انفجار يهزّ حلب.. ودمشق تشيّع قتلاها بتظاهرات
هزت انفجارات، صباح أمس، مدينتي حلب ودمشق التي شيعت في تظاهرة حاشدة في حي كفرسوسة قتلاها التسعة الذين سقطوا برصاص الأمن في تظاهرات الجمعة، فيما ذكر نشطاء أن القوات السورية اقتحمت مناطق قرب الحدود التركية، ما أدى لإصابة 20 شخصا على الأقل.
وتفصيلا، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبدالرحمن، في اتصال مع وكالة فرانس برس، قتل خمسة اشخاص على الاقل في انفجار استهدف مغسلة للسيارات في منطقة تل الزرازير في مدينة حلب اثناء مرور حافلة. وقالت الناشطة نور الحلبية في مدينة حلب، في اتصال عبر «سكايب» مع «فرانس برس» ان اصوات إطلاق رصاص تلت صوت الانفجار، فيما عملت قوات الامن على قطع الطرقات.
وفي دمشق، سمع صوت انفجارين، صباح امس، تبين ان الاول وقع في اطراف العاصمة اثناء مرور حافلة عسكرية، وادى الى اصابة ثلاثة جنود بجروح، والثاني ناجم عن عبوة وضعت تحت سيارة عسكرية في شارع الثورة التجاري الحيوي، بحسب المرصد وناشطين.
ووجهت التفجيرات ضربة اخرى إلى هدنة متداعية مدعومة من الأمم المتحدة. وتم الآن نشر 50 من بين 300 مراقب من الامم المتحدة يزمع نشرهم في سورية لمراقبة وقف اطلاق النار الذي اعلن يوم 12 ابريل، لكن وجودهم لم يوقف العنف في الانتفاضة. وقال ناشطون ان 37 شخصا قتلوا، اول من أمس، عندما أطلقت قوات الامن النار على محتجين في انحاء البلاد.
واعتبر ناشطون في دمشق ان هذين الانفجارين محاولة من النظام لترويع الناس وثنيهم عن المشاركة في تشييع الشهداء التسعة الذين سقطوا في تظاهرات الجمعة، حيث خرج آلاف الأشخاص في تظاهرة حاشدة في حي كفرسوسة للتشييع. وقال الناشط في اتحاد تنسيقيات دمشق أبوقيس في اتصال عبر «سكايب» مع «فرانس برس» «شهد حي كفرسوسة تظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف الأشخاص لتشييع الشهداء الذين سقطوا برصاص الامن السوري اثناء التظاهرات».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان «شارك اهالي حي كفرسوسة بدمشق في تشييع حاشد للشهداء».
وأظهرت مقاطع بثت مباشرة على الانترنت آلاف المتظاهرين في حي كفرسوسة يهتفون وسط زغاريد الشابات المشاركات في التظاهرة، فيما ظهرت على احد جدران المكان شعارات تحيي الجيش السوري الحر. وقد دعا المجلس الوطني السوري المعارض المراقبين الدوليين الى حضور التشييع. واعتبر المجلس ان تظاهرات دمشق تثبت للنظام ان زعمه بأن دمشق مدينة محايدة مجرد زعم سقط في دمشق، وقبل ذلك في ريفها، منذ وقت طويل، كما سقط زعم مماثل في مدينة حلب.
وشهدت بساتين حي برزة في دمشق، صباح امس، اطلاق نار في قبل القوات النظامية التي تنفذ حملة مداهمات واعتقالات، ما اسفر عن سقوط جرحى، بحسب المرصد.
وفي ادلب (شمال غرب) التي كانت مسرحا في الاسابيع الاخيرة لعمليات عسكرية واسعة النطاق للقوات النظامية قبل دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل مسؤول في حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم برصاص مسلحين مجهولين.
وتأتي هذه العمليات قبل يومين على موعد اجراء الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من مايو الجاري.
وذكر نشطاء أن القوات السورية اقتحمت مناطق قرب الحدود التركية، صباح امس، ما أدى لإصابة 20 شخصا على الأقل. وقال الناشط فراس إدلبي، إن قصفاً مكثفاً استهدف إحدى المناطق التي تقع شمال إدلب وهي أحد معاقل الجيش السوري الحر قبل اقتحام القوات لها وترويعها للسكان.
من جهة اخرى، ذكرت المعارضة أن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، سيزور الصين اليوم، بناء على دعوة من معهد الشؤون الخارجية الصيني. ومن المقرر أن يجري محادثات مع مسؤولين من وزارة الخارجية خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة سانا السورية الرسمية، امس، ان السلطات أفرجت عن 265 موقوفاً تورطوا في الأحداث الاخيرة «ممن لم تتلطخ ايديهم بالدماء».
وفي سياق آخر، ذكرت الوكالة ان حرس الحدود السوريين تصدوا لمحاولة تسلل مجموعة مسلحة من تركيا الى محافظة ادلب شمال غرب سورية.