرة وتحية للجيش السوري الحر، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الأسد ومنشقين عنها في مدينة اعزاز في ريف حلب (شمال) القريبة من الحدود التركية، بينما قصف الجيش السوري أحياء عدة في مدينة حمص. في حين يزور المبعوث الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية كوفي أنان، موسكو وبكين، لبحث الأزمة السورية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن عشرات الآلاف من الأشخاص تظاهروا في سورية، على الرغم من الانتشار الامني الكثيف، وتعرض عدد من المناطق للقصف، ما حال دون خروج تظاهرات فيها.
وفي دمشق خرجت تظاهرات في حيي الميدان والتضامن وسط دمشق، كما تظاهر اكثر من 1000 شخص في حي كفرسوسة، واجهتهم قوات الأمن بإطلاق الرصاص، ما اسفر عن جرح ثمانية اشخاص.
من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية بأن تظاهرات خرجت في دوما والمليحة وعربين والهامة.
وفي حلب (شمال)، أكد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب، محمد الحلبي لـ«فرانس برس»، خروج 20 تظاهرة، ابرزها في احياء صلاح الدين والمرجة ومساكن هنانو والسكري والانصاري والفردوس وبستان القصر والمشهد والحمدانية، بالاضافة الى حيي الفرقان وحلب الجديدة الراقيين.
وردد المتظاهرون، بحسب الحلبي، هتافات ابرزها «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«يا حلب ثوري ثوري هزي القصر الجمهوري»، اضافة الى شتائم بحق الرئيس الراحل حافظ الاسد. وأشار الحلبي الى «انتشار امني غير مسبوق في حي الشعار الذي شهد الاسبوع الماضي تظاهرات كبيرة، وانتشاراً كبيراً في حي الصاخور الذي شهد تظاهرات حاشدة في الايام الماضية، ما حال دون خروج تظاهرات فيه». وأشارت لجان التنسيق المحلية الى اطلاق نار على المتظاهرين في حيي الميسر والسكري.
وفي ريف حلب، خرجت نحو 50 تظاهرة ابرزها في مدينتي الباب ومنبج، بحسب الحلبي.
وفي محافظة إدلب (شمال) التي تتركز فيها العمليات العسكرية للقوات النظامية، خرجت تظاهرات حاشدة من مساجد عدة في مدينة معرة النعمان تطالب «بمحاكمة رموز النظام ووقف شلالات الدماء»، كما خرجت تظاهرات في بلدات عدة في ريف ادلب، بحسب المرصد.
وفي محافظة حماة (وسط)، خرجت تظاهرات حاشدة في بلدتي مورك وكفرزيتا، طالبت بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس السوري، فيما اطلقت قوات الامن النار لتفريق تظاهرة في حي الاربعين في مدينة حماة.
وفي درعا (جنوب)، خرجت عشرات التظاهرات في مناطق عدة، منها نمر وابطع واليادودة والحارة ومدينة الحراك المحاصرة منذ 25 يوما، والمسيفرة والغارية الغربية وبلدة ام ولد وعقربة وداعل وغيرها، بحسب ما افاد عضو اتحاد تنسيقيات حوران في درعا لؤي راشد.
وقال راشد إن «أعداد المشاركين في التظاهرات راوحت بين المئات والآلاف بحسب المناطق، وان الشعارات الطاغية اليوم كانت تنادي بتسليح الجيش الحر».
كما شهدت مدن عدة اطلاق نار قبل التظاهرات لإرهاب الناس وعدم المشاركة في التظاهرات، بحسب راشد.
وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، خرجت تظاهرات حاشدة في القامشلي ورأس العين والمالكية والدرباسية وعامودا «رفعت فيها الاعلام الكردية وعلم الاستقلال وشعارات طالبت بإسقاط النظام»، وفقا للمرصد.
كما تظاهر نحو 1000 شخص أمام السفارة السورية في عمان مطالبين بإسقاط نظام الأسد وبـ«الحرية».
وأدى المشاركون صلاة الجمعة في الموقع بعد الاستماع الى خطبة ألقاها إمام المسجد العمري ومفتي مدينة درعا الشيخ أحمد الصياصنة، التي دعا فيها الى الوحدة ودعم الجيش السوري الحر.
