أوباما يدعم المعارضـــة.. ومدفيديف يعتبر خطة أنان الفرصة الأخــــــيرة
أبدى الرئيس الأميركي، باراك اوباما، امس تأييده لتقديم مساعدة غير عسكرية للمعارضة السورية، وفيما يقوم مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص، كوفي انان، بزيارة الى موسكو، حيث حظي بدعم الرئيس الروسي، ديميتري مدفيديف، لخطته التي وصفها بالفرصة الاخيرة لتجنب حرب اهلية في سورية. شهدت مدينة اعزاز في حلب ومنطقة اللجاة في درعا اشتباكات بين قوات نظامية ومجموعات منشقة تسببت في سقوط عدد من القتلى، في وقت افاد فيه ناشطون بأن القوات السورية اقتحمت مدينة نوى، بعد انشقاق حصل في المدينة التي تعرضت لحملة مداهمات واعتقالات وتخريب وقتل.
وتفصيلاً، اتفق اوباما ورئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، امس، على ضرورة ارسال مساعدات غير عسكرية الى المعارضة السورية، بما في ذلك معدات اتصالات، بحسب ما افاد نائب مستشار الامن القومي الاميركي، بن رودس.
واتفق اوباما واردوغان، اللذان اجتمعا في سيؤول، عشية قمة حول الأمن النووي، على ان اجتماع «اصدقاء سورية» الذي سيعقد في الأول من ابريل في اسطنبول، يجب ان يسعى الى تزويد المعارضة بالمساعدات غير القاتلة والإمدادات الطبية. وكانت واشنطن عبرت مرات عدة عن معارضتها تسليم اسلحة للمعارضين السوريين.
وكرر أوباما وأردوغان دعوتهما ايضا الى عملية انتقالية نحو حكومة شرعية في سورية. ويأتي هذا الاعلان فيما حذر الرئيس الروسي، ديميتري مدفيديف، امس، من ان خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سورية، كوفي انان، تشكل الفرصة الأخيرة لتجنب حرب اهلية في هذا البلد مقدماً دعماً كاملاً لمهمته.
وقال مدفيديف لأنان خلال لقائهما كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية «قد تكون هذه الفرصة الأخيرة لسورية لتجنب حرب اهلية دامية وطويلة الأمد»، مضيفاً ان روسيا ستقدم دعماً كاملاً على اي مستوى لمهمته. والتقى انان في موسكو ايضا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف. وسيزور انان ايضا بكين الثلاثاء والأربعاء لإجراء محادثات مع القادة الصينيين. وتأمل المجموعة الدولية ان تمارس روسيا ضغوطاً على دمشق لوقف العنف.
وكانت وزارة الخارجية الروسية اعلنت الجمعة ان هذه الزيارة تهدف الى تحليل سبل التوصل الى تسوية للنزاع السوري.
وشددت روسيا مجددا على القسم من المسؤولية، الذي تتحمله المعارضة السورية والأطراف التي تدعمها. واعتبر المستشار الدبلوماسي الرئيس للكرملين، سيرغي بريكودكو، انه من المتعذر وقف النزاع من دون وقف الإمدادات بالأسلحة للمعارضة من الخارج.
من جهتها، شددت موسكو على الدوام على حقها في تزويد النظام السوري بأسلحة، وهو حليفها منذ الحقبة السوفييتية واحد ابرز مشتري المعدات العسكرية الروسية.
دبلوماسياً، صرح الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ان تنحي الرئيس السوري لن يكون مطروحا خلال القمة العربية، التي تستضيفها بغداد في 29 الشهر الجاري، موضحا ان القمة ستبحث الموضوع السوري بندا اساسيا في اطار القرارات التي صدرت من المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية.
وبدأ نائب وزير الشؤون الخارجية الروسي والممثل الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، زيارة الى الجزائر للتشاور حول الوضع في سورية، كما افاد امس مصدر دبلوماسي روسي.
وسيلتقي بوغدانوف خلال زيارته التي تستمر الى مساء غد، وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، لبحث الخطوات المشتركة للبلدين حول الأزمة السورية، بحسب المصدر نفسه.
وميدانياً، تجدد القصف صباح امس على احياء في مدينة حمص في وسط سورية، بعد ليل شهد تظاهرات تطالب باسقاط النظام السوري لا سيما في دمشـق ومحيطها وحلب، بحسب ما افاد ناشطون.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان ان قوات النظام استأنفت قصفها على احياء باب هود والخالدية والحميدية وحمص القديمة في مدينة حمص، مشيرة الى ان اصوات الانفجارات هزت المدينة. كما تحدثت عن قصف ليلي على مدينة اعزاز في محافظة حلب (شمال).
