تظاهرة ضد الأسد أمام السفارة السورية في عمان. رويترز

عشرات الآلاف يتحدّون الانتشـار الأمني ويتظاهرون ضد الأسد

خرج، أمس، عشرات آلاف السوريين في تظاهرات عمت المناطق السورية، على الرغم من الانتشار الأمني الكثيف، في ما أطلق عليه ناشطون اسم «جمعة من جهز غازيا فقد غزا»، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وتسليح الجيش السوري الحر. فيما شنت قوات الأسد تدعمها الدبابات عمليات واسعة في ريفي دمشق وحلب وقصفت أحياء حمص، واشتبكت مع مقاتلي المعارضة قبل أربعة أيام من موعد انسحاب القوات، الذي وافق عليه الاسد في إطار خطة وضعها مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي أنان، ما أسفر عن مقتل 29 شخصا بينهم 16 مدنيا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المشاركين إن عشرات الآلاف تظاهروا، أمس، ضد الأسد على الرغم من العمليات العسكرية المستمرة في مختلف مناطق البلاد.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس»، إن تظاهرات خرجت من درعا في الجنوب، مرورا بدمشق وحلب، وصولا الى القامشلي ودير الزور في الشمال، «لكن الأعداد تتفاوت من منطقة الى أخرى، بحسب الانتشار الأمني والعمليات العسكرية».

ففي دمشق، خرجت تظاهرات طيارة في أحياء قدسيا والميدان والعسالي والقدم والمزة، على الرغم من الانتشار الأمني الكثيف، نادت بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر، بحسب ما افاد عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي، الذي أشار الى مهاجمة قوات الأمن المتظاهرين وتنفيذ حملة اعتقالات.

ورفع المتظاهرون في حي القابون لافتات، كتب عليها «الساحات العامة ستشهد الملايين عند سحب الحواجز».

وفي ريف دمشق، خرجت تظاهرات عدة، أكبرها في الزبداني.

وفي حلب (شمال)، ثانية أكبر المدن السورية، أعلن المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي خروج 32 تظاهرة، في احياء المدينة، لاسيما أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والمرجة ومساكن هانو وبستان القصر والسكري والميسر والصاخور والشعار.

وقال الحلبي إن أعداد المتظاهرين تراوح بين المئات والالاف بحسب المناطق، مشيرا الى ان «التظاهرة الاكبر حتى اليوم سجلت في حي القصور، وشارك فيها الآلاف».

وأضاف أن تظاهرة كبيرة جرت في حي صلاح الدين، «إذ نجح المتظاهرون القادمون، من ثلاثة مساجد مجاورة، في الالتقاء في نقطة واحدة».

وطغت على التظاهرات الشعارات والهتافات المتضامنة مع مناطق ريف حلب، التي بدأت فيها أول من أمس، عملية عسكرية واسعة النطاق للقوات السورية النظامية. وقال الحلبي إن «معظم التظاهرات ووجهت بإطلاق الرصاص للحيلولة دون التقاء التظاهرات»، مشيرا إلى اعتقال أكثر من 30 متظاهرا.

وأضاف الحلبي اللافت كان خروج تظاهرات في مدن تعرضت أول من أمس، للقصف مثل تل رفعت وحريتان وحيان في الريف، حيث هتف المتظاهرون «خاين خاين الجيش السوري خاين».

وفي حماة (وسط)، خرجت تظاهرات في أحياء جنوب الملعب والقصور والشيخ عنبر والحميدية من المدينة، للمطالبة بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر، وتضامنا مع المدن المحاصرة التي واجهتها قوات الأمن بإطلاق النار، بحسب ما أفاد عضو مجلس قيادة الثورة في حماة (أبوغازي).

وقال (أبوغازي)، إن أحياء في المدينة شهدت إطلاق نار متقطعا، تزامنا مع موعد خروج التظاهرات، مشيرا إلى تعرض مدينة كرناز للقصف عقب خروج التظاهرات فيها.

وأضاف أن القوات النظامية اقتحمت صباح أمس، منطقة وادي الجوز في حماة، مشيرا الى قيام عناصر الأمن «بتحطيم بعض المحال التجارية، وإحراق عدد من البيوت».

وفي ريف حماة، خرجت تظاهرات ضد الأسد، في كفرنبودة وبلدة خطاب.

وفي الحسكة (شمال شرق)، خرجت تظاهرات حاشدة في المالكية والقحطانية والهول تهتف بإسقاط النظام، بحسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية.

وفي درعا (جنوب)، أفاد عضو تنسيقيات حوران لؤي رشدان، بأن محافظة درعا شهدت، أمس، «أكبر تظاهرات، مقارنة مع الأسابيع الماضية».

وأوضح رشدان أن ازدياد حدة العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الأسد، وغضب السكان من عدم تسليم القوى الأمنية جثث القتلى إلى ذويهم، واعتماد النظام سياسة حرق المنازل، ولدت غضبا شعبيا كبيرا في المحافظة.

