مجلس الشعب المصري يطالب المفتي بالاستقالة بسبب زيارة القدس
طالب مجلس الشعب المصري مفتي البلاد علي جمعة، أمس، بتقديم استقالته بعد الزيارة التي قام بها للقدس الأسبوع الماضي وأثارت الكثير من الجدل، وذلك رغم قول المفتي إن الزيارة شخصية وتمت تحت إشراف السلطات الأردنية، إلا انها أثارت غضب معارضين للتطبيع مع اسرائيل، فيما أكد الناشط السياسي جورج اسحاق، من وكلاء مؤسسي حزب الثورة الذي يتزعمه المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، أمس، أن الحديث عن بدء مرحلة جمع توكيلات تأسيس الحزب سابق لأوانه وغير مطروح في المرحلة الحالية.
وتفصيلاً، تلا رئيس مجلس الشعب محمد سعد الكتاتني توصية تضمنها بيان أصدرته لجنة الشؤون الدينية والاجتماعية والأوقاف في المجلس تطالب المفتي بالاعتذار وتقديم استقالته، وحصلت التوصية على موافقة الاغلبية في مجلس الشعب.
وكانت توصية اللجنة ترى «ضرورة أن يعلن الشيخ علي جمعة توبة إلى الله واعتذارا للشعوب العربية والإسلامية وأن يقدم استقالته»، لكن الكتاتني طلب حذف ما يخص «التوبة» ووافق المجلس على ذلك.
وبعد مرور 33 عاماً على توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لا يزال معظم المصريين يتجنبون التعامل مع إسرائيل التي احتلت القدس الشرقية في حرب عام 1967 ثم ضمتها في خطوة لم تلق اعترافاً دولياً.
ويقول معظم المصريين إن تعاملهم بشكل طبيعي مع إسرائيل مرهون بموافقتها على قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية التي زارها جمعة وأم المصلين في المسجد الأقصى بها.
وفي مناقشات سبقت إصدار توصية لجنة الشؤون الدينية والاجتماعية والأوقاف، قال زعيم كتلة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في المجلس حسين إبراهيم «الدكتور علي جمعة أدان نفسه بنفسه لما تنصل وقال إن الزيارة شخصية». وأضاف «الشيخ علي جمعة لا يحترم عقولنا... ألم ير المقدسيين وهم يطردون خارج القدس... ألم ير من يمنعون من الصلاة في المسجد الأقصى؟».
وكان جمعة قال في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إنه دخل القدس من الضفة الغربية عن طريق الأردن وليس من الجانب الإسرائيلي. وقال «الزيارة تمت تحت الإشراف الكامل للسلطات الأردنية ومن دون الحصول على أي تأشيرات (إسرائيلية) باعتبار أن الأردن هو المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف». وقال عضو المجلس ممدوح إسماعيل وهو سلفي ان الزيارة «خنجر مسموم طعنت به القضية (الفلسطينية)». وقال رئيس كتلة حزب الوفد الليبرالي محمود السقا في المجلس «لو كان صادقاً في زيارته لرجع والقدس في يمينه». وأضاف «حسابه كبير عند الله وعند الشعب لأنه أخطأ خطأ كبيراً».
وقالت النائب مارجريت عازر إن الزيارة لن يكون لها أثر سلبي في قرار المسيحيين المصريين بتجنب زيارة القدس «إلا بعد تحريرها». وترهن الكنيسة القبطية في مصر منذ عقود زيارة القدس بزوال الاحتلال.
لكن بعض نواب مجلس الشعب قالوا إن زيارة المفتي لا تعتبر تطبيعاً مع إسرائيل لأنه لم يجتمع مع أي مسؤول إسرائيلي.
وقال النائب عاطف المغاوري «زيارة السجين لا تعتبر تطبيعاً مع السجان... فضيلة المفتي لم يلتق مع أي من قيادات الكيان الصهيوني».
وأضاف أن فلسطينيين يرون في قيام عرب ومسلمين بزيارة القدس دعماً لهم، لكن نوابا آخرين قالوا إن السماح بذلك يمكن أن يفتح الباب لزيارات ليس الهدف منها دعم الفلسطينيين.
وقال رئيس كتلة حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي اليساري في المجلس البدري فرغلي «الزيارة إهانة لمليار و250 مليون مسلم... قاطعوا هذا المفتي».
وجاء في بيان لجنة الشؤون الدينية والاجتماعية والأوقاف «فجعت اللجنة بنبأ هذه الزيارة الآثمة... خصوصاً أن من قام بها رمز من رموز الأزهر الشريف». وأضاف البيان مشيراً للقدس انه «يتحكم هذا العدو الغاشم (إسرائيل) في مداخلها ومخارجها ومساجدها وكنائسها... دخوله (المفتي) يكرس للاحتلال ويضفي عليه شرعية... كما أنه يمثل تطبيعاً مع الكيان الصهيوني مرفوضاً شعبياً بشكل قاطع».
وقال جمعة على «تويتر» إن الزيارة كانت «نصرة وتضامنا مع قضية القدس الشريف».
ويعتبر بعض الإسلاميين جمعة من رموز عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي عينه في المنصب.
من جانبه، قال وزير الاوقاف الفلسطيني محمود الهباش، أمس، إن الايام المقبلة ستشهد زيارة وفود اسلامية الى المسجد الاقصى. وأضاف «خلال ايام قليلة لن يكون لدينا شخص واحد وإنما وفود وأنا (أمس) تلقيت تأكيداً من احد ابرز الشخصيات الدينية في العالم الاسلامي برغبته الاكيدة أن يأتي الى القدس على رأس وفد اسلامي لتأكيد مشروعية الزيارة ومشروعية الحضور الى فلسطين» ووصف الهباش الانتقادات التي تعرض لها علي جمعة بعد اول زيارة له للمسجد الاقصى بأنها «زوبعة وانتقادات ليس لها اي مبرر لا ديني ولا سياسي». من ناحية أخرى، قال اسحاق «نسعى لبناء حزب كبير على أسس علمية يلبي طموحات الشعب المصري، لذلك نحن في مرحلة بناء تصور للحزب في الجوانب كافة، سواء بالنسبة للبرنامج السياسي أو الهيكل التنظيمي، عن طريق الاستعانة بخبراء مختصين، ولن نبدأ مرحلة جمع التوكيلات إلا بعد الانتهاء من هذه الأمور». وأوضح أن الاجتماع الذي عقده البرادعي مع اللجنة التأسيسية للحزب التي تضم 100 من الشخصيات العامة أمس السبت في ساقية الصاوي بضاحية الزمالك، تم خلاله مناقشة أمور عامة متعلقة بالحزب، كما تم اختيار عدد من الشخصيات المشاركة لإعداد تصور لتشكيل لجنة من الخبراء في المجالات كافة لإعداد دراسات وأبحاث تتعلق ببرنامج الحزب وهيكله التنظيمي.