الجزائر تعلن الحداد 8 أيام على أحمد بن بله

أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الحداد الوطني لثمانية أيام على أحمد بن بله أول رئيس للجزائر المستقلة (1962-1965) الذي توفي أمس عن عمر ناهز 96 عاما بمنزله بالعاصمة الجزائرية.

وذكر بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية إن بن بله سيشيّع إلى مثواه الأخير بعد صلاة يوم الجمعة المقبل بمربع الشهداء بمقبرة العالية بالضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية التي يدفن فيها كبار المسؤولين الجزائريين.

وقال بوتفليقة في رسالة تعزية بعث بها إلى عائلة بن بله "إن الجزائر فقدت رجلا من رجالاتها التاريخيين العظام وحكيم من صفوة حكماء إفريقيا المتبصرين".

وأضاف "لقد اقترن اسم الفقيد بتاريخ الحركة الوطنية وثورة التحرير الظافرة وبناء الدولة الحديثة وترك بنضاله مآثر في مسيرة الجزائر ونهضتها منذ كان على رأس المنظمة الخاصة (التي فجرت ثورة التحرير) لحركة انتصار الحريات الديمقراطية في أربعينيات القرن المنصرم".

ويعد بن بله أول رئيس للجمهورية بعد استقلال الجزائر (1962-1965) إلا أنه أطيح به في انقلاب على يد وزير الدفاع (الرئيس الراحل) هواري بومدين ومكث في السجن 15 عاما كاملة إلى أن توفي بومدين حيث أفرج عنه الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد العام 1980 وسمح له بمغادرة البلاد ثم ما لبث أن عاد إلى الجزائر العام 1990 بعد إلغاء نظام الحزب الواحد ودخول البلاد في التعددية السياسية وأنشأ حزبا أطلق عليه اسم الحركة من أجل الديموقراطية في الجزائر والتي حلّت نفسها بعد سنوات.

وحاول بن بله الذي يعد من القادة التاريخيين لثورة التحرير الكبرى (1954-1962) اقتحام العمل السياسي المعارض من جديد لكن كبر سنه حال دون تمكنه من مسايرة الوضع بالخصوص بعد دخول البلاد في دوامة عنف مسلح العام 1992 بين الحكومة والجماعات المتشددة عقب إلغاء الجيش لنتائج الإنتخابات البرلمانية التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة حاليا.

وأعلن بن بله الذي وصف نفسه بالناصري بسبب علاقاته المتينة مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، تأييده لسياسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في بسط المصالحة في البلاد.

وقد أعاد له بوتفليقة الذي كان من بين المهندسين للانقلاب الذي أطاح به الاعتبار كرئيس سابق للبلاد، وألغى الاحتفال السنوي بيوم الانقلاب عليه الذي كان يطلق عليه النظام الجزائري "التصحيح الثوري".

وكان آخر منصب شغله بن بله قبل وفاته عضو مجموعة حكماء إفريقيا للوقاية من النزاعات.

تويتر