31 قتيلاً في اشتباكات وقصف على إدلب.. والمراقبون يسعون إلى إنعاش «اتفاق هشّ» لوقف النار
الأمم المتحدة تؤكد وجود أسلحـــة ثقيلة في المدن السورية
أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن المراقبين الدوليين في سورية لايزالون يلاحظون وجود «أسلحة ثقيلة» في المدن السورية «حيث انتهك النظام والمعارضة وقف إطلاق النار مرارا»، غداة دعوة الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون جميع الاطراف الى التعاون مع المراقبين الدوليين الموجودين على الارض من اجل وقف العنف. فيما قتل 31 شخصاً في اشتباكات وقصف في سورية، أمس، بينهم 12 جندياً، باشتباكات عنيفة مع منشقين في منطقة البصيرة في محافظة دير الزور، وتسعة مدنيين من عائلة واحدة بقذيفة هاون في قرية مشمشان بريف إدلب
وقال مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة إيرفيه لادسو إن المراقبين التابعين للأمم المتحدة لايزالون يلاحظون وجود «أسلحة ثقيلة» في المدن السورية حيث انتهك النظام والمعارضة وقف اطلاق النار مرارا، مؤكدا أن سورية رفضت منح تأشيرات عدة لمراقبين تابعين للمنظمة الدولية.
وكان لادسو أبلغ الاسبوع الماضي مجلس الامن برفض سورية منح تأشيرات دخول لمراقبين من دول تنتمي الى «مجموعة أصدقاء الشعب السوري». وأبدى لادسو ثقته بأن العدد الحالي للمراقبين المنتشرين وهو 24 شخصا «سيزيد سريعا في الاسبوعين المقبلين»، حتى يبلغ مع نهاية مايو 300 مراقب نص عليهم قرار مجلس الامن الدولي، الذي لحظ تشكيل بعثة مراقبة الامم المتحدة في سورية.
واعتبر لادسو ان «عدد المراقبين الذين انتشروا محدود لكن لهم تأثير فعلي على الارض»، لافتا الى ان «وجودهم له تأثير يخفف» من العنف و«قد يبدل الدينامية». لكنه دعا «كل الاطراف الى اتخاذ تدابير اضافية لضمان وقف العنف بكل اشكاله».
وزار مراقبون، أمس، مدينة أريحا في محافظة ادلب، بحسب ما ظهر في شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت.
وقالت لجان التنسيق المحلية ان الزيارة كانت قصيرة «لم تتجاوز الدقائق»، مشيرة الى تعرض أريحا «لقصف عنيف»، أول من أمس.
وأشارت الى ان المراقبين زاروا بعد ذلك مدينة جسر الشغور، التي تعرضت منطقتها فجر أمس للقصف بسبب «الحراك الثوري اليومي المستمر فيها».
على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 10 اشخاص قتلوا، بينهم تسعة من عائلة واحدة، في سقوط قذائف هاون مصدرها قوات النظام على منزلهم، فجر أمس، في قرية مشمشان المجاورة لمدينة جسر الشغور في محافظة إدلب (شمال غرب).
وبين الضحايا اربع نساء وطفلان. فيما اشار المرصد الى سقوط عدد كبير من الجرحى «بعضهم في حالة خطرة».
وقتل طفل يبلغ من العمر 13 عاما، إثر اصابته بإطلاق رصاص عشوائي في مدينة معرة النعمان بإدلب.
كما قتل 12 عنصراً من القوات النظامية السورية في اشتباكات عنيفة مع منشقين في منطقة البصيرة في محافظة دير الزور (شرق).
وأشار المرصد الى ان القوات النظامية استخدمت القذائف والرشاشات الثقيلة، ما أدى أيضا الى استشهاد مواطن وإصابة آخرين بجروح.
