البشير: لن نتخلى عن شبر من بلدنا
هدد الرئيس السوداني عمر حسن البشير، اليوم، بشن حرب على جنوب السودان، وتعهد بتلقينه "الدرس الأخير"، بعدما سيطر الجنوب على منطقة نفطية متنازع عليها.
ولوح البشير الذي ارتدى زياً عسكرياً، بعصاه أمام حشد كبير في ولاية شمال كرفان الحدودية، ووجه تهديدات لزعامة الجنوب الذي انفصل العام الماضي عن السودان، بعد عقود من الحرب الأهلية.
وأضاف في كلمة بثها التلفزيون الرسمي من مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، "أعطيناهم دولة كاملة فيها بترول وهم لم يفهموا.. أميركا لن تعاقبهم ولا مجلس الأمن، لكن إحنا اللي حنعاقبهم.. القوات المسلحة.. الشرطة وقوات الأمن.. كل الشعب، نرمي عدونا إلى الخارج وعايزين يكون الدرس الأخير".
وتابع "لن نعطي لهم شبراً واحداً من بلدنا، واللي هيمد إيده على السودان سنقطعها".
وانفصل جنوب السودان عن الشمال بمباركة من البشير في يوليو، وبموجب بنود اتفاقية للسلام أبرمت عام 2005، لكن العنف تصاعد منذ ذلك الحين، وأججته نزاعات على الأراضي والنفط وعداءات عرقية.
وسيطر جنوب السودان على هجليج الأسبوع الماضي، قائلاً إنها جزء من أراضيه، ولن ينسحب منها إلا إذا أرسلت الأمم المتحدة قوة محايدة إلى هناك.
وتعهد البشير باستعادة المنطقة التي قال إنها جزء من كردفان السودانية، لكنه قال إن هذا الأمر لن ينجح وحده في حل الصراع.
وأضاف أن هجليج هي البداية وليست النهاية.
وعبرت قوى دولية عن قلقها من أعمال العنف، وهي الأسوأ منذ انفصال جنوب السودان عن الشمال في يوليو، بموجب بنود اتفاقية سلام أبرمت عام 2005، وحثت القوى الدولتين على وقف القتال والعودة إلى المحادثات.
وفي تصعيد للغة الخطاب، أمس، تحدث البشير عن "تحرير" جنوب السودان من حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكم، التي خاضت حرب ميلشيات ضد الخرطوم.
ولم يصدر تعليق فوري من الجنوب.
وعبرت الصين وهي مستثمر كبير في الدولتين، عن "قلقها العميق" بشأن زيادة التوتر، ودعت الجانبين إلى وقف القتال "والحفاظ على الهدوء والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس".
وأضاف "ليو وي مين" المتحدث باسم الخارجية الصينية، في إفادة صحفية يومية "عملت الصين حثيثاً لحل المشاكل بين البلدين، وسنستمر في العمل مع المجتمع الدولي في جهود الوساطة".
وقتل نحو مليوني شخص في الحرب الأهلية التي دارت بشكل متقطع بين الشمال والجنوب من عام 1955 إلى عام 2005.
ويسود انعدام ثقة عميق بين الجارتين، حيث توجد خلافات بينهما حول وضع حدودهما، والمبالغ التي يتعين على جنوب السودان الذي لا يوجد به أي منافذ بحرية دفعها مقابل نقل نفطه عبر السودان، وتقاسم الدين الوطني إلى جانب قضايا أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news