صدام غائب حاضر في قمة بغداد
قبل 22 سنة، استضافت بغداد قمة عربية خاطب فيها الرئيس السابق، صدام حسين، بتعالٍ ضيوفه، وقام بعد شهرين بغزو الكويت، واليوم يبدو طيف الديكتاتور حاضراً في القمة الجديدة عبر تاريخه السياسي الطويل والحافل بالعداوات.
وفي الطريق من مطار بغداد يبرز خلف اشجار النخيل قبب القصور العملاقة الكثيرة التي تعكس شخصية صدام المتهم بجنون العظمة، وهذا ينطبق ايضاً على القصر الجمهوري الذي جدده ووسعه ليصبح احد ابرز رموز سلطته التي امتدت لأكثر من عقدين.
وبعض هذه القصور بنيت في الأساس ليسكن فيها القادة العرب خلال القمم العربية. ويستضيف القصر الجمهوري الدورة الـ23 للقمة العربية، وهو كان خلال السنوات الماضية مقراً للقوات الأميركية.
وقبل وصول القادة والوزراء الى القصر الجمهوري، لاشك انهم لمحوا عند دخولهم المنطقة الخضراء المحصنة، نصب قوس النصر، المكون من سيفين عملاقين صممهما صدام لساحة الاحتفالات العسكرية، وهو من النصب العسكرية القليلة المتبقية من زمنه. ويرمز هذا النصب لـ«انتصار العراق» على ايران في الثمانينات. وقال وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، للصحافيين في القصر الجمهوري الذي بات يعرف بالقصر الحكومي «هذا القصر الذي نحن فيه هو قصر صدام الذي خطط فيه لغزو الكويت».
وتوقف عن الكلام لبرهة ثم قال «سبحان الله»، معلناً مشاركة امير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح في القمة ضمن زيارة تاريخية. وقال دبلوماسي عربي لوكالة «فرانس برس» شارك في اجتماعات قمة بغداد عام ،1990 وكانت قمة طارئة «كان صدام متوتراً في تلك القمة».
واضاف الدبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان الرئيس السوري السابق حافظ الأسد لم يحضر حينها «لأنه كان لديه شك في ان صدام يريد استخدام القمة لأهداف معينة لم يكشف عنها، ومن تلك اللحظة كان قد بيت العزم على احتلال الكويت». واشار الى ان قمة بغداد السابقة «كانت قمة اراد فيها صدام تثبيت زعامته العربية». وقال زيباري «لقد عاد العراق الى ما كان عليه بل اقوى، لأن قوة العراق ستكون للخير وليس للشر كما كانت تستخدم في السابق». اما الدبلوماسي العربي فيقول «لا شك ان اول ما يأتي الى ذهن المسؤولين العرب، الذين يحضرون القمة، هو صورة صدام حسين».