ليبيا تخفق في وقف قتال الميليشيات.. وهجرة إلى تونس

تظاهرة في سبها تطالب بوجود الجيش الوطني. رويترز

قال مسؤول محلي في ليبيا إن اشتباكا وقع بين ميليشيات متناحرة في غرب البلاد بالأسلحة الثقيلة لليوم الثالث، أمس، بعد أن أخفقت الحكومة، التي تلقى صعوبة بالغة في بسط سيطرتها على البلاد، في إقناع الجانبين بوقف القتال، فيما قال مصدر رسمي إن الآلاف من الليبيين بدأوا بالتدفق إلى تونس، إثر تدهور الأوضاع الأمنية في بلادهم، بسبب تزايد المواجهات المسلحة بين الثوار.

وأعلن المجلس الوطني الانتقالي، في وقت لاحق، أن ما لا يقل عن 14 شخصا قتلوا واصيب 80 آخرون بجروح من المعارك بين مجموعات مسلحة غرب ليبيا.

وتمثل الاشتباك بين الأقلية الأمازيغية وجيرانهم من العرب، في بلدة زوارة، مثالا للنزاعات العرقية والقبلية، التي تشهدها ليبيا منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الزعيم الراحل معمر القذافي.

وقال المسؤول إن ميليشيات من داخل زوارة، وهي بلدة تسكنها أغلبية أمازيغية على ساحل البحر المتوسط، على بعد نحو 120 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة الليبية طرابلس، تبادلت نيران الأسلحة الثقيلة مع مقاتلين من منطقتي الجميل ورقدالين المجاورتين. وقال أيوب سفيان، من المجلس المحلي في زوارة، إن رجلا قتل وأصيب خمسة من جانب زوارة. وقال إن هناك اشتباكات عنيفة عند مدخل رقدالين، وقصفا عنيفا من الجميل على زوارة. وأضاف أن ممثلين من الجيش الوطني حاولوا التوسط في وقف لإطلاق النار، أول من أمس، لكنه لم يصمد. وصرح سفيان بأن مقاتلي زوارة توقفوا عن إطلاق النار لكن الجميل ورقدالين لم توقفا القصف، لذلك تلقى مقاتلو زوارة أوامر بالهجوم. ورفض نائب وزير الداخلية الليبي التعقيب. وتقع زوارة على الطريق الرئيس الذي يربط بين طرابلس وتونس المجاورة، وهو مسار إمداد حيوي للعاصمة الليبية. وقال مسؤول بوزارة الداخلية لـ«رويترز»، إن المواجهة بدأت الأحد الماضي، عندما أطلقت مجموعة من رجال زوارة يقومون بالصيد من باب الترفيه النار على شخص من الجميل دون قصد، واحتجزوا لفترة قصيرة، ما أثار غضب سكان زوارة.

في السياق نفسه، ذكرت الإذاعة التونسية الرسمية أن المعبرين الحدوديين التونسيين «رأس الجدير»، و«الذهيبة» سجلا حركة كبيرة، منذ تجدد المعارك بين مقاتلين من مدينتي «زوارة» و«جميل» في غرب ليبيا، على الحدود مع تونس.

وأشارت إلى أن تدفق الليبيين على تونس، الذي بدأ الليلة قبل الماضية، تطور بشكل لافت على مستوى معبر «رأس جدير»، حتى «تراوح عدد الوافدين الليبيين بين 10 و12 ألف مسافر، في 24 ساعة». وقال شاهد عيان إن المئات من السيارات الليبية مازالت تنتظر في طابور طويل انتهاء الإجراءات، لدخول الأراضي التونسية عبر «رأس جدير».

تويتر