وقال الناشط طارق عبدالحق في منطقة الحدود السورية التركية المشتركة، إن 35 شخصاً أصيبوا ونقل بعضهم لمسافة 25 كيلومتراً عبر الممرات الجبلية الوعرة لتلقي العلاج اللازم في مخيمات لاجئين منتشرة على الحدود. وأضاف أنه «نقل بعضهم عبر الحدود دون علم احد الى تركيا. اضطروا لنقل الجرحى وعبور الجبال لتجنب نقاط التفتيش على الطريق. مات احدهم على الطريق وعمره 19 عاماً، وكانت اصاباته خطرة».
وفي ريف دمشق، قتل، فجر أمس، رجل يبلغ من العمر 80 عاماً في مدينة قطنا، اثر اطلاق الرصاص عليه من حافلة صغيرة، بحسب المرصد، كما قتل مواطن آخر في مدينة حرستا يبلغ من العمر 48 عاما، بإطلاق رصاص عشوائي.
وفي محافظة حماة (وسط)، قتل مواطن في قرية الحويجة بسهل الغاب في قصف من القوات النظامية. وفي محافظة حمص، قتل جنديان إثر اطلاق الرصاص عليهما من القوات النظامية التي انشقا عنها في مدينة تدمر، كما قتل مواطنان برصاص القوات النظامية السورية، بحي البياضة في مدينة حمص.
وتستمر اعمال العنف في سورية على الرغم من وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 12 ابريل الماضي، وكذلك وجود فريق من المراقبين بتفويض من مجلس الامن الدولي للتحقق من وقف النار.
من ناحية أخرى، تبنت «جبهة النصرة» التي سبق لها ان اعلنت مسؤوليتها عن عمليات تفجير عدة في سورية خلال الاشهر الماضية، أمس، انفجاراً وقع في دمشق الاسبوع الماضي، وتسبب بإصابة ثلاثة اشخاص بجروح. وقالت في بيان «قامت احدى السرايا الامنية لجبهة النصرة في 24 ابريل برصد سيارة تابعة لجيش النظام الاسدي وإلصاق عبوة متفجرة بها، ثم تعقبها حتى وصولها الى مبنى ما يعرف بالمستشارية الثقافية الايرانية في ساحة المرجة في وسط دمشق».
وأضاف انه تم تفجير السيارة «هناك في عملية اصابت هدفين في آن».
وأشارت صحيفة «الوطن» السورية الصادرة، أمس، إلى «تصعيد ارهابي» منذ وصول المراقبين. وكتبت ان «الاعتداءات» التي شهدتها الساحة السورية أخيرا، تزامنت مع وصول بعثة المراقبين التي «تبدو عاجزة عن القيام بأي خطوة لوقف الاختراقات والعمليات الارهابية التي شهدت تصعيداً ملحوظاً منذ ان نزلت قدما اول مراقب على ارض سورية».
ورأت ان اعداء سورية «من حكام ومرتزقة ومعارضة مأجورة»، لم يروا سبيلا لاحباط خطة أنان «سوى نشر الارهاب والارهابيين على نطاق واسع في سورية». ولا يقر النظام السوري بوجود حركة احتجاجية ويتهم «مجموعات ارهابية مسلحة» بزعزعة استقرار سورية وتخريب البلاد.
وفي الرياض، التقى السيناتور الأميركي جو ليبرمان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أول من أمس، إضافة الى مسؤولين سعوديين آخرين للبحث في الأزمة السورية، وقضايا اقليمية اخرى، على ما افادت اوساطه. وليبرمان هو سيناتور مستقل يصوت مع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الاميركي ومقرب من الجمهوري جون ماكين. ويؤيد هذان العضوان في الكونغرس تدخلاً دولياً في سورية، يشمل تنفيذ ضربات جوية على «قوات الرئيس بشار الاسد». وافاد بيان صادر عن الملحقة الاعلامية العاملة معه، ويتني فيليبس، ان ليبرمان التقى الملك السعودي ووزير دفاعه الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووزير خارجيته سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات السعودية مقرن بن عبدالعزيز آل سعود. وأوضح البيان ان ليبرمان يقوم منفردا «بزيارة للشرق الاوسط هذا الاسبوع، موضوعها الازمة في سورية ومسائل اخرى مرتبطة بالامن الوطني في المنطقة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news