16 قتيلاً في جمعة «أتى أمر الله فلا تستعجلوه».. و«الإخوان» تدعو الأمم المتحدة إلى إعلان فشل خطة أنان

تفجيران في دمشق.. وتظاهـرات حاشدة تطالب بإسقاط الأسد

تظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط الأسد أمام السفارة السورية في عمان. رويترز

قتل 16 شخصاً بينهم 11 في انفجار نفذه انتحاري في حي الميدان وسط دمشق، فيما انفجرت سيارة في حي الصناعة على أطراف العاصمة. في وقت تظاهر عشرات الآلاف في معظم المناطق مطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد في جمعة «أتى أمر الله فلا تستعجلوه»، واجهتها قوات الأمن بإطلاق الرصاص والاعتقالات العشوائية. في حين دعت جماعة الاخوان المسلمين في سورية الامم المتحدة إلى إعلان فشل خطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي أنان، مطالبة بتجميد عضوية سورية في المنظمة الدولية، في ظل استمرار خروقات وقف إطلاق النار.

وقالت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان انفجارا «إرهابيا» نفذه انتحاري في حي الميدان وسط العاصمة السورية أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، بالإضافة إلى أشلاء في محفظتين طبيتين وعشرات الجرحى.

وقال التلفزيون السوري إن «عدد ضحايا التفجير الانتحاري الذي وقع في حي الميدان ارتفع إلى تسعة شهداء وأشلاء لشخصين و28 جريحاً من المدنيين وقوات حفظ النظام». وكان شهود قالوا إن انتحاريا استهدف حافلة تقل عناصر لقوات حفظ النظام قرب جامع زين العابدين بحي الميدان.

وأضافوا أن سبعة أشخاص قتلوا، بالإضافة الى جرح نحو 25 شخصاً، وتم نقل الجرحى الى مستشفى المجتهد القريب من مكان الانفجار.

وأكدوا أن إطلاق رصاص كثيف أعقب وقوع الانفجار، وأن القوات الأمنية السورية فرضت طوقا في مكان الانفجار. وألحق الانفجار أضرارا كبيرة بالمنازل والمحال التجارية والسيارات على بعد أكثر من 100 متر من مكان الانفجار. وكان تفجير انتحاري وقع في حي الميدان في السادس من يناير الماضي استهدف حافلة لقوات حفظ النظام وراح ضحيته 11 قتيلاً و63 جريحاً.

وكانت سيارة أخرى انفجرت في وقت سابق في حي الصناعة الواقع على اطراف العاصمة السورية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان أن انفجاراً «هز المنطقة الصناعية بدمشق»، مشيراً الى وقوع الانفجار «قرب شركة النقل الداخلي الحكومية».

من جهتها قالت وكالة (سانا)، إن عبوة ناسفة زرعتها احدى المجموعات الارهابية المسلحة انفجرت فى سيارة شرطة يقودها المهندس أيمن شوحة الذي كان برفقة والديه، صباح أمس، في منطقة الزاهرة الجديدة شرق حي الميدان في دمشق أيضاً.

وأشارت الوكالة الى أن الانفجار أسفر «عن إصابة والد ووالدة المهندس شوحة».

إلى ذلك، تظاهر عشرات آلاف السوريين، أمس، للمطالبة بإسقاط نظام الأسد في جمعة «أتى أمر الله فلا تستعجلوه»، بحسب ما أفاد ناشطون وأظهرته مقاطع بثت على الانترنت.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن عشرات الآلاف من الأشخاص تظاهروا أمس في معظم المناطق السورية.

ففي حلب (شمال) خرج آلاف الاشخاص في تظاهرات عدة جابت شوارع المدينة، وراوحت اعداد المشاركين فيها بين المئات والآلاف، وسجلت أكبر التظاهرات في حيي الشعار ومساكن هنانو بحسب ما أفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع «فرانس برس».

وقال الحلبي إن معظم التظاهرات ووجهت بإطلاق رصاص وقنابل مسيلة للدموع واعتقالات عشوائية.

وفي ريف حلب الذي تجددت فيه قبل ايام العمليات العسكرية للقوات النظامية، «عمت التظاهرات معظم المدن والقرى»، بحسب الحلبي.

وقال المرصد ان مواطناً قتل وجرح ثلاثة آخرون برصاص قوات الامن التي اطلقت النار لتفريق المتظاهرين في حي الصاخور في حلب، كما قتل ثلاثة من عناصر الامن اثر استهداف سيارتهم من قبل مسلحين مجهولين في حي الانصاري في حلب.

وفي حماة (وسط) التي كانت في الايام الاخيرة مسرحاً لعمليات عسكرية اسفرت عن مقتل وجرح عشرات الاشخاص، خرجت تظاهرات في احياء المدينة، لاسيما حي المشاع الذي تعرض لقصف من القوات النظامية قبل يومين أسفر عن مقتل وجرح العشرات. كما خرجت تظاهرات في مختلف بلدات وقرى الريف، بحسب ما افاد المكتب الاعلامي لمجلس الثورة في حماة.

