جنرال نرويجي في دمشق اليوم للإعداد لوصول المراقبين الدوليين
خروقات بعـد بدء وقف النــار فـي سورية.. والمعارضة تدعو إلى التظاهر
شهد وقف إطلاق النار في سورية، الذي دخل حيز التنفيذ صباح امس، خروقاً تسببت في سقوط قتلى، وسط تبادل اتهامات من النظام والمعارضة بمحاولة تقويض خطة الموفد الدولي كوفي انان، تزامنت مع الإعلان من جنيف ان الجنرال النرويجي روبرت مود، سيتوجه اليوم الى دمشق للإعداد لوصول المراقبين الدوليين المكلفين التحقق من وقف النار. وفيما دعت المعارضة إلى التظاهر السلمي، قائلة إن الالتزام بوقف النار يعتبر التزاماً جزئياً، دعت دمشق ، المسلحين الذين «لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين» إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم، كما دعت المواطنين الذين «اضطروا مرغمين» إلى مغادرة منازلهم إلى العودة إليها.
وفي التفاصيل، قتل أربعة سوريين بنيران الأمن، بعد سريان وقف إطلاق النار صباح امس، بموجب المهلة التي حددتها خطة أنان. وأوضحت الهيئة العامة للثورة السورية أن قتيلين سقطا برصاص الأمن في مدينة سراقب بإدلب، وقتيلا أعدم ميدانيا في بلدة الصفصافية بريف حماة، وآخر في ريف دمشق. وقال نشطاء إن قوات الأمن السورية قتلت مهدي ابراهيم الاحمد من بلدة الصفصافة، المطلوب إلقاء القبض عليه، بعد أن رفض التوقف عند نقطة تفتيش.
وفي خروق أخرى لوقف إطلاق النار، أفادت الهيئة أيضاً بإطلاق نار كثيف على متظاهرين في مدينة البوكمال بدير الزور، وفي إدلب أطلق الجيش النظامي الرصاص من رشاشات ثقيلة على محيط المدينة، كما سمع دوي انفجار ضخم في جبل الزاوية.
وجدد الجيش النظامي قصفه على حي القرابيص في حمص، كما قام قناصة من قوات النظام بإطلاق النار في حيي جورة الشياح وباب دريب بحمص أيضا، حسب ناشطين. وفي حمص القديمة أفادت الهيئة بتساقط قذائف هاون أطلقت من قلعة حمص، حيث تتمركز قوات النظام. كما ذكر ناشطون في حماة أن عدداً من الأشخاص أصيبوا عندما قصفت قوات النظام منطقة سهل الغاب.
وفي مناطق ريف دمشق الغربي قال سكان إن أصوات إطلاق رصاص سمعت عند السابعة صباحاً، بعد سريان وقف إطلاق النار في محيط بلدة سرغايا القريبة من الحدود السورية - اللبنانية، بينما بقيت القوات الحكومية في المناطق التي تتمركز فيها ولم يلحظ عودتها إلى ثكناتها.
وقال ناشط في حمص يدعى يزن «الدبابات والقناصة والجنود لايزالون موجودين هناك. لم يذهبوا إلى أي مكان». وأضاف «الناس حذرون ويعتقدون أن وقف إطلاق النار مؤقت.. لا يغادر أحد منزله». وظهر جنود سوريون في لقطات فيديو قصيرة صورت خلسة من أدوار عليا في مبان مهدمة أو عبر فتحات أحدثتها الدبابات في الجدران وبدوا في حالة استرخاء وكأنهم يستمتعون بالهدنة.
من جانبه، أعلن التلفزيون الرسمي السوري ان ضابطاً في الجيش السوري قتل واصيب 24 شخصاً آخرين بينهم ضباط وجنود ومدنيون في تفجير عبوة ناسفة قامت به مجموعة مسلحة في حلب في محاولة لضرب استقرار سورية ونسف خطة انان.
في الاثناء أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس من جنيف ان الجنرال النرويجي روبرت مود سيكون في سورية اليوم للاعداد لوصول المراقبين الدوليين الذين اعرب عن الامل بنشرهم في الاراضي السورية في أسرع وقت ممكن. وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي «نعمل مع مجلس الامن بهدف ارسال فريق مراقبين باسرع وقت ممكن»، واصفا الوضع على الارض في سورية بانه اكثر هدوءاً بعد ساعات من دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ.
