طفلة سورية تحمل علم الاستقلال خلال تظاهرة ضد الأسد في مدينة طرابلس شمال لبنان. رويترز

أنان يدعو الأسد إلــى تطبيـق خطتـه فـوراً..وتظاهرات في جمعـة «خذلنا العرب والمسلمون»

طالب موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، كوفي أنان، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد بتطبيق خطته لوقف العنف في البلاد «فوراً»، غداة القمة العربية في بغداد، التي دعت النظام السوري والمعارضة الى الحوار. فيما خرجت عشرات التظاهرات ضد الأسد في مناطق سورية عدة، في ما أطلق عليه اسم جمعة «خذلنا العرب والمسلمون»، على الرغم من الانتشار العسكري والأمني، فيما نفذت القوات السورية حملة دهم وإحراق منازل في بلدة جرجناز في ريف إدلب، وقصفت بعنف الأحياء القديمة في مدينة حمص.

وأعلن أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، أنه يتعين على الرئيس السوري تنفيذ خطة الموفد الدولي «على الفور».

وقال «بوضوح، لم نلاحظ وقف الأعمال الحربية ميدانياً. هذا يثير قلقنا الشديد»، مشدداً على ان خطة أنان يجب تطبيقها «الآن».

وتدعو خطة أنان إلى وقف القتال من جميع الأطراف تحت اشراف الأمم المتحدة وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة انسانية لمدة ساعتين يومياً، لإفساح المجال لوصول العاملين الإنسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف، والإفراج عن المعتقلين على خلفية الأحداث.

من جهته، دعا المجلس الوطني السوري المعارض، أمس، في بيان، الى تنفيذ خطة مجلس الجامعة العربية الداعية الى تفويض الاسد صلاحياته الى نائبه فاروق الشرع لبدء عملية انتقالية. وأكد البيان ان المجلس الذي رحب بخطة أنان كما رحب من قبل بالخطة العربية التي تنص على تفويض الاسد صلاحياته الى نائبه، من اجل البدء بأي مفاوضات لنقل السلطة الى حكومة ديمقراطية، «ينتظر ان تتحول الأقوال الى افعال لبدء تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة». وطالب القرار الخاص بسورية الذي حظي بإجماع المشاركين في القمة العربية، أول من أمس، «المعارضة السورية بأطيافها كافة بتوحيد صفوفها واعداد مرئياتها من اجل الدخول في حوار جدي يقود الى تحقيق الحياة الديمقراطية التي يطالب بها الشعب السوري».

واعتبرت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية، أمس، أن مقررات القمة «امتداد لسياسة الأنظمة» القائمة على «إباحة التدخل الاجنبي» في سورية، ودفعها نحو حرب اهلية.

إلى ذلك، خرجت تظاهرات، أمس، في مناطق سورية عدة في جمعة «خذلنا العرب والمسلمون».

وفي دمشق، خرجت تظاهرة في حي جوبر عملت قوات الامن على تفريقها قبل ان تقع اشتباكات بينها وبين منشقين، بحسب ما افاد المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق، ديب الدمشقي.

وخرجت تظاهرات في حي القدم «نادت بإعدام الأسد وتسليح الجيش الحر»، واشتبكت قوات الامن مع متظاهرين في حي الميدان وألقت قنابل مسيلة للدموع ونفذت حملة اعتقالات، بحسب الدمشقي. وفي حي العسالي «الذي يشهد انتشاراً امنياً كبيراً وحصاراً، اقيمت تظاهرة داخل المسجد حاصرها الامن واعتقل عدداً من الاشخاص»، بحسب المصدر نفسه. كما خرجت تظاهرات في احياء القابون والحجر الاسود وكفرسوسة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي اشار الى «انتشار امني كبير في الأحياء التي تشهد تظاهرات».

وفي ريف دمشق، قال عضو مجلس قيادة الثورة في دوما، محمد السعي، إن تظاهرات خرجت من 12 مسجدا في مدينة دوما، واجه الامن تظاهرتين منها بإطلاق النار. وأشار السعيد الى انتشار دبابات الجيش في بعض مناطق المدينة، واطلاق نار كثيف في شارع الجلاء لتفريق تظاهرة خرجت من المسجد الكبير.

ورفع متظاهرون في مدينة عربين في ريف دمشق لافتات كتب عليها «صامدون حتى آخر نقطة دم»، و«سورية تنزف».

وفي دير الزور (شرق)، وقعت اشتباكات بين منشقين وقوات الامن التي حاولت تفريق تظاهرة في مدينة القورية، ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص.