وأظهر أحد مقاطع الفيديو التي بثها ناشطون متظاهرون في حي الملعب في حماة وهم يحملون لافتة كتب عليها «فقط في سورية لجنة المراقبين عوناً للظالمين».

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن «استشهاد مواطن في قرية دف الشوك اثر إطلاق النار من قبل القوات النظامية السورية على متظاهرين».

وأفاد عضو لجان التنسيق المحلية في الزبداني محمد فارس عن خروج «تظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة تنادي بإسقاط النظام وتهتف للمدن المحاصرة والمعرضة للحملات الأمنية الشديدة».

وأشار الى أن ذلك جاء على الرغم من انتشار الأمن الكثيف في الشوارع وتقطيع الأوصال بين أحياء الزبداني وانتشار حواجز الجيش في كل مكان.

وأفادت اللجان في دمشق عن «خروج تظاهرة حاشدة من جامع السيد أحمد في القدم، أطلق الأمن النار باتجاهها كما شن حملة اعتقالات عشوائية».

كما خرجت تظاهرة قبل صلاة الجمعة قرب جامع الفاتح في منطقة اللوان في حي كفرسوسة تهتف للمدن المنكوبة.

وفي شرق البلاد، أظهرت شرائط فيديو بثها ناشطون على موقع «يوتوب» عشرات المتظاهرين في عدد من احياء مدينة دير الزور منها الجبيلة والحميدية وحي المطار. كما أفادت اللجان بخروج تظاهرة حاشدة انطلقت وسط مدينة الدرباسية وأخرى في عامودا ذات الغالبية الكردية والتابعة لمدينة الحسكة «تطالب بإسقاط النظام». كما خرجت تظاهرات عدة في أحياء من مدينة القامشلي والبوكمال.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، بين شريط تظاهرة في جسر الشغور. كما خرج عشرات المتظاهرين تتبعهم تظاهرة نسائية في حاس منددة بالموقف العربي.

في سياق متصل، دعت جماعة الاخوان المسلمين في سورية، أمس، الأمم المتحدة الى اعلان فشل خطة أنان في ظل استمرار خروقات وقف إطلاق النار.

وطالبت الجماعة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بأن يقرن اعلانه عن امتناع حكومة الاسد عن الالتزام بعملية السلام، باعتبار خطة كوفي انان منتهية، في الوقت الذي يسقط فيه يوميا على ايدي العصابات المارقة عشرات الابرياء.

وطالب كي مون أيضاً «بتجميد عضوية سورية في المنظمة الدولية الى حين قيام حكومة معبرة عن إرادة الشعب السوري»، داعية المجتمع الدولي الى «إسقاط أي صفة تمثيلية لبشار الاسد وحكومته ومعاملتهم على أنهم مجموعة مارقة اختطفت الدولة والمجتمع في سورية». واعتبر البيان ان «تمادي المجتمع الدولي في الصمت على جرائم هذه العصابة المارقة، وإعطاءها المهلة تلو المهلة، نوع من المشاركة في جرائم التطهير والابادة التي ترتكب بحق الشعب السوري».

وكان كي مون قال، أول من أمس، ان لحكومة السورية «تخالف» الخطة التي قدمها أنان بإبقائها قوات واسلحة ثقيلة في المدن.

ودعا دمشق الى احترام وعودها بسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن «من دون تأخير».

من جهته، قال عضو المجلس الوطني السوري المعارض وليد البني «من الواضح ان النظام لا يستطيع تطبيق خطة أنان التي تسمح بالتظاهر السلمي، ما يعني ان ملايين من الناس ستخرج الى الشارع وسيسقط النظام».

وأضاف أن «ما يجري الآن على الارض من (حيث استمرار العنف) متوقع تماماً»، مشيراً الى انه «من السذاجة الاعتقاد بأن النظام سيطبق هذه الخطة».

وتابع المراقبون الدوليون جولاتهم الميدانية، أمس، وقال المتحدث باسم الفريق نيراج سينغ إن مراقبين اثنين استقرا في درعا جنوب سورية، بعدما استقر مراقبان في حماة وآخران في حمص وسط البلاد في الايام الماضية.

من جهته، أكد أحمد فوزي الناطق باسم أنان ان نحو 15 مراقباً من الفريق الطليعي للامم المتحدة سيصلون قبل نهاية أبريل الى سورية لمراقبة وقف اطلاق النار.

من جهتها، قالت ناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي في جنيف اليزابيث بيرو لوسائل الاعلام، أمس، ان هذه الوكالة تمكنت من توزيع مساعدة على 106 آلاف شخص في مارس الماضي عن طريق الهلال الاحمر السوري. وأضافت ان «الهدف أن نصل الى 250 ألف شخص نهاية أبريل».

تويتر