هجليج عاصمة النفط السوداني

احتلت قوات دولة جنوب السودان منطقة هجليج الغنية بالنفط، الثلاثاء الماضي، التي تتبع السودان، في خطوة يبدو من خلالها ان دولة الجنوب تريد مقايضة هذه المنطقة بمنطقة ابيي الغنية بالنفط، والمتنازع عليها بين البلدين. تقع منطقة هجليج قرب الحدود مع دولة جنوب السودان، وتبعد نحو 45 كلم إلى الغرب من منطقة أبيي الواقعة بولاية جنوب كردفان السودانية. وتعد هجليج من المناطق الغنية بالنفط والمهمة بالنسبة للاقتصاد السوداني، حيث توجد بها قرابة 75 بئراً من النفط تغذي الاقتصاد السوداني بإنتاجية 110 آلاف برميل يومياً.

وتقع في هجليج المحطة الرئيسة التي تضخ نفط الجنوب والشمال على السواء، ومنشآت معالجة النفط الخام للنفط السوداني، الجنوبي والشمالي، وخزانات للوقود الخام بسعة تزيد على 400 ألف برميل، ومعسكرات لموظفي وعمال الشركات المحلية والأجنبية العاملة في النفط، بجانب محطة كهرباء تغذي كل حقول النفط في المنطقة. وتعد من الناحية الاستراتيجية البوابة الرئيسة لولايات جنوب وشمال كردفان وشرق وجنوب دارفور، نظراً لامتداد سكانها الذين ينتمون قبلياً إلى الولايات المذكورة، كقبائل المسيرية والرزيقات وبعض قبائل الشمال الأخرى.

ويعد نفط هجليج مورداً مهماً للخزينة السودانية من العملات الاجنبية، وداعما للاستهلاك المحلي من النفط بسبب وجود معظم إنشاءات البترول الرئيسة هناك. وقد أسهم وجود شركات النفط بالمدينة في التنمية المحلية والتقليل من حدة البطالة في كثير من المناطق المجاورة لها.

وتدير حقل هجليج شركة النيل الكبرى للبترول، وهي كونسورتيوم يتكون من شركات صينية وماليزية وهندية وسودانية، وتخطط الشركة لزيادة انتاج الحقل الى 70 ألف برميل يومياً من 60 ألف برميل يومياً. وبدأ الانتاج من حقل هجليج في 1996 بعد تطوير الحقل وحقول ولاية الوحدة التي تعد الآن الأكبر في المنطقة، ويمتد أنبوب نفطي بطاقة 450 ألف برميل يومياً لمسافة 1000 ميل من حوض المجلد الى قرب ميناء التصدير بورسودان لنقل النفط من هجليج والوحدة والحقول الصغيرة المجاورة لهما.

وتمتد الحقول النفطية داخل أراضي البلدين، بينما يقع حقل الوحدة بأكمله في الجنوب، ولاتزال أجزاء من المنطقة الحدودية حول حقل هجليج في المنطقة (2) محل نزاع. وفي 2009 قضت المحكمة الدائمة للتحكيم الدولي في لاهاي بأن حقلين نفطيين في تلك المنطقة (هجليج وبامبو) يتبعان الشمال.

الأكثر مشاركة