خروقات لوقف النار.. وأنان يدعو دمشق إلى الكف عن استخدام أسلحة ثقيلة

القوات السورية تقتحم دوما.. والمراقبون يواصلون جولاتهم

رئيس فريق المراقبيين الدوليين (وسط) يعود إلى الفندق في دمشق بعد زيارة حمص. رويترز

قُتل ثلاثة مدنيين في مدينة حمص، امس، بنيران القوات النظامية السورية، على الرغم من وجود مراقبين اثنين في المدينة، في حين زار فريق آخر مدينة حماة والتقى محافظها. وتزامن ذلك مع اقتحام القوات النظامية «دوما» بعدد من الدبابات تحت غطاء ناري ومدفعي كثيف، بينما دعا مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي انان، دمشق الى التوقف نهائياً عن استخدام اسلحة ثقيلة، معتبراً الحوار السياسي قضية ذات ضرورة قصوى.

وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان «استشهد ثلاثة مواطنين في حمص اثر اطلاق الرصاص في احياء الخالدية والغوطة والمخيم». وكان المسؤول في بعثة المراقبين، نيراج سنغ، افاد لوكالة «فرانس برس» في وقت سابق، بأن اثنين من المراقبين الدوليين الذين زاروا حمص بقيا فيها تلبية لرغبة السكان. وكانت احياء حمص شهدت منذ صباح السبت هدوءاً ووقفاً للقصف واطلاق النار، حسب ناشطين في المدينة، وذلك قبل ساعات من وصول فريق المراقبين اليها. وقام فريق المراقبين الدوليين الأحد بجولة في مدن ريف حمص، ومدينة حماة حيث التقى محافظها، ثم اتجه الى عدد من الأحياء الساخنة في المدينة. وقال مصدر محلي في محافظة حماه إن أربعة مراقبين زاروا المدينة والتقوا محافظها أنس ناعم. وأوضح المصدر أن المحافظ قدّم للمراقبين شرحاً لما تعرضت له المحافظة من أعمال تخريب وقتل على يد المجموعات المسلحة. وأضاف أن المراقبين بعد لقائهم محافظ المدينة، قاموا بزيارة أحياء الحاضر والأربعين وجنوب الملعب، حيث التقوا بعض الناشطين.

في الأثناء، قال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، في بيان، ان القوات النظامية اقتحمت دوما منذ ساعات الصباح الاولى امس، بعدد من الدبابات تحت غطاء ناري ومدفعي كثيف جداً. واظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت سحب الدخان في سماء المدينة واصوات اطلاق نيران ثقيلة واصوات تكبير من المساجد. وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قتيلين في المدينة، احدهما برصاص قناصة والخرخ بإطلاق نار عشوائي. كما قتل اربعة جنود نظاميين على الأقل في تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند مدرعة في محيط المدينة.

وقال عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، محمد السعيد، لوكالة «فرانس برس» ان القوات النظامية «تدخل بشكل يومي الى المدينة». واعتبر السعيد ان الهدف من اقتحام المدينة هو «تأديبها بعد التظاهرات الحاشدة التي خرجت فيها ولأنها مركز احتجاجات الريف الدمشقي».

وفي ريف دمشق ايضا، قتل مواطن برصاص حاجز امني في قرية حتيتة التركمان، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي ريف ادلب، قتل ثلاثة مواطنين في قرية الرامي بجبل الزاوية بنيران القوات النظامية، بحسب المرصد.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) من جهتها، ان مجموعة مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة، امس، قطاراً محملاً بالقمح المستخدم لتصنيع مادة الخبز في المنطقة الواقعة بين محمبل وبشمارون ما أدى الى اصابة طاقم القطار، وأضرار مادية كبيرة.

وفي بانياس قتل عنصر امن واصيب ثلاثة بجراح جراء اطلاق نار على دورية امنية، بحسب المرصد، الذي اشار الى ان هذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ قرابة العام في بانياس.

وفي شمال البلاد، ذكرت وكالة سانا ان مجموعة مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة حافلة على طريق الرقة ـ حلب تقل عدداً من الضباط وصف الضباط من احدى الوحدات العسكرية، ما أدى الى استشهاد أحد العناصر واصابة 42 اخرين بجروح. واشارت الوكالة الى تفكيك عبوتين ناسفتين زنة كل منهما 50 كيلوغراماً، بالقرب من مكان استهداف الحافلة، معدتين للتفجير عن بُعد.

سياسياً، رحب المبعوث الدولي، كوفي انان، بقرار مجلس الأمن ارسال مراقبين الى سورية، ودعا دمشق الى التوقف نهائياً عن استخدام اسلحة ثقيلة، معتبراً الحوار السياسي قضية ذات ضرورة قصوى.

وفي بيان وزع على وسائل الاعلام، رحب انان بقرار ارسال 300 مراقب الى سورية، الذي تبناه مجلس الأمن بالإجماع للإشراف على وقف اطلاق نار هش سقط منذ دخوله حيز التنفيذ في 12 ابريل اكثر من 200 قتيل. وقال الأمين العام السابق للأمم المتحدة «انها لحظة حاسمة الآن بالنسبة لاستقرار البلاد».

وتابع «اناشد جميع القوات، سواء حكومية او من المعارضة او اخرى، إلقاء السلاح والعمل مع مراقبي الأمم المتحدة لترسيخ الوقف الهش للعنف بشتى اشكاله». واضاف ان على الحكومة بشكل خاص التوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة، والقيام ـ كما تعهدت ـ بسحب هذه الأسلحة ووحداتها المسلحة من المناطق السكنية. كما يدعو انان ايضا دمشق الى التنفيذ الكامل لخطته المؤلفة من ست نقاط لحل الأزمة في سورية.

تويتر