إلى ذلك خرجت تظاهرات الليلة قبل الماضية في دمشق في احياء الميدان وركن الدين وبرزة وجوبر، نصرة للمدن المحاصرة وتحية للجيش السوري الحر، كما خرجت تظاهرات في عدد من مناطق الريف، بحسب ما افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي.
وفي حي ركن الدين خرجت تظاهرة رفعت فيها لافتة «اقصفونا بدلاً من حمص وحماة ودرعا»، وردد المتظاهرون هتافات للمدن المحاصرة و«الجيش الحر الله يحميك». وفي حي برزة انتظم المتظاهرون في صفوف وتمايلوا على وقع اناشيد وهتافات معارضة للنظام.
وفي ريف دمشق، اظهر مقطع بثه ناشطون على الانترنت، تظاهرة حاشدة في مدينة دوما، ردد المشاركون فيها «بدك تسقط يا بشار».
من ناحية أخرى، افادت مصادر متقاطعة بأن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات السورية النظامية ومنشقين عنها في مدينة اعزاز في ريف حلب (شمال) القريبة من الحدود التركية، ما اسفر عن مقتل ثلاثة جنود وعنصر منشق.
وقالمحمد الحلبي إن «الاشتباكات متواصلة منذ ظهر أمس (الخميس) بين القوات النظامية ومنشقين عنها في مدينة اعزاز، التي تتعرض لقصف الجيش النظامي، فيما تحلق في سمائها حوامات الجيش النظامي». وقال المرصد السوري في بيان، ان ثلاثة من عناصر القوات النظامية وعنصرا منشقا سقطوا في الاشتباكات الدائرة في اعزاز. وبحسب الحلبي، فإن تعرض المدينة لعمليات عسكرية شبه متواصلة في الاسابيع الاخيرة «أدى الى تهجير الجزء الاكبر من سكانها».
وفي حمص (وسط) تعرضت أحياء باب الدريب والصفصافة والورشة وباب سباع للقصف وإطلاق النار، ما اسفر عن مقتل شخصين في حي الصفصافة وباب سباع، بحسب المرصد الذي أكد سقوط قذائف هاون على بعض احياء مدينة القصير اصاب بعضها المنازل.
وفي ريف حماة، اكد المرصد مقتل جندي من الجيش النظامي السوري اثر استهداف مجموعة مسلحة منشقة آلية عسكرية ثقيلة في بلدة قلعة المضيق.
وفي ريف ادلب (شمال غرب)، انفجرت عبوة ناسفة قرب مسجد في قرية حاس يتجمع حوله القوات العسكرية النظامية. وأشار المرصد الى العثور على جثمان مواطن من بلدة كفرعويد كان قد اجبر يوم امس على إحضار الطعام لحاجز جيش النظام، بحسب الاهالي.
على الصعيد الدبلوماسي، يزور أنان نهاية الاسبوع الجاري موسكو وبكين لبحث الازمة السورية مع المسؤولين الروس والصينيين.
ويلتقي انان في موسكو وزير الخارجية سيرغي لافروف والرئيس ديمتري مدفيديف، بينما مازال برنامج المباحثات مع السلطات في بكين قيد الإعداد.
من جهة اخرى، اعلن متحدث باسم أنان ان الوفد الذي ارسله الأخير الى سورية بداية الاسبوع عاد من دمشق، أول من أمس، «بعد ثلاثة ايام من المباحثات المكثفة» مع السلطات السورية. وأضاف أن «السلطات السورية اعطتنا اجوبة سندرسها الآن بعناية»، مؤكدا ان أنان لم «يتوقع في الوقت الراهن زيارة جديدة الى دمشق»، وأن «المفاوضات متواصلة هاتفيا»، وان «أنان سيقرر في وقت ما ان يعود ،لكن الوقت لم يحن». واضاف المتحدث ان «الوضع الميداني خطير جدا، وكل دقيقة حاسمة، وعلينا ان نحقق تقدما سريعا»، في المفاوضات.