وفي حلب (شمال)، افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب، محمد الحلبي، بخروج تظاهرات في المدينة، لاسيما في أحياء السكري وصلاح الدين والميسر وبستان القصر والمرجة ومساكن هنانو والصاخور والاشرفية، ردد فيها المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر، و«يا الله ما ضل غيرك يا الله»، في اشارة الى تخلي العرب والمسلمين عن الشعب السوري.

وأضاف الحلبي ان معظم التظاهرات ووجهت بإطلاق الرصاص لتفريقها.

وذكر الحلبي ان حي الصاخور الذي يشهد عادة تظاهرات كبيرة ضد النظام، تعرض، صباح أمس، لاقتحام سيارات الأمن حيث نفذت حملة اعتقالات.

وفي ريف حلب، اشار الحلبي الى خروج تظاهرات في عدد من مناطق الريف، لاسيما في مدينتي الباب وجرابلس.

وفي اعزاز التي شهدت اخيرا عمليات واسعة للقوات النظامية انتهت باقتحامها خرج مئات الاشخاص في تظاهرة رددوا فيها «خاين خاين.. الجيش السوري خاين». وفي حماة (وسط)، افادت لجان التنسيق المحلية بسماع اطلاق نار في ساحة العاصي «خلال محاولة المتظاهرين الوصول الى الساحة».

وفي ادلب (شمال غرب) التي تتركز فيها العمليات العسكرية للجيش النظامي اخيرا، خرجت تظاهرات في مناطق عدة في مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة وبلدات وقرى اخرى على الرغم من الانتشار العسكري والامني، بحسب المرصد.

وفي كفررومة اظهر مقطع بثه ناشطون على الانترنت متظاهرين يرفعون لافتة «أصعب سلاح بوجه السوريين تخلي العرب وصمت المسلمين».

وسقط 11 قتيلاً في مناطق مختلفة من سورية، أمس، معظمهم من المدنيين.

وتواصلت العمليات العسكرية وحملات الدهم التي ينفذها الجيش السوري، والاشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في مناطق عدة في البلاد.

وقال المرصد ان القوات النظامية السورية تنفذ حملة عسكرية في بلدة جرجناز في ريف معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب)، حيث تم احراق اربعة منازل. وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب، نور الدين العبدو، ان العملية مستمرة منذ يومين، وان قوات النظام «قصفت المشفى الميداني والمكتب الاعلامي» الذي يستخدمه ناشطون. وقتل شخص في مدينة معرة النعمان برصاص قناص، صباح أمس، وفقاً للمرصد.

وتتعرض قرية دير سنبل في ريف ادلب لقصف من القوات النظامية، اسفر عن سقوط جرحى مدنيين، وتدور اشتباكات بينها وبين عناصر منشقين.

وقال العبدو ان اكثر من 20 قذيفة سقطت، أمس، على دير سنبل.

وفي ريف دمشق، افاد المرصد باشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات مسلحة منشقة الليلة قبل الماضية، استمرت حتى الفجر في مدينتي حرستا وعربين في ريف دمشق، بعد استهداف مركز امني بقذيفتي «آر بي جي». كما «استهدف حاجز عسكري في وسط مدينة عربين»، بهجوم «أدى الى مقتل جندي من القوات النظامية وإعطاب آلية عسكرية ثقيلة». وفي دمشق، اقتحمت قوات امنية وعسكرية حي برزة ونفذت حملة مداهمات للمباني المحيطة بالساحة التي تنظم فيها عادة تظاهرات مناهضة للنظام.

وفي مدينة حمص (وسط)، قتل شخص برصاص قناص في حي الخالدية الذي يتعرض لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وتسمع فيه اصوات انفجارات شديدة.

وقتل شخصان إثر اطلاق الرصاص على سيارة كانت تقلهما قرب قرية بساس في الريف، بحسب المرصد. كما افاد المرصد بسقوط 15 قذيفة هاون على احياء باب تدمر والصفصافة والحميدية وبستان الديوان في مدينة حمص.

كما نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في حي الوعر في المدينة، حيث جالت سيارة الامن في الشوارع تدعو «الذين غرر بهم» الى تسليم انفسهم «مقابل ان يفرج عنهم فوراً على مرأى من فريق اعلامي مقرب من السلطة في المكان، بحسب المرصد. وتحدثت لجان التنسيق المحلية في بيانات عن اشتباكات صباحية عنيفة في حي غرب المشتل في حماه بين الجيش الحر وجيش النظام، و«اشتباكات عنيفة في منطقة غسان عبود في دير الزور».

الأكثر مشاركة