واشار اتحاد تنسيقيات حلب الى اشتباكات في اعزاز تترافق مع حركة نزوح للأهالي.
كما تدور اشتباكات في منطقة اللجاة في محافظة درعا (جنوب) اثر اقتحام قوات عسكرية كبيرة، تضم الاف الجنود وعشرات الآليات العسكرية، المنطقة.
ونفذت القوات الأمنية حملة مداهمات في مدينة نوى في المحافظة، قتل فيها خمسة عناصر على الأقل من مجموعة مسلحة منشقة، كما قتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن.
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان امس، ان مجموعة مسلحة منشقة استهدفت مفرزتي الأمن العسكري وامن الدولة في مدينة النبك، في ريف دمشق، بقذائف «ار بي جي»، وشوهدت سيارات الاسعاف تتجه الى المنطقة بعد الهجوم.
وسارت تظاهرات ليلية في احياء برزة والقدم والميدان في دمشق. وقال الشامي ان قوات النظام شنت حملة اعتقالات ومداهمات في المنطقة المحيطة بجامع القدم الكبير وحارة جورة الشريباتي. كما سجلت تظاهرات في احياء الصاخور والحيدية وطريق الباب في مدينة حلب.
وفي بلدة معرة مصرين التي دخلتها قوات النظام قبل ايام، افاد المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب، عن تظاهرة مسائية نصرة لمدينة سراقب التي اقتحمتها قوات النظام وقامت بحملة اعتقالات فيها.
وفي محافظة حماة (وسط)، قتل مواطن في بلدة مورك التي تتعرض لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية السورية التي تنفذ حملة مداهمات واعتقالات فيها.
كما تتعرض بلدة قلعة المضيق في المحافظة لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف هاون مصدرها القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة.
في محافظة دير الزور (شرق) تنفذ قوات عسكرية وأمنية مشتركة حملة مداهمات واعتقالات في حي جعفر في مدينة القورية بحثاً عن مطلوبين للسلطات السورية اسفرت عن اعتقال خمسة مواطنين، بحسب المرصد.
وتسبب القصف بقذائف الهاون على حي الصفصافة في مدينة حمص (وسط) بإصابة ثلاثة مواطنين بجروح، بحسب المرصد.
وافاد ناشطون ان القوات السورية اقتحمت امس مدينة نوى في محافظة درعا، بعد انشقاق حصل في المدينة التي تعرضت لحملة مداهمات واعتقالات وتخريب وقتل.
وقال عضو اتحاد تنسيقيات حوران لؤي رشدان، لوكالة «فرانس برس» في اتصال هاتفي ان «دبابات القوات النظامية دخلت منذ ساعات الفجر الاولى مدينة نوى التي تعرضت لإطلاق نار عشوائي من رشاشات ثقيلة. كما نفذت هذه القوات حملة مداهمات واسعة واقتحامات لمنازل تم احراقها وتخريبها».
واوضح رشدان ان انشقاقا حصل في كتيبة من الجيش السوري في المنطقة، تلته اشتباكات ودخول الجيش، مشيرا الى ان هذا الاخير نفذ عمليات قتل همجية.
وكانت لجان التنسيق الوطنية اوردت في بيان ان الانشقاق حصل في الكتيبة الطبية جنوب نوى، قام على أثره جيش النظام باقتحام الحي المجاور للكتيبة وتطويقه بشكل كامل ومداهمة المنازل المحيطة وعاثوا فيها خراباً.
ووزعت لجان التنسيق شريط فيديو يظهر صور رصاص فارغ بكمية كبيرة في احد المنازل في نوى، بحسب التعليق المرفق بالشريط، ظهرت فيه ايضا بقعة كبيرة جدا من الدماء وآثار حرق وتكسير.
من جانبها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان مجموعة مسلحة استهدفت خطا لنقل مادة الغاز من حقول الجبسة (شمال شرق) الى حمص (وسط) عبر تفجيره بعبوة ناسفة عند منطقة بئر الجوف (شرق) سورية.
وكان وزير الكهرباء السوري اشار، الشهر الماضي، الى توقف عمل جزء من محطة الزارة ومحطة محردة (ريف حماة) بالكامل بعد توقف تزويدهما بالوقود بسبب التفجيرات التي استهدفت انابيب تغذيتها وذلك بالقرب من مدينة الرستن (ريف حمص).