مصر: تعديل وزاري محدود عشية انتخابات الرئاسة

قبل ساعات من انطلاق عملية تصويت المصريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية الاولى في مصر، عقب ثورة 25 يناير، شهدت الحكومة المصرية، أمس، تعديلاً وزارياً محدوداً. شمل أربع حقائب، هي التعليم العالي والثقافة والقوى العاملة ووزير شؤون مجلسي الشعب والشورى، فيما أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أمس، أن بطاقات اقتراع المصريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية ستكون متاحة على موقع اللجنة العليا للانتخابات، بدءاً من منتصف الليلة الماضية، بتوقيت القاهرة، بحيث يتسنى للمصريين في الخارج طبع البطاقات والتصويت وإرسالها بالبريد للسفارات والقنصليات المصرية المعنية.

وتفصيلاً، قالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصريية الرسمية، إن الوزراء الجدد، وهم جميعا من التكنوقراط الذين لا ينتمون الى احزاب او حركات سياسية، ادوا اليمين الدستورية، أمس، امام رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي الذي يتولى مهام رئيس الجمهورية منذ اطاحة الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير .2011

والوزراء الجدد هم محمد عبدالحميد النشار (التعليم العالي)، ومحمد صابر عرب (الثقافة)، وعمر محمد محمود سالم (شؤون مجلسي الشعب والشورى)، ورفعت محمد حسن (وزير القوى العاملة).

كانت الفترة الأخيرة شهدت جدلاً متزايداً بين مجلس الشعب والحكومة، إذ أصر حزب الحرية والعدالة الاعلى تمثيلاً في البرلمان، على إقالة حكومة رئيس الوزراء كمال الجنزوري، بينما أكدت الحكومة أنه ليس من حق البرلمان حجب الثقة عنها، وأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو الوحيد صاحب الحق في هذا بموجب الإعلان الدستوري. كما اتهم مجلس الشعب الحكومة بافتعال أزمات مثل نقص المواد البترولية وارتفاع الأسعار والانفلات الأمني لإحراج البرلمان أمام الشعب.

في غضون ذلك، صرح المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، الوزير المفوض عمرو رشدي، أمس، بأن بطاقات اقتراع المصريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية ستكون متاحة على موقع لجنة الانتخابات الرئاسية، بدءاً من منتصف الليلة الماضية، بحيث يتسنى للمصريين في الخارج طبع البطاقات والتصويت وإرسالها بالبريد للسفارات والقنصليات المصرية المعنية.

وناشد المتحدث المصريين في الخارج الإسراع بإرسال بطاقات التصويت بالبريد لتفادي التكدس الذي شاب بعض عمليات التصويت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وكان مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والهجرة والمصريين في الخارج ورئيس غرفة عمليات الوزارة المعنية بمتابعة انتخابات الرئاسة في مصر، السفير أحمد راغب، قال في وقت سابق، إن بدء اقتراع المصريين في الخارج بالانتخابات الرئاسية سينطلق، اليوم، لمدة أسبوع. وقال راغب إن الوزارة «لم تبلغ بشيء حتى الآن من جانب اللجنة العليا المعنية بالإشراف على الانتخابات ولا مجال إذاً لوقف إجراءات التصويت».

جاء ذلك في معرض رد المسؤول المصري على سؤال حول تطورات الموقف بعد حكم محكمة القضاء الإداري في بنها بوقف قرار اللجنة العليا بالدعوة للانتخابات الرئاسية.

ونفى نائب رئيس مجلس الدولة، المستشار محمد حسن، أن يكون معنى الحكم هو وقف انتخابات الرئاسة، مؤكدا أن المحكمة أبطلت فقط المادة الأولى من قرار اللجنة العليا رقم 5 لسنة .2012

وأوضح أن الحكم لم يتضمن شرح وسيلة تنفيذه، وأن التنفيذ مسؤولية الجهة الإدارية ممثلة في اللجنة العليا والمجلس العسكري، كما أوضح أن تعديل الموقف القانوني يتطلب إصدار قرار دعوة الناخبين للاقتراع من المجلس العسكري.

من ناحية أخرى، قالت وزيرة التخطيط فايزة أبوالنجا إن السعودية حولت مليار دولار إلى البنك المركزي المصري كوديعة لاجل ثماني سنوات. وقال سفير السعودية لدى مصر أحمد عبدالعزيز قطان، إن بلاده ومصر وقعتا مذكرة تفاهم تقوم السعودية بمقتضاها بإيداع المبلغ في البنك المركزي المصري.

وأضاف أن بلاده استجابت في الوقت نفسه لطلب مصر استيراد كميات من غاز البوتان (البوتاغاز) بقيمة 250 مليون دولار. وتابع «هذه المساعدات تنطلق من حرص خادم الحرمين الشريفين (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) على دعم مصر واستقرارها».

إلى ذلك، أكد قائد القوات البحرية المصرية الفريق مُهاب مَميش، أن المياه الإقليمية لبلاده آمنة تماماً، وأن قواته تتمتع بأعلى درجات الكفاءة والجاهزية القتالية. وأضاف الفريق مميش، في مؤتمر صحافي عقده في مقر قيادة القوات البحرية بالاسكندرية، أمس، أن أحداً لن يستطيع أن يمس قطرة من المياه المصرية في ظل يقظة القوات البحرية وأفرادها التي تعمل فى إطار منظومة القوات المسلحة على تأمين مصر براً وبحراً وجواً، لافتاً إلى أن القوات البحرية في أعلى درجات الكفاءة والاستعداد القتالي رغم المهام الإضافية التي أنيطت بها عقب ثورة 25 يناير بتأمين الجبهة الداخلية للمحافظات الساحلية.

وطمأن قائد القوات البحرية الشعب المصري الى أن القوات المسلحة ستشرف على الانتخابات الرئاسية، متعهداً أنها (القوات المسلحة) ستحمي الناخبين «لتخرج الانتخابات نزيهة وشفافة، وتكون أفضل انتخابات رئاسية تشهدها مصر في تاريخها، لآن الشعب المصري يستحق أن يدلي بصوته بكل حرية ونزاهة وبإرادة حرة».