اشتباكات عنيفة بين الجيش ومنشقين في ريـــف دمشق واللاذقية
وقعت، أمس، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في ريف دمشق، واللاذقية التي شهدت أول اشتباك بحري بين الطرفين، واشتباكات بالقرب من القصر الرئاسي في اللاذقية عقب انشقاق 30 جندياً، في اليوم الذي يفترض ان يصل فيه الجنرال النرويجي، روبرت مود، الذي عينه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على رأس بعثة المراقبين الدوليين، الى دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 10 مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة قتلوا في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في ريف دمشق.
وأضاف في بيان «استشهد ما لا يقل عن 10 مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة اثر اشتباكات مع القوات النظامية السورية في منطقة بخعة (القلمون) في ريف دمشق». وكان أفاد في بيان عن اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في قرية برج اسلام في محافظة اللاذقية التي يقع فيها القصر الرئاسي.
وأوضحت الناشطة، سيما نصار، من اللاذقية، في بريد الكتروني، ان «مجموعة من الضباط والمجندين انشقت عن الجيش في قطعة عسكرية قرب القصر الجمهوري في قرية برج اسلام بعتادها واسلحتها، وان امرها انكشف عند خروجها من القطعة، فحصلت اشتباكات كبيرة بالأسلحة المتوسطة» بين الطرفين.
واشارت نصار الى ان «انفجارات قوية هزت المنطقة وسمع دويها في المدينة».
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «وحدة عسكرية متمركزة قبالة البحر، شمال اللاذقية، تصدت لمحاولة تسلل مجموعة ارهابية مسلحة من البحر». ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي، لم تكشف عن هويته، قوله إن «عناصر الوحدة اشتبكوا مع المجموعة الإرهابية التى كانت تستقل زوارق مطاطية، وتمكنوا من صد محاولة التسلل واجبار افراد المجموعة الإرهابية على الفرار». واسفر الاشتباك عن «استشهاد وجرح عدد من افراد الوحدة العسكرية، فيما لم تتم معرفة واحصاء عدد القتلى من المجموعة الإرهابية نظراً لمهاجمتها الوحدة العسكرية من البحر ليلاً»، بحسب المصدر. واشارت الوكالة الى ان مقر الوحدة العسكرية يبعد عن الحدود مع تركيا مسافة 30 الى 35 كلم. وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن اشتباك بحري بين مجموعات معارضة والأمن السوري.
من جهة ثانية، افادت الوكالة بأن «مجموعة ارهابية» مسلحة هاجمت، فجر أمس، قوات حفظ النظام في منطقة عفرين (ريف حلب)، فاشتبكت معها الجهات المختصة «ما اسفر عن استشهاد ثلاثة عناصر واصابة اثنين اخرين ومقتل اثنين من الإرهابيين». كما قتل خمسة عناصر أمن اثر انفجارات استهدفت سيارتي امن في المنطقة الواقعة بين معضمية الشام وداريا في ريف دمشق. ويفترض ان يصل الى دمشق رئيس بعثة المراقبين التي اقر مجلس الأمن الدولي رفع عديدها الى 300 سينتشرون تباعاً على الأراضي السورية للتحقق من وقف اعمال العنف. واتهمت صحيفة سورية صادرة، أمس، الأمين العام للأمم المتحدة بـ«تشجيع الإرهابيين»، وأخرى مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، كوفي أنان «بعدم الوفاء بوعوده».
وكتبت صحيفة «الثورة» الرسمية «يستطيع السيد كوفي انان ان يفاخر بتقارير مراقبيه، وبإمكان بان كي مون ان يقول ما يشاء، ان يركب الاتهامات كيفما طلب منه، لكن هل احترم ومعه أنان وعودهما ووفيا بالتزاماتهما؟».
واضافت «لماذا لم يطلبا سحب هؤلاء الإرهابيين؟ لماذا لم يشيرا الى وجودهم، الى دورهم، الى الداعمين لهم، الى مموليهم، وإلى القتلة الذين صنعوهم وسمحوا لهم بالتسلل الى شوارعنا وبالوجود بيننا؟».
إلى ذلك، اتهمت وزارة الخارجية السورية رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو، بمواصلة الإدلاء بتصريحات استفزازية تهدف إلى تأزيم الوضع في سورية وضرب العلاقات الثنائية بشكل ممنهج.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن بيان للناطق باسم الوزارة، جهاد مقدسي، قوله إن أردوغان ووزير خارجيته «مازالا يدليان بتصريحات استفزازية تهدف لتأزيم الوضع في سورية وضرب العلاقات الثنائية بشكل ممنهج وهي تتنافي في الوقت ذاته مع خطة (مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي) أنان».
وأضاف ان سورية «لم تهدد في يوم من الأيام الحدود التركية، لأننا نعتبرها حدود صداقة وحسن جوار وبالتالي فإنه من المثير للقلق أن يقوم السيد أردوغان بالتهديد باستجلاب حلف الناتو لحماية حدوده مع سورية، فيما حماية الحدود المشتركة لا تتطلب أكثر من الالتزام الحقيقي ببنود خطة أنان والتمسك بسياسات حسن الجوار».
واشار الى ان اردوغان «ابتعد تماماً» عن هذه السياسة «بممارسته سياسة غض الطرف والتأزيم واستضافة مجموعات مسلحة لا تؤمن بالعملية السياسية».