على صلة، قال المندوب الروسي في الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، ان مجلس الأمن الدولي قد يصدر اليوم قراراً بشأن ارسال قوة مراقبة دولية الى سورية.
وصرح تشوركين للصحافيين بأن روسيا، التي استخدمت حق النقض لمنع صدور قرارين ينددان بسورية، ستدعم القرار وتريد ان ترى مراقبين في سورية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير.
في المقابل، دعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، أمس، السوريين إلى التظاهر بعد وقف إطلاق النار في سورية، وطالب الدول الداعمة لخطة أنان بتأمين وسائل حماية الشعب في هذه التظاهرات. وقال غليون إن الاحتجاجات التي ستخرج اليوم ستكون أول امتحان كبير لوقف إطلاق النار. وأضاف «الشعب السوري سيخرج في تظاهرات بأكبر ما يمكن لكي يظهر الشعب إرادته».
وقال غليون لـ«فرانس برس» ندعو الشعب إلى التظاهر للتعبير عن نفسه، والحق بالتظاهر السلمي نقطة أساسية من نقاط خطة أنان. وأضاف أن التظاهر حق مطلق للشعب السوري، لأنه لا قيمة لوقف إطلاق النار إلا بسبب سماحه للشعب بالتظاهر.
وطالب رئيس المجلس الوطني جميع الدول التي تؤيد مهمة أنان أن تراقب تطبيقها بحذافيرها. وأوضح أن المعارضة لا تثق بالنظام، خصوصاً مع عدم انسحاب القوات العسكرية بعد من الشوارع، مشيراً إلى أن النظام أكد بقاء القوات متأهبة، متسائلاً عن معنى وقف إطلاق نار مع تأهب لإطلاق النار في أي لحظة.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية ان اي تظاهرة يجب ان تحصل على ترخيص من الجهات المختصة، ودعت المواطنين الى التقيد، مؤكدة ان التظاهر السلمي حق كفله القانون.
وقالت حركة المعارضة السورية الرئيسة إن الالتزام بوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وبدأ سريانه في سورية يعتبر التزاماً جزئياً، إذ إن الأسلحة الثقيلة والقوات الحكومية لاتزال منتشرة في المدن. وقالت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني في إفادة صحافية في جنيف «ما من دلائل على حدوث انسحاب كبير». وأضافت أن «الالتزام بوقف إطلاق النار التزام جزئي فقط، والواضح بالنسبة لنا أن وقف إطلاق النار يتضمن انسحاب كل الأسلحة الثقيلة من المدن والمناطق السكنية، وهذا لم يحدث».
وأعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل امس التزامها الكامل بوقف اطلاق النار، مطالبة بارسال مراقبين دوليين مباشرة الى سورية لمراقبة وقف اطلاق النار. وقال المتحدث باسم القيادة المشتركة العقيد الركن قاسم سعد الدين، في اتصال مع وكالة فرانس برس: «نحن ملتزمون بوقف إطلاق النار مائة بالمائة، ولن نرد على استفزازات النظام».
رسمياً أيضا، دعت وزارة الداخلية السورية امس اللاجئين السوريين الذين فروا من أعمال العنف للعودة إلى منازلهم. وأورد التلفزيون السوري أن الوزارة تدعو المواطنين الذين اضطروا إلى مغادرة بيوتهم، سواء داخل سورية أو إلى دول مجاورة، للعودة وعدم الالتفات للدعايات والأخبار المضللة.
ودعت الوزارة المسلحين الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم، إلى أقرب مركز للشرطة، ليتم الإفراج عنهم ووقف التبعات القانونية بحقهم. وتأتي دعوة السلطات السورية المسلحين الى تسليم أنفسهم والمواطنين الى العودة الى منازلهم، في وقت دخل فيه وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ. وكانت وزارة الدفاع السورية أعلنت، اول من أمس، وقف مهام القوات المسلحة السورية اعتباراً من صباح اليوم، بعدما نفّذت مهامها بنجاح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news