حميش: لابدّ من التنسيق والتخطيط مع جميع الأطراف في سورية. أ.ف.ب

المراقبون يتحدثون عن مهمة «صـعبة».. وموسكو تتّهم دولاً بـ «إفشال» خــطة أنان

أكد رئيس فريق المراقبين الدوليين في سورية، الكولونيل المغربي أحمد حميش، أن مهمة الفريق «صعبة» في سورية مع استمرار أعمال العنف، مشدداً على ضرورة التنسيق «مع جميع الأطراف»، بينما اتهمت موسكو دولاً عدة بالسعي لإفشال خطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، كوفي أنان. في وقت واصلت فيه القوات السورية النظامية عملياتها، وقصفت أحياء عدة في مدينة حمص (وسط) ودرعا (جنوب) ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى.

وقال رئيس فريق المراقبين في سورية في تصريح مقتضب للصحافيين، إن مهمة البعثة «صعبة».

وأضاف «لابد من التنسيق والتخطيط والعمل خطوة خطوة، الأمر ليس سهلاً ولابد من التنسيق مع جميع الأطراف، مع الحكومة بالدرجة الأولى ثم مع جميع الأطراف».

ووصلت طليعة البعثة المؤلفة من ستة اشخاص، مساء الأحد الماضي، الى سورية، بموجب قرار مجلس الأمن الذي نص على ارسال بعثة من 30 مراقباً للإشراف على وقف اطلاق النار الهش الذي تشوبه خروقات دموية عديدة تسببت منذ صباح الخميس في سقوط عشرات القتلى.

ويفترض ان يكون هؤلاء المراقبون مقدمة لأكثر من 250 مراقباً يتم ارسالهم لاحقاً، الا ان ذلك سيحتاج إلى اسابيع عدة والى قرار جديد في مجلس الأمن.

من جهته، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدات تتمثل في مروحيات وطائرات للمراقبين الأمميين في سورية.

وقال «بان» للصحافيين في لوكسمبورغ إنه متفائل بسرعة صدور قرار من مجلس الأمن الدولي ينص على إرسال مراقبين أمميين إلى سورية.

وأعرب عن اعتقاده أن الـ250 مراقباً الذين تعتزم الأمم المتحدة إيفادهم إلى سورية لمراقبة وقف إطلاق النار بين القوات النظامية والجيش السوري الحر، «غير كافين»، بالنظر إلى مساحة سورية وطبيعة الوضع هناك، الأمر الذي يجعل هناك حاجة إلى توفير إمكانات كبيرة للتنقل.

واضاف أنه في ظل هذا الاعتقاد فإنه ناشد قيادات الاتحاد الأوروبي توفير مروحيات وطائرات للمراقبين الأمميين.

وفي موسكو وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وقف اطلاق النار في سورية بأنه «هش»، مشيراً الى ان عدداً من الدول يتمنى ان تفشل خطة أنان.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي «فعلياً، وقف اطلاق النار هش نسبياً»، واضاف أن «هناك من يريد ان تفشل خطة كوفي انان وعبروا (عن هذا الموقف) حتى قبل الاعلان عن الخطة».

وأكد أن «هناك دولاً وقوى في الخارج (خارج سورية) لا يريدون النجاح لجهود مجلس الأمن في الأمم المتحدة»، من دون تسمية هذه الجهات.

وقال «إن معارضي السلام تنبأوا بفشل خطة أنان للسلام في سورية، ويفعلون الكثير كي يروا هذه النبوءة تتحقق».

وتندد روسيا الحليف الرئيس لدمشق، باستمرار بدعم دول غربية وعربية للمعارضة في سورية، وهي استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد قرارات تدين قمع حركة الاحتجاجات في سورية.

ودعا لافروف الدول الأجنبية للعمل لما فيه «مصلحة الشعب السوري» وليس «لطموحاتها الجيوسياسية ومصالحها الظرفية».

من جهة أخرى، زار وفد من هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي موسكو لإجراء محادثات مع مسؤولين روس.

ودعت الهيئة التي لا تنتمي الى المجلس الوطني السوري، المحاور الرئيس للغرب والدول العربية، روسيا للضغط على نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، لوقف اعمال العنف. وقال العضو في الهيئة، هيثم مناع، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء الروسية «نحن نعتبر ان الحكومة الروسية قادرة على لعب دور مهم جداً لإقناع النظام السوري بنبذ العنف في بلادنا». وبحسب المناع، فإن موسكو لا تدعم بقاء الرئيس السوري في السلطة، وأضاف مناع «لاحظنا ان ممثلي روسيا، اثناء الحديث معنا عن المشكلات السورية، لا يميلون إلى دعم فكرة بقاء نظام بشار الأسد، ويدعمون اجراء تغييرات ديمقراطية». وترفض روسيا الحديث عن مستقبل الأسد، مشددة على ان هذا الموضوع يعود للشعب السوري وحده.

وكان امير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، رأى، أول من أمس، ان فرص نجاح خطة انان لوقف العنف في سورية «لا تتجاوز 3٪».

على الصعيد الميداني واصلت القوات السورية النظامية عمليات القصف واطلاق النار في عدد من المناطق، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ففي درعا (جنوب)، قال المرصد إن شخصين قتلا واصيب العشرات نتيجة قصف على بلدة بصر الحرير نفذته القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة.

واشار المرصد الى تعرض منطقة اللجاة التي تضم تجمعاً كبيراً للمنشقين «لقصف واطلاق نار من الرشاشات الثقيلة من القوات النظامية السورية». بدورها، ذكرت لجان التنسيق المحلية ان القصف العشوائي على بصر الحرير واللجاة بدأ فجر أمس، واستخدمت فيه المدفعية وقذائف الهاون «وتسبب في احراق بعض المنازل».

وفي ادلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة مواطنين بنيران القوات النظامية في منطقة اريحا وقرية سرجة في جبل الزاوية.

واشار المرصد السوري الى استخدام القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والحوامات المجهزة برشاشات وقذائف الهاون في عملياتها في ادلب. وفي حمص (وسط)، استمر سقوط قذائف الهاون وتركز القصف بشكل اساسي على احياء القرابيص والخالدية وجورة الشياح في المدينة.

الأكثر مشاركة