تظاهرة احتجاجية ضد الاسد في إدلب. رويترز

الدبابات السورية تقتحم سراقب وتقصــف حمص

اقتحمت القوات السورية، أمس، مدينة سراقب المحاصرة منذ أشهر في محافظة ادلب بالدبابات، وقصفت حمص بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أشار الى مقتل 20 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة في سورية، وفيما وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في ريف دمشق، أحالت الاجهزة الامنية ناشطين معتقلين الى القضاء بتهمة إنشاء جمعية سرية، والاشتراك في تظاهرات مناهضة للنظام، في وقت اعلن عن انشاء مجلس عسكري يوحد قوى المعارضة السورية المسلحة.

وتفصيلاً، قال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب نورالدين العبدو لوكالة «فرانس برس» ان 26 دبابة دخلت مدينة سراقب من الطرف الغربي وتمركزت فيها بشكل قسم المدينة الى قسمين. واضاف في اتصال عبر «سكايب» ان الجيش بدأ حملة تمشيط واعتقالات، مشيرا الى سماع أصوات انفجارات في المدينة، بينما لا يجرؤ أحد على الخروج من منزله.

وأوضح العبدو ان المدينة مطوقة منذ العاشر من شهر يونيو، وان قوات النظام اقتحمتها من قبل مرات عدة ثم انسحبت منها بعد حملات تمشيط واعتقالات.

وقال رداً على سؤال، ان الجيش السوري الحر «موجود بكثافة في المدينة، الا أنه ينكفئ لدى اقتحامها ولا يهاجم القوات النظامية تجنباً لايذاء المدنيين والتسبب بالدمار»، مشيراً الى انه ينفذ هجمات على القوات بعد انسحابها.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته اقتحام القوات العسكرية السورية لأحياء في مدينة سراقب ترافقها آليات عسكرية ثقيلة، وحملة المداهمات والاعتقالات. وأفاد في بيان بمقتل شخص اثر إصابته بإطلاق رصاص من هذه القوات.

من جهة ثانية، ذكر العبدو ان قوات النظام نفذت امس أيضاً حملة دهم وتفتيش واحراق للمنازل ونهب، في بلدة احسم في جبل الزاوية بإدلب.

وقال ان الجيش السوري انسحب من مدينة سرمين، وترك حاجزا كبيرا عند المدخل الشرقي للمدينة. واضاف ان القوات السورية خلفت وراءها دمارا هائلا في المدينة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قتل سبعة اشخاص في اطلاق نار من القوات النظامية السورية ورصاص قناصة في أحياء الخالدية والانشاءات وكرم الزيتون والبياضة في مدينة حمص. كما أفاد المرصد بمقتل ثلاثة مواطنين في مدينة القصير في محافظة حمص في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة.

وقال نشطاء إن القوات السورية قصفت مدينة حمص بنيران الدبابات، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.

وفي محافظة ادلب، قتلت امرأة في اطلاق نار من القوات النظامية في قرية ارنبا. كما قتل مواطن اثر اصابته بإطلاق نار خلال اقتحام القوات النظامية مدينة سراقب التي تشهد اشتباكات بين هذه القوات ومجموعات منشقة قتل فيها ثلاثة عناصر من القوات السورية.

وفي محافظة درعا، قتل، بحسب المرصد، مواطن من بلدة خربة غزالة إثر اصابته بإطلاق رصاص من حاجز عسكري قرب قرية صماد.

وقتل جندي من الجيش النظامي بإطلاق رصاص عليه قرب احد الحواجز في بصرى الشام، وتلت ذلك حملة دهم في المنطقة.

كما قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية السورية اثر هجوم على قوات حرس الحدود في محافظة الحسكة.

ووقعت اشتباكات عنيفة فجر أمس بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في ريف دمشق. وذكر المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي، ان مناطق الغوطة الشرقية شهدت اشتباكات عنيفة جداً سمعت أصواتها في معظم أنحاء ريف دمشق، ووصلت الأصوات لبعض مناطق العاصمة. وأوضح ان الاشتباكات استمرت حتى الساعات الاولى من فجر أمس وتركزت في عربين ودوما.

وقبلها سارت تظاهرة مساء أول من امس في دوما أطلقت شعارات تطالب بإسقاط الرئيس بشار الاسد، وسار المتظاهرون على وقع التصفيق وقرع الطبل.

كما شهدت جديدة عرطوز في ريف دمشق تظاهرة حمل المشاركون فيها علما طويلا لسورية بعد الاستقلال.

وسارت تظاهرة في حي التضامن في دمشق رغم الوجود الامني الكثيف، بحسب الشامي.

وتجمع حشد من الناس ليلاً في جامع بلال الحبشي في حي كفر سوسة، وأدوا قسماً مع رفع الأيدي، بحسب ما أظهر شريط فيديو مدته نحو 12 دقيقة بث على موقع «يوتيوب».

كما شهدت مدينة حلب (شمالاً)، ليلاً، بحسب اتحاد تنسيقيات حلب، تظاهرات مسائية وليلية في أحياء السكري والشعار والصاخور والاشرفية، وحمل المتظاهرون المشاعل، بحسب ما اظهرت أشرطة فيديو وزعها ناشطون.

على صعيد آخر، افاد المحامي ميشيل شماس لوكالة «فرانس برس» بأن الاجهزة الامنية السورية احالت، امس، الناشطين الشابة بهراء عبدالنبي حجازي والشاب أنس عبدالسلام الى القضاء بتهمة انشاء جمعية سرية والاشتراك في التظاهرات المناهضة للنظام السوري.

وناشد شماس السلطات الافراج عن جميع المعتقلين بمن فيهم ابنته يارا وزملاؤها الذين تم اعتقالهم في مقهى بتاريخ السابع من مارس الجاري، من أجل تفادي تفاقم الازمة في سورية وإيجاد حل لها والتنفيس عن حالة الغضب، على حد قوله. ودعا الناشط السلطة والمعارضة الى إجراء تسوية في سورية تفضي الى وقف العنف والقتل وتنقل سورية الى دولة ديمقراطية ومدنية.

من جهة اخرى، يعقد غدا في اسطنبول مؤتمر للمعارضة السورية قبل مؤتمر «اصدقاء سورية» سعياً الى التوافق على وثيقة تؤكد وحدة الاهداف في الخلاص من النظام وإقامة الدولة الديمقراطية التعددية، بحسب ما أعلن المجلس الوطني السوري.

وجاء في بيان صادر أمس عن المجلس «في اطار الخطوات المقررة استعداداً لانعقاد مؤتمر أصدقاء سورية، والتزاماً من المجلس الوطني السوري بضرورة تعزيز العمل المشترك بين أطراف المعارضة السورية، يعقد في اسطنبول في 26 و27 من الشهر الجاري مؤتمر المعارضة السورية».

وأضاف ان المؤتمر يقام للتوافق على وثيقة العهد الوطني لسورية الجديدة، تأكيداً على وحدة أهداف المعارضة السورية في الخلاص من نظام الاستبداد، والوصول الى الهدف الأسمى في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية التعددية.

وفي تركيا، اعلن امس عن انشاء مجلس عسكري، في خطوة تهدف الى توحيد الصفوف والقوى المسلحة على الأرض، للمعارضة السورية، بحسب ما قال قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، لوكالة «فرانس برس». وعين العميد مصطفى الشيخ رئيساً لهذا المجلس العسكري الذي سيشرف على العمليات العسكرية للمعارضة، بحسب ما اوضح بيان صادر عن المكتب الإعلامي للجيش السوري الحر في باريس.

الأكثر مشاركة