جوبا ستسحب جميع أفراد الشرطة من أبيي

السودان يعلن حالة الطوارئ في المناطق الحدودية مع الجنوب

لاجئون من منطقة جبال النوبة في طريقهم إلى مخيم «يدا» في دولة الجنوب. رويترز

أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، سريان احكام الطوارئ في المناطق الحدودية مع جنوب السودان، في ولايات جنوب كردفان والنيل الابيض وسنار، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، فيما قال جنوب السودان الذي يخوض نزاعاً حدودياً مع السودان، أمس، إن 21 شخصاً على الأقل قتلوا خلال يومين من الاشتباكات بين جيش الجنوب ومتمردين تدعمهم الخرطوم في ولاية أعالي النيل الجنوبية المنتجة للنفط، وأعلن أنه سيسحب جميع أفراد الشرطة من أبيي.

وتفصيلاً، نقلت (سونا) «أصدر رئيس الجمهورية، المشير عمر حسن احمد البشير، (أمس) قراراً جمهورياً أعلن فيه سريان حالة الطوارئ في اجزاء من البلاد». ويفضي هذا الإجراء الى فرض حظر تجاري على جوبا، وتعليق الدستور في المناطق الحدودية. وأوضحت الوكالة ان قرار البشير يعطي الرئيس أو أي شخص يفوضه الحق في اقامة محاكم خاصة بالتشاور مع رئيس السلطة القضائية. وأضافت ان هذه المحاكم ستنظر، في حال تشكيلها، القضايا الجنائية و«الإرهابية».

يأتي ذلك بعد اشتباكات اندلعت الجمعة الماضية واستمرت لليوم التالي في واو قرب ملكال، المركز الإداري لولاية أعالي النيل، وهي منطقة مضطربة على الحدود مع السودان وإثيوبيا.

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان، فيليب أجوير «أحصينا 21 جثة بعضها من الشمال وبعضها من الجنوب». وأضاف أنه تم إلقاء القبض على ثلاثة متمردين ومصادرة أربع شاحنات. وأبلغ وزير الإعلام في جنوب السودان «رويترز »، أول من أمس، بأن جنديين من جيش جنوب السودان قتلا في الهجوم.

ونفى جيش السودان أن تكون الخرطوم قد ساندت ميليشيا في جنوب السودان، وقال المتحدث الصوارمي خالد إن الخرطوم لا علاقة لها بالاشتباك.

وأضاف أن السودان ليس له علاقة بما يحدث في ملكال، وانه لا يساند أي ميليشيا في جاره الجنوبي. وأعلن الصوارمي خالد أمام صحافيين عن إلقاء قوات الجيش القبض على أربعة أجانب في منطقة هجليج النفطية للاشتباه في قيامهم بأنشطة تجسسية. وقال الجيش السوداني إن الرجال الأربعة، وبينهم بريطاني ونرويجي، كانوا يقومون «بأنشطة مريبة» في هجليج، وذلك بعد أن جندتهم جوبا للعمل لحسابها بغرض دعم قوات جنوب السودان لكسب الحرب مع قوات السودان حول المناطق الحدودية الغنية بالنفط.

في المقابل، نفت حكومة الجنوب هذه الاتهامات، وقال أجوير إن هذه الاتهامات «لا أساس لها ومحض افتراء». وفي أوسلو قال المسؤول في منظمة «بيبولز إيد» النرويجية لوكالة «ان تي بي» الإخبارية إن النرويجي الذي تم إلقاء القبض عليه كان يعمل في مجال إزالة الألغام وطالب بالإفراج الفوري عنه.

وقال أجوير إن جيش جنوب السودان يطارد المتمردين المدعومين من الخرطوم قرب ولاية بحر الغزال الغربية. وحمل متمردي «جيش الرب» وقوة الدفاع الشعبي، مسؤولية الهجوم الذي وقع في وقت متأخر الليلة الماضية، وتابع «يبذل جيش جنوب السودان ما في وسعه لتطهير المنطقة».

ودافع مندوب السودان لدى الأمم المتحدة عن حق بلاده في استخدام الغارات الجوية ضد قوات جنوب السودان، التي تقول الخرطوم انها داخل أراضيها. ومع ذلك لم يقل دفع الله الحاج علي عثمان ما إذا كان السودان قد شن هجمات جوية تزعم جوبا أن الخرطوم استهدفت بها أراضيها خلال الأسابيع القليلة الماضية.

ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن عثمان قوله إن «لحكومة السودان الحق في الدفاع عن وحدة أراضيها بكل الوسائل بما في ذلك استخدام سلاح الطيران ضد تلك القوات، خصوصاً أنها توجد داخل أراضي جمهورية السودان».

وكان جنوب السودان قد أبلغ الأمم المتحدة من خلال مذكرة قدمتها بعثته الدائمة لدى المنظمة الدولية، بأنه يعتزم سحب جميع افراد الشرطة من منطقة ابيي المتنازع عليها. وقال إنه ملتزم «بالوقف الفوري لكل الأعمال القتالية» بعد ان طلب الاتحاد الإفريقي من البلدين وقف القتال. واتخذ قرار الانسحاب من أبيي في اجتماع الحكومة برئاسة الرئيس، سلفا كير، أول من أمس.

تويتر