الغموض يسود باماكو.. والانقلابيون لايزالون معزولين
يحاول منفذو الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس امادو توماني توري في مالي، والذين تزداد عزلتهم خارج مالي وداخلها، وضع حد لحالة الغموض الخطرة السائدة في البلاد والاستمرار في السيطرة على الوضع، تحسبا لمواجهة حركة مضادة من الموالين للنظام.
ولاحظ مراسل «فرانس برس» هدوءا نسبيا يتخلله توتر في بعض الاماكن، أول من أمس، في باماكو حيث لايزال النشاط متراجع الوتيرة في اليوم الثالث بعد الانقلاب. وتجوب بعض الاليات العسكرية مسرعة كبرى شوارع العاصمة، حيث ظلت المصارف ومحطات البنزين مغلقة ما أعاق الامداد بالنقد والوقود.
ولايزال الانقلابيون المتحفزين على ما يبدو يسيطرون على مقر التلفزيون العام، ويبثون من خلاله برامج موسيقى تقليدية تتخللها بيانات الجنود المتمردين، مؤكدين ان «كل شيء على ما يرام»، وداعين الماليين الى «العودة الى نشاطاتهم العادية».
وسرت معلومات متناقضة، أول من أمس، حول الوضع في باماكو ومصير قائد الانقلابيين امادو سانوغو، بعد حدوث انقطاع قصير في بث التلفزيون العام.
ورد الانقلابيون في اللجنة الوطنية للاصلاح والديمقراطية وترميم الدولة، بالقول إنها «شائعات»، مؤكدين ان الوضع لايزال تحت السيطرة.
واستمرت الحوادث الامنية مثل سرقة سيارات وعمليات نهب، قام بها رجال يرتدون الزي العسكري، وأطلقت أعيرة نارية متقطعة، أمس، في المدينة في حين حصلت عمليات نهب عدة، بعد الانقلاب، اعرب قائد الانقلابيين عن اسفه لوقوعها ووعد بوضع حد لها.
وزيادة على غموض الوضع العسكري يسود غموض سياسي حول مشروعات الانقلابيين وندد 12 حزبا سياسيا ماليا في بيان مشترك بالانقلاب الذي حصل قبل خمسة اسابيع من الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 29 ابريل المقبل، ما زاد هشاشة موقف الانقلابيين. ومن اديس ابابا، أعلن مصدر في الاتحاد الافريقي ان قائد الانقلابيين وعد بالافراج سالمين عن ثلاثة مسؤولين في وزارات خارجية ثلاث دول افريقية، علقوا في باماكو اثر الانقلاب.