مع استمرار أزمة نقص الوقود.. وممارسات الاحتلال
صيادو غزة يخشون ضياع موسم السردين
ترسو المئات من قوارب الصيد في ميناء الصيادين بمدينة غزة، لا تستطيع التحرك والإبحار، بعد أن كان أصحابها يبحرون لتوفير لقمة العيش لعائلاتهم وأطفالهم، وتلبية حاجة السوق الغزي من الأسماك، على الرغم من المخاطر وتهديدات الاحتلال الإسرائيلي لمهنتهم التي أودت بأرواح بعضهم.
فأزمة نقص الوقود التي تعانيها غزة تُلقي بظلالها على الصيادين، حيث إن قواربهم متوقفة منذ شهر ونصف الشهر، إلى جانب المعاناة التي يواجهونها من الاحتلال منذ سنوات عدة، المتمثلة في تقليص المسافة المسموح بالصيد فيها من 20 ميلاً إلى ثلاثة أميال، ومطاردة الصيادين في عرض البحر وإطلاق النار عليهم واعتقال بعضهم، ما يهدد بضياع موسم صيد سمك السردين الذي يمتد من مطلع شهر أبريل حتى أواخر يونيو من كل عام.
ويقول نقيب الصيادين الفلسطينيين في غزة، نزار عياش، لـ«الإمارات اليوم»: «هناك كم كبير من المشكلات التي يعانيها الصياد في غزة منذ فرض الحصار الإسرائيلي، أهمها تقليص الاحتلال لمسافة الصيد، فهذه منطقة ضيقة لا تكفي 3500 صياد يعملون على 1000 مركب صيد، وهذا ما يتسبب بضياع مواسم صيد كثيرة، خصوصاً موسم السردين، الذي تعتمد عليه السوق الغزية بشكل كبير».
ويضيف أن أزمات الحصار أضافت العديد من المشكلات لقطاع الصيد، وأهمها أزمة انقطاع الوقود بشتى أنواعه «فمنذ أسابيع عدة ومعظم المراكب متوقفة عن العمل»، ويشير إلى أنه في بعض الأوقات يحصل الصيادون من وزارة الزراعة في غزة على ما يقارب 9000 لتر من السولار في الأسبوع الواحد، «لكن هذه الكمية تكفي ليوم أو يومين عمل فقط، بينما يبقى الصياد عاطلاً عن العمل بقية أيام الأسبوع».
ويشير نقيب الصيادين إلى أن قطاع الصيد يعاني نقص وجود البنزين، خصوصاً في المحافظات الجنوبية من القطاع، حيث إن معظم المراكب تعمل على البنزين.
أما الصياد محمد العاصي فيكتفي في هذه الأيام بمراقبة الأمواج المتلاطمة بمركبه المتوقفة عن العمل منذ أسابيع، ما يجعله حائراً في توفير لقمة العيش لأطفاله وعائلته، فالعاصي هو واحد من بين آلاف الصيادين الذين توقفوا عن العمل أخيراً، جراء اشتداد أزمة نقص الوقود في غزة المستمرة منذ أسابيع.
ويقول العاصي لـ«الإمارات اليوم» وهو يضرب كفاً بكف «منذ شهر ونصف الشهر وأنا أعاني لتوفير لقمة العيش جراء توقف مراكب الصيد بسبب أزمة البنزين والسولار، حيث إن مهنة الصيد هي مصدر دخلي الوحيد أنا وأخوتي، فأزمة الوقود تمثل نصف المعاناة التي يواجهها الصياد، حيث إن الجزء الأهم هو إغلاق البحر أمامنا من قبل الاحتلال».
ويضيف «إن بقيت هذه الأزمة على حالها فإن موسم سمك السردين الذي ننتظره كل عام سيضيع علينا».
وكان العاصي وعدد كبير من الصيادين قد استعدوا لموسم سمك السردين من خلال شراء مولدات كهربائية ومعدات كهربائية لإنارة المراكب خلال الصيد في الليل.
ويقول الصياد الفلسطيني «استعددنا هذا العام لموسم السردين، وكلفني تجهيز مركبي 25 ألف دولار، 80٪ منها ديون، ولكن هذه المبالغ تحولت إلى خسائر، لأنني لم أتمكن من العمل والصيد بما يعود علي بالدخل».
وأمام هذه الأزمة، تلبي أسواق غزة حاجتها إلى الأسماك من خلال تهريبها عبر الأنفاق الحدودية من الجانب المصري، أو استيرادها من الجانب الإسرائيلي عبر معبر إيرز (بيت حانون)، ولكن جودة هذه الأسماك لا ترقى لما يتم صيده من بحر غزة، كما يقول الصياد هاني العامودي.
ويضيف العامودي أن بعض التجار في غزة يجلبون الأسماك من إسرائيل ومصر، لأن صيد الأسماك في غزة أصبح قليلاً بفعل الأزمات التي نواجهها، «لكن هذه الأسماك لا تكون طازجة، لأنها تمكث على المعبر أو حتى تدخل عبر الأنفاق في أيام عدة».
ويقول نقيب الصيادين نزار عياش، إن معظم الأسماك الموجودة في غزة تأتي عن طريق الأنفاق أو عن طريق البحر كتجارة، ولكن بسبب أزمة الوقود توقفت عملية التجارة عبر البحر، وهذه الأسماك تسد عجزاً كبيراً من السوق المحلية، وتعوض النقص بسبب منع الاحتلال الصيادين من دخول مياههم وتوفير لقمة عيشهم، ولكن تجب مراقبتها لأن بعضها يدخل إلى الأسواق في حالة تلف تام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news