«الوفد» يرشح عمرو موسى رسمياً لخوض انتخابات الرئاسة

«الأزهر» والكنيسة القبطية يتمـسكان بمقاطعة لجنة الدستور ويرفضان «دكتاتـورية الأغلبية»

مصريون يعبرون من فوق الجدران الخرسانية التي لاتزال موجودة في قلب القاهرة. إي.بي.إيه

أعلنت مؤسسة الازهر والكنيسة القبطية، أمس، تمسكهما بالانسحاب من اللجنة التأسيسية لوضع الدستور المصري الجديد واكدا رفضهما «دكتاتورية الاغلبية»، في إشارة الى الاغلبية التي يتمتع بها الاسلاميون في البرلمان المصري، فيما أعلن حزب الوفد في مصر، دعمه المرشح عمرو موسى لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية استناداً إلى «جذوره الوفدية».

وتفصيلاً، قال قائمقام بابا الاقباط الارثوذكس الانبا باخوميوس (الذي يترأس الكنيسة منذ وفاة البابا شنودة الثالث) في مؤتمر صحافي عقب اجتماع عقده مع شيخ الازهر أحمد الطيب، تمسك الكنيسة بقرارها الانسحاب من اللجنة التأسيسية، مؤكداً أن هذه اللجنة «لا تعبر عن كل اطياف الشعب، والديمقراطية لا تعني دكتاتورية الاغلبية».

وأكد المتحدث باسم مؤسسة الازهر محمود عزب، في المؤتمر الصحافى نفسه انه «لابد ان يتوافق الشعب المصري» على تشكيلة اللجنة التأسيسية لتكون معبرة عن المصريين جميعاً، مؤكدا اتفاقه مع الانبا باخوميوس على ان «الديمقراطية لا تعني دكتاتورية الاغلبية». واضاف «إننا متمسكون بموقفنا من الانسحاب، والازهر يحترم مجلس الشعب، ويأمل في ان يتم ضبط الامور في ما يتعلق باللجنة التأسيسية حتى يطمئن الشعب كله»، موضحاً أنه في حال تعديل تشكيلة اللجنة التأسيسية: «سيعود الازهر إليها من أجل التوافق على الدستور».

واعتبر المتحدث باسم الازهر انه يمكن حل الخلاف الناشئ حول اللجنة التأسيسية لوضع الدستور من خلال القضاء. وقال «يمكننا ان نتوجه الى المحكمة الدستورية العليا لحسم الامر».

وتشهد مصر منذ اكثر من اسبوع صراعا سياسيا حادا حول اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، بعد ان انسحبت منها كل الاحزاب الليبرالية والازهر والكنيسة القبطية والمحكمة الدستورية العليا وبعض النقابات والشخصيات المستقلة، احتجاجا على هيمنة الاسلاميين عليها.

وتأتي هذه الازمة فيما أثار إعلان جماعة الاخوان المسلمين السبت الماضي ترشح نائب المرشد العام خيرت الشاطر لانتخابات الرئاسة انتقادات واسعة من قبل القوى السياسية الاخرى، التي اعتبرت ان هذا القرار يعكس رغبة الجماعة، التي تتمتع بالاكثرية في البرلمان، في «السيطرة» على كل مقاليد السلطة في البلاد.

من ناحية أخرى، قال عضو الهيئة العُليا لحزب «الوفد» طارق تهامي، للصحافيين في ختام اجتماع عقدته قيادات الحزب، الليلة قبل الماضية، إن «الهيئة العليا للحزب اختارت عمرو موسى المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية ليكون المرشح الوحيد الذي سيدعمه الحزب بالانتخابات». وأضاف ان أعضاء الهيئة العُليا وافقوا بأغلبية كبيرة على تأييد موسى بعد اجتماع استمر نحو ست ساعات.

وأوضح تهامي أن «اختيار موسى مرشحاً لحزب الوفد يعد طبيعياً، نظراً لوجود جذور وفدية لموسى، ولأنه المرشح الرئاسي الوحيد الذي قام بأكثر من زيارة لمقر حزب الوفد، ومن المحتمل قيامه بزيارة للحزب خلال الساعات القليلة المقبلة».

من جانبه، أكد المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان في أوروبا الدكتور كمال الهلباوي، أن توافق التيارات الإسلامية على مرشح واحد لخوض الانتخابات الرئاسية أمر عسير للغاية. ورأى في المقابل أن القوى الليبرالية إذا اجتمعت خلف مرشح واحد فقد يهزمون الإسلاميين. وشدد الهلباوي في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية على أنه «من الصعب جدا توحيد التيارات الإسلامية على مرشح واحد إلا إذا استخدموا العقل والتجرد الكامل الذي قال به الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة وطبقوا المعايير القرآنية في الاختيار دون أي تمييز للوضع التنظيمي».

في السياق نفسه، كشفت خديجة خيرت الشاطر ابنة مرشح الإخوان لانتخابات الرئاسة إن والدها تأكد من ازدواجية جنسية والدة المرشح لانتخابات الرئاسة حازم أبواسماعيل. ودعت إلى ما أسمته «ثورة لتصحيح المسار من أجل وحدة الصف وإعادة الألفة والتراحم».

تويتر