وقال رشدان إن آلاف المتظاهرين خرجوا في بصر الحرير، ومدينة ابطع التي التقى المتظاهرون الخارجون من مختلف مساجدها في ساحة واحدة، ومدينة الحارة، والغارية الغربية. وأوضح أن قوات الأمن «هاجمت المتظاهرين، واعتقلت عددا منهم في النعية وأنخل ودرعا المحطة».

وفي حمص (وسط)، وعلى الرغم من العمليات العسكرية المستمرة على المدينة، أظهرت مقاطع بثت على «الإنترنت»، تظاهرة في حي الوعر.

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، ذات الأغلبية الكردية خرجت تظاهرات حاشدة، رفعت فيها الأعلام الكردية والأعلام السورية قبل حزب البعث، وردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل الرئيس السوري.

على الصعيد الميداني، قتل 29 شخصا بينهم 16 مدنيا وتسعة عسكريين وأربعة منشقين، بقصف للقوات النظامية واشتباكات مع منشقين وإطلاق نار.

ففي مدينة حمص (وسط)، قتل 10 مواطنين بينهم اربعة مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة، إثر القصف وإطلاق النار الذي تعرضت له أحياء عدة في المدينة.

وفي ريف حمص، قتل جندي من القوات النظامية، وانشق آخرون في اشتباكات مع مجموعات مسلحة منشقة في بلدة مهين.

وجرح عشرات الأشخاص، إثر إطلاق القوات النظامية النار في مدينة الحولة.

وفي ريف دمشق، قتلت سيدة في منزلها بإطلاق نار عشوائي من القوات النظامية في مدينة دوما.

وفي مدينة الضمير في ريف دمشق، قتل جندي في اشتباكات عنيفة مع منشقين، أثناء اقتحام القوات النظامية المدينة.

وقتل ثلاثة جنود نظاميين في الاشتباكات، التي وقعت ليلا في سقبا ومحيط عربين وبساتين الغوطة الشرقية.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، عثر على جثمان رجل في مدينة خان شيخون كانت القوات النظامية اعتقلته بعد منتصف الليلة قبل الماضية.

وفي ريف حلب (شمال)، قتل سبعة مواطنين من بينهم سيدة، كما قتل اربعة جنود نظاميين في اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في عندان وحريتان.

وفي محافظة حماة (وسط)، قتل رجل في بلدة حلفايا في ريف حماة، إثر إطلاق نار عشوائي من القوات النظامية.

وتواصلت العمليات العسكرية للقوات السورية النظامية والاشتباكات مع منشقين.

وجرت اشتباكات بريف دمشق وتظاهرات ليلية بمناطق عدة في البلاد تطالب بإسقاط الأسد.

ففي ريف دمشق، تجددت الاشتباكات، أمس، بين مجموعات منشقة والقوات النظامية التي اقتحمت، أول من أمس، مدينة دوما بحسب المرصد، فيما قال عضو مجلس قيادة الثورة في دوما محمد السعيد إن القوات النظامية تستهدف بالقصف أحياء المدينة. وشهدت مدينة سقبا ليلا اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، تلاها منذ صباح أمس، حملة دهم وإحراق للمنازل، بحسب ما أفاد مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق. ووقعت اشتباكات عنيفة في مدينة كفربطنا حيث سمع دوي انفجارات قوية، وانتشرت تعزيزات للقوات النظامية.

وشهدت مدن حرستا والزبداني ومضايا والقلمون، خصوصا قارة والغوطة الشرقية ومعضمية الشام «دهماً وتعزيزات واعتقالات واستمرار الانتشار الأمني في المناطق كافة، رغم إعلان النظام التزامه بخطة كوفي انان»، بحسب مجلس قيادة الثورة.

وأشار مجلس قيادة الثورة إلى قيام القوات النظامية باقتحام التعلة في حرستا، واقتحام قرية جراجير بالقلمون بالدبابات، وتوجه الدبابات إلى قارة مع تحليق مروحي في سمائها. وفي ريف دمشق، خرجت تظاهرات طلابية ومسائية في داريا والزبداني وكفربطنا ويبرود وعين منين والتل وعرطوز وزملكا، بحسب المصدر نفسه. وفي دمشق خرجت تظاهرات مسائية في حيي المزة وبرزة هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام. وفي مدينة حمص (وسط)، تعرضت احياء القرابيص والخالدية وجورة الشياح والقصور لسقوط قذائف بحسب ناشطين في المدينة.

كما تعرضت مدينة الرستن في ريف حمص لقصف بالرشاشات الثقيلة ومدافع الهاون من قبل القوات النظامية، التي تحاصر المدينة منذ أشهر، وتحاول اقتحامها.

الأكثر مشاركة