20 قتيلاً بانفجارين استهدفا مقرّيـن أمنييــــن في إدلب
قتل 20 شخصا بانفجارين استهدفا، أمس، مقرين أمنيين في إدلب، شمال غرب سورية، غداة الدعوة التي وجهها رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال النرويجي روبرت مود إلى جميع الأطراف، لوقف العنف بأشكاله كافة. فيما أطلقت قذيفة «آر بي جي» على المصرف المركزي السوري في دمشق، بعد منتصف الليلة قبل الماضية تسببت في «أضرار مادية». في حين تبادل النظام السوري والمعارضة الاتهامات حول المسؤولية عن التفجيرات.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ، إن أكثر من 20 شخصا، معظمهم من عناصر الأمن قتلوا بانفجارين استهدفا مركزا للمخابرات الجوية وآخر للمخابرات العسكرية في إدلب. من جهتها ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن «انتحاريين فجرا نفسيهما بسيارتين مفخختين في ساحة هنانو وشارع الكارلتون في ادلب، ما اسفر عن استشهاد ثمانية من المدنيين وقوات حفظ النظام». كما أشارت الى جرح نحو 100 شخص، معظمهم من المدنيين.
وقالت الوكالة إن الانفجارين وقعا في «منطقتين سكنيتين مكتظتين، ما أدى الى أضرار بالغة بالمباني، وخلفا حفرتين كبيرتين جدا».
وذكرت أن عضوين من المراقبين الدوليين «اطلعا على آثار التفجيرين».
ويوجد في ادلب ـ بشكل ثابت ـ مراقبان من فريق المراقبين الدوليين، المكلفين التحقق من وقف إطلاق النار.
وبث التلفزيون الرسمي السوري صورا عن مواقع التفجيرين، يظهر فيها عدد من الأشخاص، وقد تجمعوا حول ابنية متضررة وركام في الشارع.
كما وقع انفجار، أمس، في مدينة ادلب، استهدف حي الجامعة في المدينة، وأسفر عن سقوط جرحى.
من جهة ثانية، ذكر المرصد ان «انفجارا شديدا هز ضاحية قدسيا (قرب دمشق)، تبين انه ناجم عن انفجار سيارة».
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان الانفجار استهدف سيارة عسكرية، وأن عددا من السكان الذين يقطنون المكان، أصيبوا بجروح.
كما أطلقت قذيفة «آر بي جي»، الليلة قبل الماضية، على المصرف المركزي السوري في دمشق، بحسب ما افاد الاعلام السوري، الذي اشار الى ان العمل من تنفيذ «مجموعة إرهابية مسلحة»، وأنه تسبب في «أضرار مادية». وعرض التلفزيون السوري مشاهد لمبنى المصرف المركزي، تظهر أضرارا طفيفة، لحقت بأحد اعمدة الواجهة الأمامية للمبنى.
وذكر مراسل التلفزيون السوري ان منفذي الهجوم هم ثلاثة مسلحين، كانوا يستقلون سيارة، وقد لاذوا جميعهم بالفرار.
كما استهدفت «مجموعة إرهابية مسلحة»، بحسب «سانا»، ليلا بقذيفة «آر بي جي» دورية لشرطة النجدة أمام مستشفى بن النفيس في منطقة ركن الدين بدمشق، ما أدى الى اصابة أربعة عناصر من الدورية بجروح.
بدورها، أشارت لجان التنسيق المحلية في بيان، إلى ان مباني حكومية عدة شهدت، في الساعات الأولى من فجر أمس، «سلسلة انفجارات مشبوهة، استهدفت مبنى الإذاعة والتلفزيون وأحد المراكز الأمنية في حي ركن الدين، ومبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات» في العاصمة.
وتتهم السلطات «مجموعات إرهابية مسلحة»، بافتعال التفجيرات التي تتكرر في مناطق مختلفة من سورية بهدف عرقلة خطة موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي أنان، بينما تؤكد المعارضة أنها من صنع النظام.
وفي هذا الإطار، قال المجلس الوطني السوري المعارض في بيان، أمس، إن «ما حدث الليلة (قبل الماضية) من تفجيرات، هو لعبة دموية اضافية من ألاعيب النظام الصغيرة والمكشوفة، يسعى من ورائها لتبرير نشر كتائبه في كل مكان من عاصمتنا، وإرهاب الشعب لمنعه من التظاهر السلمي، متمسكا مرة أخرى بحجة خيالية مفادها أن دمشق تحت مرمى الارهابيين». ودان المجلس «التفجيرات التي وقعت في دمشق»، نافيا أي صلة للجيش السوري الحر وقوى الثورة السورية بها. واعتبر المجلس الوطني ان «النظام الأسدي يحاول ـ وبشتى الوسائل ـ تضليل وتشتيت بعثة المراقبين، من أجل منعها من القيام بعملها»، مطالبا بـ«لجنة تحقيق دولية، لكشف من يقف وراء هذه التفجيرات».
واتهمت لجان التنسيق بدورها النظام بـ«تكثيف محاولاته اليائسة، بالادعاء بأنه مستهدف من عصابات إرهابية مزعومة»، محملة إياه مع «أجهزته الأمنية المسؤولية كاملة، عن هذه التفجيرات، وما نتج عنها».
إلى ذلك، تعرض متزلجون في منطقة جبل الشيخ جنوب شرق لبنان، لإطلاق نار من رشاشات خفيفة من الجانب السوري، أمس، ما تسبب في إصابة شخص بجروح.
وقال مصدر امني لـ«فرانس برس»، إن «أربعة لبنانيين وسائحا سويسريا كانوا يتزلجون قبل ظهر الاثنين (أمس) على جبل الشيخ الواقع على الحدود بين سورية ولبنان، عندما أطلقت النار عليهم من رشاشات خفيفة من الجانب السوري». وأصيب احد اللبنانيين بجروح، نقل إثرها الى المستشفى.
في سياق متصل، أكد نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، أمس، التزام بلاده بخطة أنان، لافتاً الى أن دمشق ستقف في وجه الأطراف التي تعمل على إفشال المهمة، والتي تدعم «العنف والإرهاب». وشدّد مقداد، خلال لقائه مود، بعد تسلمه مهمته، على التزام دمشق بخطة أنان، واستعدادها لبذل كل الجهود في إطار المساعدة على إنجاح المهمة مع الالتزام بمسؤولياتها في حماية شعبها وأمنه وسلامته. وشدد المقداد على أن «سورية ستواجه ممارسات المجموعات المسلحة ومَن يدعمها». بدوره، حثّ مود جميع الأطراف على مساعدته في إنجاز مهمته لوقف العنف، مؤكداً أنه سيبذل مع طاقمه «قصارى جهدهم للقيام بمهمتهم على أساس احترام سيادة سورية وتقييم الحقائق على الأرض، ما يستوجب تعاون جميع الأطراف مع هذه المهمة لتحقيق الأهداف المرجوة».